بالفيديو والصور..مأساة تلاميذ مدرسة العجرة الابتدائية المتهالكة فى بنى سويف

داخل منزل ريفى قديم، مبنى من الطوب اللبن، سقفه من الأشجار والأخشاب القديمة، يتعلم تلاميذ مدرسة العجرة الابتدائية المشتركة التابعة لمركز الفشن أقصى جنوب محافظة بنى سويف.

عشر آلاف نسمة يعيشون فى قرية جبلية

قرية جبلية يعيش أكثر من عشر آلاف نسمة داخلها بين أحضان الجبل، لا يفصلها عن مدينة الفشن سوى نهر النيل، تبرع أحد الأهالى بهذا المبنى المتهالك منذ عشرات السنين، وتخرج من تلك المدرسة أجداد وآباء وأمهات لتلاميذ يعيشون حياة غير آدمية، فى عصر يتعلم فيه أقرانهم من خلال الحاسوب والتابلت والآى باد.

وفى شارع ضيق لا يتعدى طوله المترين، تجمع أمام كاميرا اليوم السابع تلاميذ يغلبهم البساطة والطيبة الريفية، تأملوا بأن نكون المنقذ لهم الذى يخرجهم من المبنى الذى يهدد حياتهم كل صباح.

التلاميذ: "بتقعد خمسة فى التختة"

"إحنا بنقعد خمسة فى التختة، نفسنا نقعد فى مدرسة زى اللى بنشوفها فى التلفزيون".. هكذا تحدث تلاميذ المدرسة.. أطفال لم يتجاوزوا العشر سنوات، متابعين: "عمرنا ما لعبنا حصة ألعاب، هنلعب فين، معندناش حوش نلعب فيه".

"أميرة" التلميذة بالصف الثالث الابتدائى، تشير إلى أنها تجلس وأربعة من زميلاتها فى "تختة" واحد، وهو حال كافة الفصول، متابعة "لما بنكتب من على السبورة أنا بكتب على ظهر زميلتى منى، وهى بتكتب على التختة، اثنين بيكتبوا على ظهر بعض، والثلاثة على التختة".

التلاميذ يفترشون الأرض

أما ربيع الطالب فى الصف الرابع، فقال "أنت لو دخلت وشوفتنا فى الفصل هتلاقىنى بنقعد على الأرض، معندناش تخت تكفينا، مضيفاً أن المبنى متهالك جداً، ويرون الحشرات والنمل ينبعث من بين الجدران.

التلاميذ: المدرسة لا يوجد بها مكتبة أو معمل اوساط

وأضاف "أحمد" - تلميذ بالصف الرابع الابتدائى - أن المدرسة لا توجد بها مكتبة أو معمل وساط، أو معامل علوم، والفسحة وقتها بسيط لأن الحوش لا يكفى أعداد التلاميد، مضيفًا أن بعض زملائه تم نقلهم إلى مدرسة القرية المجاورة لهم، نظرًا لعدم كفاية المدرسة لأعداد التلاميذ.

دورات المياه غير آدمية وتهدد حياة التلاميذ

أما "نهى"، التلميذة بالصف الثالث، فتروى معاناتها اليومية مع دورات المياه، "عمرى ما دخلت دورة المياه فى المدرسة فى الثلاث سنوات، الحمامات سقفها بيقع علينا، وبفضل مستنية لحد لما أروح وأدخل الحمام فى بيتنا".

وأكد تلاميذ المدرسة، أن مأساتهم فى فصل الشتاء لا توصف، حيث إن الأيام التى تسقط فيها الأمطار، يعودون وملابسهم متسخة، نظراً لسقوط المياه من الأسقف الخشبية عليهم، وهى متسخة بالتراب والطين.

الأهالى: المبنى منزل قديم منذ عشرات السنين

ويقول أحمد محمد موسى "فلاح"، من أهالى القرية، أن المدرسة عبارة عن منزل مكون من خمس غرف قديمة تبرع بها أحد الأهالى منذ عشرات السنين، وتخرج منها أجدادنا وآباؤنا، وناشدنا المسئولين أكثر من مرة لإيجاد حل للمدرسة، إلا أن الأبنية التعليمية أكدت لنا عدم قدرتها على بناء المدرسة لأنها مبنى مؤجر ومملوك لأحد الأهالى.

ويقول مصطفى حسين درويش أحد أولياء الأمور، قمنا بشراء قطعة أرض عبارة عن نصف فدان، على مدخل القرية وأمام المدرسة القديمة، وحاولنا تخصيصها لبناء مدرسة ابتدائية، إلا أن وزير الزراعة يرفض تخصيص قطعة الأرض كمدرسة، بحجة أنها أرض زراعية.

وأضاف على محمدين، أحد أهالى القرية، الزراعة ترفض تخصيص الأرض بحجة أنها أرض زراعية، على الرغم أن الأرض بور ولا يوجد بها زراعات، متابعاً "لو الحكومة مش عارفة تبنى المدرسة، إحنا نلم فلوس ونبنيها، هنعمل إيه يعنى؟!".

موضوعات متعلقة..

- مدارس بنى سويف فى انتظار المجهول.. تلاميذ مدرسة تزمنت الابتدائية يودعون أهاليهم بنطق الشهادتين.. المدرسون يستخدمون الحجارة مقاعد لهم.. المياه الجوفية أكلت سلالم وجدران الابتدائية المشتركة بباروط

- بالصور.. إعادة ترميم وصيانة مدرسة تزمنت الابتدائية بنات ببنى سويف