السب والقذف جريمة

إسراء عبد الفتاح
إسراء عبد الفتاح
بقلم - إسراء عبد الفتاح
كتبت هذا المقال قبل موقعة «الواقى الذكرى» وفكرت أن أعدله بعد الواقعة ولكن تراجعت فوجدته مناسبا لما تنبأت به فى آخر المقال فتركته كما هو.

كيف نصنف السب والقذف فى هذه الأيام، على ما أتذكر أنه كان مصنفا من قبل على أنه جريمة ولكن لا أعتقد أن الشعب والحكومة والدولة والمؤسسات أصبحت تصنفه هكذا حاليا، يجوز أنه أصبح يصنف الآن على أنه فعل أو حتى رد فعل مثلا لا يعاقب عليه القانون وأى قانون يحتوى على مسمى «عقوبة السب والقذف» هو غير مطبق مطلقا. كنا معتادون على أن المناخ الأكثر سبا وقذفا هو الفضاء الافتراضى أو كما يقال عليه مواقع التواصل الاجتماعى لأنه فضاء واسع غير مسيطر عليه وله أسبابه وطبيعته الخاصة. ولكنى أعتقد أن السب والقذف غير المعاقب عليه قانونيا امتد إلى شاشات الإعلام، برامج التوك شو، المقالات الصحفية، عناوين المقالات ومانشيتات الصحف، وما إلى ذلك من الجهات، واعتقد أنه لم يعد هناك حظرا فى أى مكان على هذه الظاهرة التى باتت من القاموس اليومى للمصريين وتجرى على لسانهم كالطعام والشراب حتى كاد الأمر أن يكون عاديا وطبيعا وسط مجتمعنا. فالكثير من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة أصبحت تعتمد على السب والقذف لتحقيق أكثر مشاهدة لأن هذا هو الذى يسيطر الآن على الذوق العام لدى المصريين وأقول ذلك بكل أسف. فتناسوا المهنية وضاعت الموضوعية وانحطت المهنة بمثل هذه الظواهر العديمة الأخلاق. وللأسف ليس هناك عقاب رادع أو قانون يحمى. بل أصبح العكس صحيحا، صاحب الصوت الأعلى والأكثر سبا وقذفا وخوضا فى الأعراض هو الأكثر حصانة من العقاب.

أصبح السب والقذف هو البديل عن النقد والحوار البناء وسماع الآخر فغابت المصداقية والرقى فى الخلاف والاحترام فاللجوء إلى السب والقذف لنقد الآخر هو ضعف وقلة حيلة وعدم وجود منطق وأسباب واضحة ممكن مواجهة الآخر بها كل هذا بالإضافة إلى قلة تربية وانعدام أخلاق مؤكد.

وهناك مدرستان للرد والتعامل مع من ينتهج هذه الظاهرة كمنهج أساسى فى حياته اليومية، المدرسة الأولى، وهى التجاهل التام وعدم الرد وفى لغة السوشيال ميديا (البلوك) ومع مرور الوقت البعض ممن ينتهجون هذه المدرسة اكتشفوا عدم صلاحيتها وأنها تعطى انطباعا لدى السباب أنك ضعيف أو غير قادر على الرد لأن الطرف السباب لا يرتدع من التجاهل ويستمر فى سبابه وقذفه وأصبح يميل أكثر للمدرسة الثانية التى تتبنى «السن بالسن والعين بالعين والبادى أظلم» وترد بنفس مستوى الانحطاط الأخلاقى وهنا لا تنتهى عملية تبادل السباب بين الطرفين وتصبح دائمة والذى سيتوقف سيزايد عليه الآخرون بأنه الأضعف.

أنا من أنصار المدرسة الأولى لسببين الأول أن كل إناء ينضح بما فيه فكل لفظ مسىء يعبر عن صاحبه فلن أرد الإساءة بالإساءة برغم ما يروه الآخرون بأنه حق الرد. السبب الثانى لأن من يلجأ للسب هو دائما الطرف الأضعف الذى لا يجد ما يقوله بالعقل والمنطق فيلجا للسب وما أسهله وسيلة الكل مهما كان تربيته وأخلاقه قادر على استخدامها لكن عامل التربية والأخلاق هو دائما ما يمنعه. هنا ألاحظ أن الغالبية تركت المدرسة الأولى واتجهت بعنف إلى المدرسة الثانية ظنا منها أن المدرسة الأولى فشلت فى تحقيق الهدف المراد منها. مع تضخم ظاهرة السب والقذف المجتمعية والإعلامية واختفاء الرادع والعقاب فبكل أسف ستتضخم الظاهرة لتأخذ أشكالا أخرى مختلفة تضع أيضا تحت مظلة انعدام الأخلاق. فإذا كنا نريد الارتقاء بالمجتمع والحفاظ على ما تبقى من لغة الحوار فلابد أن نثور ثورة أخلاقية كاملة نعاقب بالقانون كل من تسول له نفسه الإساءة للآخر لفظيا أو معنويا أو اقتحام حياته الشخصية أو تخوين أو تشويه الآخر دون دليل ولا نستثنى منهم أحدا. دون ذلك فعلينا الانتظار حتى يرقد مجتمعنا فى مستنقعات الحياة ولن نجد هناك مخرجا من ذلك فالخراب والدمار الأخلاقى سيحيط بنا من كل اتجاه وسيحاصرنا ونهلك به جميعا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زى النهارده.. الأهلى يعلن التعاقد مع محمد الشناوى قادما من بتروجت

عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي

وزارة النقل تمنع التكدس فى الموانئ البحرية.. إنشاء موانى جافة ومناطق لوجستية تقلل أوقات الانتظار وتكاليف النقل.. 33 ميناءً جافا ومنطقة لوجستية تحدث طفرة بالمناطق الصناعية وتربط أماكن التصنيع والاستهلاك.. صور

نقلة نوعية فى الزراعة بالمنيا.. فول الصويا والذرة الشامية فى طور التحميل.. ومتابعات مستمرة لاستغلال المساحة المزروعة لتحقيق أعلى عائد للمزارعين.. وكيل وزارة الزراعة: نستهدف رفع الاكتفاء الذاتى من الزيوت.. صور

"صحح مفاهيمك".. الأوقاف تحذر من خطورة الاستخدام المفرط للهاتف أثناء القيادة.. وتؤكد: يُعد إهمالًا لمعايير الأمان للذات وللآخرين.. وأمر مخالف لأخلاقيات الدين الحنيف.. وتشدد: الإسلام يوجب حفظ النفس والمال والعرض


محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

كفر الشيخ تتصدر مشهد تربية الحمام الزاجل فى مصر.. 300 هاوٍ يتنافسون فى التربية والسباقات.. هواية شاقة تتحول إلى شغف ومنافسة على مستوى الجمهورية.. المربون: كان يستخدم فى المراسلات واليوم فى المسابقات فقط.. صور

مراجعة ليلة الامتحان.. أسئلة استرشادية فى الأحياء لطلاب الثانوية العامة

إنبى: حصل تضارب فى تصريحات عبد الناصر والشريعى

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025


رئيس كهرباء الإسكندرية: إعادة التيار لجميع المناطق التابعة لمحطة محولات الورديان

لجنة ثلاثية من أساتذة الهندسة لمعاينة مباني سنترال رمسيس لبيان حالتها حفاظاً علي الأرواح

باريس سان جيرمان يضع قدما فى نهائى مونديال الأندية بثلاثية فى شباك الريال

ندب خبراء الأدلة الجنائية المختصين لرفع كافة آثار حريق سنترال رمسيس الرئيسي وفحصها

بى إس جى ضد الريال.. الملكى ينهار بالهدف الثالث فى الدقيقة 24

وزير الكهرباء يصل العاشر من رمضان لمتابعة آثار حريق محطة المحولات

رسميًا.. أتلتيكو مدريد يعلن رحيل أنخيل كوريا لتيجريس المكسيكي بعد 10 مواسم

السعودية تعلن وفاة الأميرة بزه بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود

مفاجأة سارة للمصطافين وعشاق مطروح.. الكورنيش يغير واجهة المدينة ويزيد مساحة جمالية جديدة.. المحافظة تستعد لمصيف مختلف هذا العام.. ووضع اللمسات النهائية لتطوير الكورنيش .. صور

ابنة كريم محمود عبد العزيز فى ظهور خاص معه خلال الحلقة 9 من مملكة الحرير

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى