الجزائر تتصدى للتكفير

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
التكفير وإهدار الدم واستباحة الأرواح أحكام يحفظها المتشددون ويكررونها طوال الوقت فى حياتنا لا يملونها أبدا، ولا يدركون أبعادها ويدافعون عن الحق الذى يرونه ولا يمنحون فرصة للآخرين كى يوضحوا وجهة نظرهم، يحدث ذلك فى كل بلادنا العربية والإسلامية، وعادة ما تتطور هذه الأمور وتأخذ أكبر من حجمها الطبيعى، إلا فى حالة واحدة وهى أن يتدخل القضاء ليعطى كل ذى حق حقه ويقول كلمته الفصل فى مثل هذه الأمور.

وفى الجزائر أثارت منذ فترة أزمة الكاتب الجزائرى كمال داوود والشيخ السلفى عبدالفتاح حمداش الكثير من الجدل على صفحات التواصل الاجتماعى، ويحسب لـ«داوود» أنه اختار أن يلجأ للقضاء الجزائرى متضررا من فعل «حمداش»، بعدما دعا الداعية السلفى الذى يقود حركة «الصحوة الحرة الإسلامية السلفية» غير المعترف بها رسميا، على صفحته على فيس بوك السلطات الجزائرية إلى الحكم بالإعدام على كمال داود وتنفيذ الحكم فيه علنا، وجاءت دعوته هذه بعدما انتقد كمال داود فى برنامج تلفزيونى فرنسى علاقة المسلمين بديانتهم.

وهنا علينا أن نحدد أنه سواء نتفق أو نختلف مع الكاتب الجزائرى كمال داوود، وسواء أكنا نرفض آراءه أو ندافع عنها، لكننا بالضرورة سوف نتفق مع مسلكه ونتفق مع المحكمة التى حكمت لصالحه، حيث قضت بالسجن 6 أشهر على الداعية السلفى عبدالفتاح حمداش الذى كان قد طالب بإهدار دم «داوود»، واتهمه بالكفر، كما حكمت عليه محكمة الجنح بدفع غرامة قدرها 50 ألف دينار.

وربما هذه مناسبة مهمة للحديث عن تفعيل إجراء التقاضى كحل لهذه المشكلات الجدلية والمثيرة، التى نكاد نعيشها ليل نهار والتى تلقى بحقدها على الشارع الثقافى والاجتماعى، وتقدمنا فى هيئة عصابات متناحرة لا نجيد التحاور ولا نملك فرصا أخرى لمواصلة الحياة سوى التقوت بأجساد بعضنا.

نعم لقد تورط عبدالفتاح حمداش وورط الكثيرين معه، وخيرا صنع القضاء الجزائرى، لأن هذه الأمور إذا مكثت فى الأرض بغير حسم أفسدت المجتمع وترتب عليها جدل لا نهاية له وتكرر مما يؤدى فى النهاية لانقسام لا نعلم آخرته.

وربما المستفاد من ذلك الدرس هو أنه فى مصر يستخدم الكثيرون صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى فى السب والقذف وإخراج الآخرين من الدين والدعوة لإخراجهم من الدنيا، ولو علموا أن هناك قانونا سوف يأتى بهم ويضعهم تحت طائلته لفكروا كثيرا قبل أن يقدموا على مثل هذه التصرفات، وناقشوا الأفكار بالفكر، وبالتالى انتقل المجتمع إلى مرحلة جديدة من التحضر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تأكيدًا للقيم الدينية والإنسانية: النيابة العامة تتصدى لجرائم الاعتداء على الحيوانات

انهيار أسقف 3 طوابق بمنزل قديم والبحث عن سيدة أسفل الأنقاض بالغربية

هل تتعرض البلاد لموجة شديدة الحرارة خلال الأيام المقبلة؟

حقيقة تولى أسامة هلال منصب مدير التعاقدات بالأهلى

الداخلية تضبط متهما زعم صلته بتجار مخدرات وآثار واستعداده لتقديم معلومات عنهم


مصرع شخص وإصابة 7 آخرين فى حادث انقلاب ميكروباص على الطريق الدائرى

بعد إعلان رؤية هلال ربيع الأول.. تعرف على موعد المولد النبوى الشريف 1447

ريم مصطفى تعود للسوشيال ميديا وتظهر بإطلالة طبيعية

أول تعليق من بيب جوارديولا بعد خسارة مان سيتى ضد توتنهام

شاهد تصوير جوي لأعمال تركيب القضبان وتشطيبات محطات القطار السريع.. صور


ألونسو: لا أخشى برشلونة.. ومبابي عنصر حاسم في خطتنا هذا الموسم

الكاف يخطر بيراميدز بموعد مباراتى الجيش الرواندى فى دوري الأبطال

رسميا.. إقامة مباراة المصرى وكهرباء الإسماعيلية على ستاد السويس الجديد

الطقس غدا.. ارتفاع طفيف ومؤقت فى درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

ليفانتي ضد برشلونة.. البارسا يتسلح بسجل مميز خارج ملعبه

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

جينيفر لوبيز تستمتع بحياتها بعد الطلاق وتعلن انتهاء رحلتها مع الزواج

4 لاعبين في الزمالك يترقبون الظهور الأول مع فيريرا أمام فاركو

سباق الحذاء الذهبي في أوروبا يشتعل مبكرا.. هاري كين يدشن موسمه مع بايرن ميونخ بهاتريك تاريخي.. جواو بيدرو يتألق مع تشيلسي.. أمم أفريقيا 2025 تهدد حلم محمد صلاح.. ومبابي وهالاند يستعدان للانقضاض على الجائزة

وست هام ضد تشيلسي.. استيفاو يحقق رقما قياسيا مع البلوز بالدوري الإنجليزي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى