المواطنة والانتماء

جمال أسعد
جمال أسعد
المواطنة تعبير سياسي بدأ فى التداول وكثر فى التردد، فهو أصبح مثل اللزمة الموسيقية التى يتم عزفها طوال الوقت. فمن يتاجرون بحقوق الإنسان يتبادلونه، ومن يتشدقون بالديموقراطية يرددونه، ومن يطالبون بمزيد من ممارسة حرية الرأى والعقيدة يتمسكون به، ومن ينادون بالعدالة الاجتماعية يؤكدون عليه.

المواطنة قد أصبحت هى الشعار الأهم لكل الأنظمة والحكومات، فهى الوردة التى تزين الدساتير التى تعلن الديموقراطية والتى تمنح الحقوق . المواطنة هى الطريق العملى للدولة المدنية. فهل المواطنة بالفعل هى ضرورة لابد منها أم قد أصبحت نوعاً من الترفيه وشعاراً نظرياً فارغا من أى مضمون ولا وجود له على أرض الواقع؟

لا شك أن المواطنة وإن كانت تعبيراً سياسياً حديث ولكنها هى اختصار لكل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمواطن التى ناضل من أجلها ودفع الكثير فى سبيل نوالها على مدار التاريخ الإنسانى، فحرية التعبير عن الرأى وحرية ممارسة العقيدة وحق الممارسة السياسية والمشاركة فى اتخاذ القرار والحق فى العمل والتعليم والعلاج والسكن والحق فى السفر والانتقال، وحماية الحريات الشخصية، كل هذا وغيره الكثير هو التعبير العملى والتطبيق الفعلى لقيم المواطنة. فهل يمكن أن يكون هناك نظام مستقر يسعى للتوافق المجتمعى، ويعمل على تحقيق التوحد الوطنى نحو الأهداف الوطنية حتى يمكنه أن يواجه كل التحديات التى تواجهه وعلى كل المستويات فى الوقت الذى لا يجد فيه الموطن تحقيق هذه الأهداف والحصول على تلك الحقوق؟ وهل يمكن أن نتحدث عن الانتماء للوطن والدفاع عنه والذود عن أراضيه، وهناك من يحرمون المواطن من حقوق المواطنة هذه ؟ الرئيس والنظام يتحدث عن المواطنة. الدستور أكد بكل وضوح على الحقوق والحريات فى الباب الثالث وعلى مدى ثلاثة وأربعين مادة بكل وضوح وبلا مواربة. القانون على المستوى الورقى والنظرى يؤكد الموطنة والمساواة، فما هى المشكلة إذاً؟

المشكلة بكل وضوح هى غياب الإرادة السياسية وغياب الوعى فى ضوء حالة تسطيح الوعى السياسي وشغل و إشغال الإعلام للجماهير بعيداً عن القضايا الهامة والمصيرية وسيطرة المصلحة الآنية والذاتية على حساب المصلحة العامة والوطنية. عدم تفعيل مواد الدستور بإصدار التشريعات المحققة للمواطنة، والمهم والأهم هو تطبيق القانون بكل حسم وحزم وبلا مواربة على الجميع دون أى استثناء، فالمساواة فى الحقوق والواجبات وتطبيق القانون وسيادة العدل ونشر العدالة يقرب الفوارق بين الطبقات ويقضى على الطائفية التى دائما ما تُستغل وعلى مدار التاريخ لشق الوطن ومحاولة تفتيته، خاصة فى ظل الظروف السياسية العالمية التى تسعى، بل تنفذ خطة تفتيت المنطقة على أسس طائفية، تكراراً لسايكس – بيكو وبأيد عربية لا بيد بريطانيا وفرنسا. فهل ما تم فى قرية الجلاء مركز سمالوط محافظة المنيا من السلفيين الذين رفضوا بناء كنيسة صدر لها قرار، بل اشترطوا شروطهم الخاصة، وهى أن تكون دورا واحدا، بلا جرس ولا منارة ولا صليب ويفتح الباب الرئيسى من الشارع الجانبى، بل يتم وضع الأساس تحت إشراف هؤلاء حتى يتأكدوا من بناء دور واحد.

هل هذه الممارسات التى تقع تحت بصر الأجهزة، بل الموافقة عليها بل وتباركها بدليل عدم التصدى لهؤلاء وتطبيق القانون عليهم، تفعل المواطنة؟ فهؤلاء يسقطون الدستور ويمتهنون القانون ويزدرون المواطنة، بل يهددون سلامة الوطن، فأين قانون الازدراء (الذى نرفضه) مع هؤلاء ومع محرضيهم؟ فهل نريد دولة قانون ومواطنة بالفعل حتى يكون هناك انتماء لمصر الحبيبة، وطن كل المصريين؟

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الإسكندرية تستعد بـ3 مجازر حكومية لعيد الأضحى المبارك.. المجزر الآلى بالعامرية بطاقة 1000 رأس غنم / الساعة وثلاجة تجميد 50 طن.. والطب البيطرى: صيانة خطوط الطرد والكشف على العجول أهم الإجراءات "صور"

بمهرجان كان.. إدارة أيام قرطاج السينمائية تعلن ملامح الدورة الـ36

غرة ذى الحجة وأول أيام عيد الأضحى.. جمعية الإمارات للفلك تكشف

عمرو الليثى يطمئن محبيه بعد خروجه من الرعاية المركزة وإجراء جراحة

رابطة الأندية ردا على المحكمة الرياضية: اللائحة معتمدة من الـ18 ناديا


الخارجية: الاتحاد الأفريقى يعتمد ترشيح خالد العنانى لمنصب مدير عام يونسكو

يارا تامر زوجة مسلم بعد جدل انفصالهما: ربنا يبعد عننا العين والناس الحقودة

مصرع 4 عناصر جنائية شديدة الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة

مقاطع مفبركة.. جارديان تكشف تضليل ترامب لإحراج رئيس جنوب أفريقيا

لجنة التخطيط بالزمالك تقدم العرض الأخير لـ عبد الله السعيد


مصرع 40 شخصا وإصابة العشرات بانفجار قرب مطار صنعاء

أجر حضانة بـ 100 ألف جنيه.. أغرب خلاف بين مطلق وزوجته السابقة بمحكمة الأسرة بأكتوبر

نحو عدالة تمثيلية أوسع.. سياسيون يشيدون بتعديلات قانونى تقسيم الدوائر الانتخابية بمجلسى النواب والشيوخ.. ويؤكدون: خطوة لتحديث البنية التشريعية وتعزيز الشفافية.. وتساهم فى دعم الشفافية وتكافؤ الفرص

الرمادى يرسم خطة الزمالك لعبور بتروجت بالدورى

مروان موسى وبابلو يجتمعان اليوم في حفل غنائي ضمن "مشروع ميم"

الخارجية الأمريكية تفرض عقوبات على السودان لاستخدامه أسلحة كيماوية

الأهلي يخوض مباراة ودية اليوم استعداداً لمواجهة حسم الدوري أمام فاركو

16 يوليو .. "الاسئناف" تحدد مصير رجل الأعمال المتهم بالنصب على "أفشة"

وزارة العمل تعلن عن وظائف بشركة أغذية بمرتبات تصل لـ10 آلاف جنيه شهريا

أسرع قطارات السكة الحديد.. مواعيد وأسعار قطار تالجو الجمعة 23-5-2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى