الثقافة والمجتمع

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف

الجميع يعانى من أزمة ثقة


فى الآونة الأخير، أصبح واضحا للجميع أن الثقافة فى مصر تعانى بشدة، وأنها فى حال لا تحسد عليه، وأن مستقبل المعرفة يحتاج لرعاية أكبر مما نظن، ومما هو متاح، فالوضع أصبح محاصرا بعدد من الأسئلة الوجودية ومنها، لماذا نتعامل مع الثقافة بتربص، وكأنها مرض عضال يجب الفرار منه أو كأنها لوثة يتمنى الأهل ألا تصيب أولادهم، ويعتبرها البعض سبة يحترزون منها كى لا تلحق بهم، وهل الثقافة أمر نخبوى، وليس لها علاقة بعامة الشعب تعيش فى واد ويعيشون فى واد آخر، وهل هى جنة الشيطان كما يدعى البعض، وهل تدعو للفحشاء والمنكر، كما يراها المتحدثون باسم الدين، وهل هى مغلقة وملتبسة لهذه الدرجة؟ والسؤال الأصعب هل يعانى المثقفون فى كل العالم من الإحساس بالغربة الذى يشعر به مثقفو مصر؟

يختلف الناس فى أشياء كثيرة تخص الثقافة، فيختلفون فى مفهومها ومعناها ودورها، يريدون أن يروا فائدتها المادية واضحة أمامهم مغلفة ومقدمة مثل وجبة سريعة يلتهمونها ويمضون فى طريقهم لا يتوقفون، وأحيانا يعتبرونها خروجا عن الطريق المستقيم، يربطون بين المبالغة والثقافة، فكل شطط يحدث فى العالم يرجع للمثقفين، حتى إن رجل أعمال شهيرا فى حفل بإحدى الجامعات الخاصة قال منذ فترة قريبة: «إن أزمة مصر تكمن فى مثقفيها»، وهذه الرؤية لها مناصرون لا حصر لهم، لذا نقول إن الخروج من أزمة الثقافة يحتاج يدا قوية تبدأ من أول الطريق.

خطورة هذه الرؤية للثقافة تكمن فى أن المجتمعات التى لا تعرف قيمة الثقافة تدور فى حلقة مفرغة تنتصر للثبات والجمود والخمول ولا تقدم جديدا، تظل تطرح الأسئلة نفسها وتنتظر الإجابات ذاتها، وبالتالى تخطئ نفس الأخطاء، وتعيد الكرة من جديد، لا يعرف الكثيرون أن الثقافة تتجاوز الصورة النمطية للمثقف التى اعتمدتها العقلية المصرية والعربية وحبست نفسها فيها ولم تخرج من إطارها، وحصرت كل تاريخها فى دفتى كتاب وانغلاق للشخص الموصوف بالمثقف، ولم تعرف أن الثقافة هى الطريق الواعية للحياة، فى كل سبلها وأشكالها، وأنه عن طريقها فقط يمكن الغناء خارج السرب الذى تلف صوته من ترديده لأغنية واحدة عقيمة.

ومنذ القدم، والمعرفة مؤذية وضارة لا يحتملها إلا أهلها المنذورون بالصبر، ونتيجة لذلك أصبح المثقف كائنا وحيدا، وذات يوم لو لم يحدث جديدا، سيكون هذا الكائن المسمى «مثقف» معرضا للاختفاء وسيطرة المدعين وأنانى الرؤية، وحينها سيفقد المجتمع المصرى والعربى قوته الناعمة الحقيقية المحافظة على روحه وهويته.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة التعليم: تسجيل غياب الطلاب يوميا بالعام الدراسى الجديد 20 سبتمبر

فيديو جديد لـ "شهاب بتاع الجيزة" لحظة إنقاذه فتاة المنيب

كليات مسار الطب وعلوم الحياة بالبكالوريا بعد التصديق على قانون التعليم

الأهلي يقدم شكوى رسمية ضد الحكم محمد معروف خلال ساعات بسبب طرد هاني

وزارة التعليم: توفير كتب وبوكليت مطبوع لتقييم الطلاب بالعام الدراسى 2026


برشلونة يُقيد جوان جارسيا ويجهزه لموقعة مايوركا

فتوح والجزيري وشيكو بانزا وربيع أبرز غيابات الزمالك أمام المقاولون الليلة

تعديلات قانون التعليم للشهادة الإعدادية.. تخصيص 20% من المجموع الكلى لأعمال السنة.. وزارة التعليم: تطبق على دفعة أولى إعدادى 2026 بعد وصولها لثالثة إعدادى.. وتؤكد: هدفها تقييم الطلاب والمواظبة على الحضور

18 قتيلا و24 مصابا فى حادث سقوط حافلة وسط العاصمة الجزائرية.. صور

استخراج سائق وتباع احتجزا داخل سيارة نقل انقلبت أسفل كوبرى أكتوبر.. صور


أحمد شريف والدباغ يقودان هجوم الزمالك في التشكيل المتوقع أمام المقاولون

ترامب: اتفقت مع بوتين على انهاء الحرب الأوكرانية بتبادل أراض وضمانات أمنية

مانشستر سيتي يتسلح بـ عمر مرموش في معركة استعادة عرش الدوري الإنجليزي

بدء تنسيق وقبول طلاب مدارس المتفوقين ومدارس النيل الثانوية الدولية 2025 بداية من اليوم لمدة ثلاثة أيام للالتحاق بالكليات والمعاهد.. واستمرار التقدم بمرحلة تقليل الاغتراب لطلاب الثانوية العامة حتى 18 أغسطس

برشلونة يبدأ حملة الدفاع عن لقب الدوري الإسباني ضد مايوركا

الطقس اليوم.. انكسار الموجة شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 36

دفاع إحدى ضحايا حادث طريق الواحات: شقيق أحد المتهمين عرض الصلح

موعد مباراة وولفرهامبتون ضد مان سيتي في الدوري الإنجليزي والقناة الناقلة

وزارة التعليم: يحق للطالب عدم دخول امتحان الثانوية دور ثان ويبقى للإعادة

زى النهارده.. الأهلى بطلا لكأس مصر أمام أسوان فى الظهور الأخير لثابت البطل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى