المصريون قتلوا الإسكندر الأكبر

سامح جويدة
سامح جويدة
بقلم - سامح جويدة
الإسكندر الأكبر لم تقتله الخيانة، ولم تقض عليه كثرة الحروب والمعارك، أو إصابته بالمرض والحمى، كما ادعى بعض المؤرخين.. رحلة موت الإسكندر الأكبر بدأت منذ دخوله إلى مصر. فقد قتله المصريون. هم أصحاب السم اللذيذ الذى دمر عقله لتكون لعنتهم سر نهاية أسطورته العسكرية. فلقد استغرق الإسكندر عامين فقط ليسحق جيوش الإمبراطورية الفارسية حتى إن الفرس لم يجدوا كتيبة واحدة لحماية مصر الفارسية فى عام 332 قبل الميلاد.. فدخلها الإسكندر، وكأنه فى نزهة أو رحلة صيد، بلا أى مقاومة تذكر.. دخلها بالصدفة بعد أن انتهى من فتح بلاد الشام ليصنع منها درة الحضارة الإغريقية ولتصنع من أسطورته مأساة.

حينما دخل الإسكندر أرض مصر لم يحاربه المصريون ولا قاوموه ولا حتى عصوه بل عبدوه. أقنعوه بأنه إله الشمس وابن الإلهة الخالدة آمون- رع. ووضعوا على رأسه تاج على شكل كبش بقرنين (لبسوه الحلة) وسجدوا تحت أقدامه وأطلقوا عليه «الإسكندر ذو القرنين». وصعق قواد جيوشه وجنوده اليونانيين والإغريقيين حينما شاهدوه يتمختر وهو يلبس قرنين كالعبيط ويدعى الألوهية. فماذا حدث لتلميذ أرسطو النابغة ليصبح كالمخبول فجأة.. حتى إن صديقه الحميم (كليتوس) كان يردد فى أذنه والمصريون ساجدون، حول عرشه (تذكر أنك إنسان.. تذكر أنك إنسان) ولم يسكت الصديق الحميم، إلا بعد أن طعنه الإسكندر وقتله فى غفوة خمر وفورة غضب.. فكيف لا يصدق أنه الآلهة، وأقدم شعوب الأرض تصنع له التماثيل وتسجد لها فى المعابد. كيف لا يؤمن رجاله بألوهيته وهم يرون المصريين يتلون الصلوات باسمه ويطلبون عفوه ورحمته.

القائد العظيم اهتز وفقد صوابه من الغرور، وبدأ يتعامل مع رجاله على أنه إله لا يطيق النقاش أو المعارضة ولا يتشاور مع بشر ورفض قواد جيوشه ألوهيته المزعومة لأنهم يريدون قائدهم (الإنسان) الذى يناقشهم ويستشيرهم ويفهمهم ويسمع لهم، وليس هذا الممسوخ الذى خدعه سحر المصريين.. وابتعد الإسكندر عن رجاله المخلصين واستبدلهم بالمنافقين وأدمن الخمر والبطش والعنف، وتعمد أن يهب الحياة ويسلبها من رجاله ليؤكد لهم ألوهيته المزعومة، ودخل عشرات الغزوات والمعارك الخاسرة بدون أن يستشيرهم، وبدون أن ينصت لتحذيرهم، حتى قتل أغلب جنوده أو ماتوا جوعا فى العراء فى غزو الهند، لذلك اتفق رجاله عليه ودسوا السم فى شرابه.. هم أحبوه ملكهم الشجاع وكرهوا فيه لعنة الآلهة التى دسها المصريون فى عقله ليقتلوه بنشوة السيادة وخدعة الهيمنة. تلك حقائق تاريخية لا جدال فيها، بدليل أن المصريين سجدوا بعد ذلك لخليفته، وأول المتهمين بقتله بطليموس الأول، واستمروا فى لعبة الآلهة مع بطليموس الثانى والثالث والرابع وحتى الخامس عشر.. كلهم لبسوا التاج أبو قرنين.. فهل كل هؤلاء أبناء آمون- رع ويظهرون فجأة وبدون حتى أوراق نسب أو تحليل DNA.

الغريب أن الأحفاد مازالوا يلعبون نفس اللعبة مع كل المناصب الكبرى وكل منصب على (قد دمه)، ولكن مع صعوبة السجود لغير الله استبدلوه (بالتسجيد) مع مزيج ساحر من الليونة والنفاق، واستبدلوا تاج ابن الآلهة أبو قرنين (بالعمة)، فنتغامز على من تم (تسجيده)، قائلين (لبسوه العمة) كناية عن أنهم ضحكوا عليه وحصلوا على مرادهم بالمديح والنفاق. حتى يصدق المسئول نفسه ويؤمن بأنه لا يخطئ، وأنه لا يحتاج لأن يتشاور أو يتناقش فيما يتخذه من قرارات ويغضب بشدة لو سمع البعض يراجعه أو يحاسبه على أفعاله. وبطبيعة الحال يصبح هؤلاء المنافقين هم الصفوة والأبرار، بينما يصبح المعارضون من الشياطين والكفار. فيا كل مسؤول فى مصر احذر من رجالك، فهم يجعلون منك إلها حتى يحصلوا على غنائمهم ومصالحهم، بينما تصير أنت مثل أصنام الجاهلية المصنوعة من العجوة يعبدها الناس جهرا طوال النهار ويأكلونها ليلا فى الخفاء.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصر تدين الهجوم المسلح في مدينة سيدني الأسترالية

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

الأرصاد تحذر: تكاثر السحب الممطرة وأجواء باردة على الوجه البحرى وشمال سيناء

مانشستر سيتى يكتسح كريستال بالاس بثلاثية بمشاركة شرفية لمرموش.. فيديو


أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

بيراميدز يتقدم بعرض لبتروجت لشراء حامد حمدان فى انتقالات يناير

النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في قضية أرض نادي الزمالك بحدائق أكتوبر

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا


رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

التنمية المحلية: تخفيض رسوم ترخيص المحال العامة لمدة 6 أشهر بنسبة تصل لـ50%

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى