هل يُحيى «أبوالغيط» الجسد العربى الميت؟

يوسف أيوب
يوسف أيوب
هل يُحيى «أبوالغيط» الجسد العربى الميت؟.. فى الأول من يوليو المقبل سيتولى أحمد أبوالغيط رسميًا مهامه كأمين عام للجامعة العربية، ومن اليوم وحتى دخول مكتبه فى مبنى الجامعة بميدان التحرير، أمام «أبوالغيط» فرصة مناسبة لتنشيط ذاكرته الدبلوماسية، وليقرأ من جديد الوضع فى المنطقة، والملفات المفتوحة والملتهبة التى ابتعدت عن الجامعة طيلة السنوات الماضية.

بالتأكيد «أبوالغيط» لم يكن بعيدًا عن الوضع العربى منذ أن خرج من وزارة الخارجية فى مارس 2011، لأنه كان دائم الاطلاع عن قرب على ما يحدث، ومتواصلًا مع بعض الشخصيات الفاعلة على المسرح العربى والإقليمى، لكن الوضع الآن مختلف، فهو لم يعد متابعًا، إنما المطلوب منه أن يكون صاحب قرار، لذلك فإن قراءاته للأحداث ستتغير، ومعلوماته ستزداد وفرة، لأنه عاد فاعلاً فى القرار العربى وليس مجرد متابع.

بالطبع سيخوض «أبوالغيط» فى ملفات معقدة جدًا تواجهها الدول العربية، تحتاج ليقظة تامة، وقدرة على التواصل والإبداع أيضًا، لأن العلاقات العربية أكثر تعقيدًا من الملفات الساخنة التى تطفو على السطح العربى حاليًا، وهى مهمة ثقيلة جدًا، فتلطيف الأجواء من أكثر المهام المطلوب من الأمين العام الجديد للجامعة أن يقوم بها، والذى عليه أيضًا دور فى التواصل مع من تحفظوا عليه، وأقصد هنا تحديدًا قطر التى لا تثق فى «أبوالغيط».

بخلاف العلاقات العربية المضطربة يبقى ملف الإرهاب فى الصدارة، فتنظيم «داعش» الإرهابى يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق، وله وجود فى غرب ليبيا، بما يؤثر على استقرار تونس ومصر أيضًا، كما أن المنطقة تشهد الآن مواجهات تتخذ طابعًا مذهبيًا بين السنة والشيعة، تضع السعودية فى مواجهة غير مباشرة مع إيران.

وفى اليمن، يقوم تحالف عسكرى عربى بقيادة الرياض بدعم الحكومة اليمنية ضد الحوثيين الشيعة الذين تدعمهم طهران، ومؤخرًا تصاعدت المواجهة بين السعودية وحزب الله اللبنانى الشيعى المدعوم من إيران، وصنف مجلس التعاون الخليجى الحزب اللبنانى بأنه «منظمة إرهابية»، كما فعل وزراء الخارجية العرب الجمعة الماضى بوصفه «إرهابيًا».

كما سيدخل «أبوالغيط» مكتبه بالجامعة العربية دون أن يطرأ جديد على المقترح المصرى بتأسيس قوة عربية مشتركة، والذى وافق عليه القادة العرب فى قمة مارس 2015، فالمقترح مازال حبيس الأدراج رغم اجتماعات رؤساء الأركان العرب التى انتهت من بروتوكول القوة المشتركة، لكن غياب الإرادة السياسية لدى بعض الدول أوقف المقترح عند نقطة التفاوض.

هذه أربعة ملفات إقليمية عابرة للدول، لكن هناك أيضًا أزمات داخلية، ففى ليبيا مازال العنف والفوضى يضربان ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافى فى أكتوبر 2011، كما تواجه التسوية السلمية فى سوريا منعطفات غير مبشرة، حتى بعد التوافق الأمريكى الروسى على الحل السياسى، وفى فلسطين مازالت المفاوضات السياسية مع إسرائيل متوقفة، كما أن ملف المصالحة الداخلية بين فتح وحماس مازال مغلقًا، وفى اليمن الوضع يبقى كما هو دون تغيير.

كيف يعمل «أبوالغيط»؟.. إجمالًا، الوضع العربى لا يسر أحدًا، سواء على المستوى العام، أو داخل كل دولة، فالخلافات شديدة، والحلول لم تعد مقبولة من أحد، حتى حينما يتم الاحتكام لقوى خارجية، فإنها لم تأت بالحل المقبول أيضًا، وربما يعود ذلك فى الأساس إلى تسليم بعض الدول العربية مفاتيح الحل لأطراف إقليمية غير عربية، مما أفقدنا القدرة على الحل، وأقصد هنا تركيا وإيران، فالدولتان أصبح نفوذهما العربى قويًا ولا تخطئه العين، نفوذ لا يقارن بأى نفوذ آخر، وهنا تكمن المعضلة أو المشكلة الكبرى أمام الأمين العام الجديد للجامعة العربية، فالآمال معقودة عليه لكى يستعيد للوحدة العربية مكانتها، وأن يكون للجامعة وجود وكلمة فى الملفات العربية التى أصبحت «سداح مداح» لكل من «هب ودب» إلا العرب أنفسهم.

بالتأكيد المهمة صعبة، خاصة أن التركة مكبلة بالكثير من القيود، فالجامعة العربية فقدت الكثير من معناها وقيمتها خلال السنوات الخمس الماضية، لدرجة دفعت الكثير إلى المطالبة بتوفير ما ينفق عليها من أموال، وإعلان وفاتها، لكن بكل تأكيد سينشط «أبوالغيط» ليعيد الحياة مرة أخرى للجسد العربى الذى أرهقته الأمراض، محاولاً مداواته بمسكنات سريعة حتى يستعيد عافيته، ويكون قادرًا على العمل.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مجلس الدولة الليبى يعلن سحب الشرعية من حكومة الوحدة الوطنية

جدول ترتيب "مجموعة الهبوط" فى الدورى المصرى.. الجونة يتصدر

استقالة 5 وزراء فى حكومة الوحدة الوطنية انحيازا لإرادة الشعب الليبى

مودرن سبورت يفوز على الإسماعيلى 2 /1 ويصعب مهمة الدراويش فى الدورى.. فيديو

غزل المحلة يقترب من الهبوط بعد الخسارة برباعية أمام الجونة فى دورى نايل


التعادل السلبي يحسم الشوط الأول من مباراة النصر ضد التعاون

معلول ووسام على رأس قائمة الأهلى لمباراة البنك فى الدورى الممتاز غدا

صحتك بالدنيا.. تحذيرات من موجة جديدة لكورونا جنوب شرق آسيا.. رطبى على أولادك بهذه المشروبات فى أيام الحر والامتحانات.. طريقة طبيعية بسيطة لعلاج حرقة المعدة فى دقائق.. وكل ما تريد معرفته عن تطعيمات الحج

الأهلي يهزم مسار بركلات الترجيح ويتأهل لنهائى كأس مصر للكرة النسائية

فوتوسيشن أهالى الغربية.. الممشى السياحى لمنطقة السيد البدوى قبلة الأهالى للتنزة والتصوير.. على الطراز الإسلامى بطول 300 متر.. الأهالى: المنطقة من أهم المناطق السياحية التى يقصدها الجميع.. صور


يسرا ولبلبة وميرفت أمين وشيرين نجمات في مشوار الزعيم عادل إمام

نشاط للرياضات البحرية بشواطئ الغردقة تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة.. الكايت سيرف تجذب سياح العالم لشواطئ البحر الأحمر .. عشاقها يترقبون الرياح العالية والموج القوى لخوض مغامرتهم المفضلة.. صور

خلايا نحل لإنهاء العمل بممشى أهل مصر ببنها.. محافظ القليوبية: سيمنح رؤية جديدة لكورنيش النيل بصورة لم نعهدها من قبل.. وزيادة المساحات المفتوحة للتنزه.. والانتهاء من تدبيش مساحة 450 مترا تمهيداً لبدء الأعمال

بسنت شوقي: أدواري محصورة بسبب شكلي.. واتظلمت نتيجة زواجي من فراج

المولود الجديد يحمل أصولا عربية.. حقائق مثيرة حول حفيد ترامب الحادى عشر

ضيوف الرحمن فى رعاية الوطن.. تسكين راقٍ وخدمات متكاملة لحجاج القرعة فى المدينة المنورة.. بعثة الداخلية ترافق الحجيج بخدمة تليق بالمكان والمقام.. تيسيرات كبيرة بين الراحة والإرشاد الطبى والدينى..صور

جميع ألقاب برشلونة عبر تاريخه

صالون التنسيقية يناقش انعكاسات التحولات الدولية الكبرى على الأمن القومي المصري.. العرابي: هناك تسارع في الأحداث.. والأمم المتحدة أصيبت بوهن شديد.. والخولي: العالم في حالة من الصراعات غير مسبوقة وتحالفات جديدة

شبكة عالمية تحدد ترتيب الأهلي ضمن المرشحين للفوز بكأس العالم للأندية

أفريقيا قصة عشق للمدربين الرحالة وصناع الأمجاد الكروية.. ريفيرو يبحث عن صناعة التاريخ مع الأهلي بعد كؤوس أورلاندو.. البدري "صائد البطولات".. رينارد وموسيماني وكارتيرون أسماء لامعة.. والبنزرتي ولوروا ملوك القارة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى