الخروج من العشوائية

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم: أكرم القصاص

البديل الممكن للمرور والأراضى



من الصعب مواجهة مشكلة المرور والركنة فى الممنوع من دون توفير أماكن بديلة، وتطبيق القانون الذى يلزم كل مبنى بتخصيص مساحة للركنات. وإتاحة مواصلات عامة متنوعة ومناسبة لكل الفئات.

نفس الأمر فيما يتعلق بمنع الاعتداء على الأراضى الزراعية الذى يحتاج تطبيقه لتوفير أحوزة عمرانية وكردونات يمكن أن تمتص الزيادات السكانية.. لأن الاكتفاء بالمواجهة الأمنية أو القضائية لم تكن تكفى والدليل أنها لم تمنع الزحف، وهناك محافظات فى وسط الدلتا والصعيد تتجاوز فيها أسعار أراضى البناء عشرات الأضعاف سعر الأرض فى بعض مناطق القاهرة. فضلا عن أن المضاربة فى الأراضى والعقارات حققت ثروات لأقلية ولم تنجح المجتمعات العمرانية فى امتصاص الزيادات السكانية. ونمت العشوائيات.

ومن أجل إنهاء العشوائيات يجب توفير مجتمعات عمرانية وليس مساكن متفرقة ومجتمعات تعنى أن تتوافر للمواطنين إمكانية ممارسة أعمالهم أو وسائل نقل تتيح لهم ممارسة أعمالهم. مع الأخذ فى الاعتبار أن بعض المناطق الشعبية والجديدة تحولت إلى عشوائيات بسبب فساد الإدارات الهندسية والمحلية واستمرار التساهل فى مخالفات البناء، وعشوائية السوق من دون توفر بدائل منطقية ومناسبة للأغلبية من المواطنين.
وكان تحويل المدن الجديدة إلى تجارة والمبالغة فى المضاربة على الأسعار أحد عوامل ظهور واتساع العشوائيات. وفى النهاية نمت عشوائيات بالقرب من المدن الجديدة وحولها، لعجز كثيرين عن الحصول على مساكن مناسبة.

الفكرة هنا أن كثير من الأزمات تظهر بسبب غياب البدائل المناسبة، الأمر الذى يفتح باب الحلول البديلة، التى تكون عادة عشوائية، لأن عدم وجود خيارات هو ما يفتح باب الارتجال العشوائى.
ونفس هذا المنطق يمكن تطبيقه على التعليم والصحة، ناتج من تضييق الخيارات على الناس، ودفعهم إلى اتجاه واحد من دون بدائل. الدروس الخصوصية نتاج لغياب التعليم أو تراجع مستويات المدارس وتردى الرواتب. وفى الصحة لم تتطور المستشفيات العامة والمركزية لتواكب ما جرى من تحولات ولا تغيرت الموازنات مما فتح الباب لعلاج خاص استغلالى، من دون بدائل ممكنة تنافس الخدمة.

عدم وجود خيارات بديلة يفتح باب الحلول الاستثنائية، التى تتحول مع الوقت إلى قاعدة، ويبقى التصرف الصحيح هو الاستثناء. بل إن الفساد نفسه ناتج من غياب الخيارات أمام الناس واضطرارهم للتحايل، والفهلوة، والعشوائية فى التفكير والتنفيذ. وما لم يتم خلق خيارات وبدائل سوف تستمر العشوائية، وتبقى المواجهة والمطاردة مجرد حلول موضعية، لن تصل إلى أصل المشكلة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الاتحاد الأوروبى قلق إزاء تدهور "الديمقراطية" فى جورجيا

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

إخماد حريق في هيش ومخلفات بكورنيش النيل بحلوان دون إصابات

تسونامى المخدرات يهدد أمريكا اللاتينية.. الكوكايين ينتشر فى البرازيل ويضرب 11 مليون متعاطى.. السباق التكنولوجى للتجار فى كولومبيا يؤجج المخاوف.. "مخدر الزومبى" يثير الرعب فى المكسيك.. والفنتانيل ينتشر فى تشيلى


هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

السيطرة على حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر وبدء عمليات التبريد

عداد صفقات الميركاتو الصيفى.. الأهلى الأكثر حضورا والزمالك وبيراميدز "اختفاء"

إبراهيم عبد الجواد: الأهلى استقر على بيع عبد القادر لسيراميكا بـ20 مليون جنيه

إعلام إسرائيلي: مقتل 10 جنود في قطاع غزة منذ مطلع يوليو الجارى


الهيئة الوطنية تطلق تطبيق استعلم عن لجنتك فى انتخابات مجلس الشيوخ.. صور

الهيئة الوطنية تنشر آلية استعلام المواطنين عن مقر اللجان بانتخابات مجلس الشيوخ

"أوديشن" مسابقة ملكة جمال مصر 2025.. أغلبية المتسابقات من طالبات الطب (صور)

خبير أمنى يكشف أسباب تجدد حريق سنترال رمسيس

أخبار مصر.. الطقس غدا شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى بالقاهرة 35 درجة

اندلاع حريق فى دبى مول بمنطقة الشيخ زايد.. فيديو وصور

وزارة العمل: استمرار فتح باب التقديم على وظائف "أمن" بمحطات المترو

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

رابطة الأندية تستعرض "أشهر الأشقاء" فى الدوري المصري

حارس الأهلى يدخل ضمن الصفقة التبادلية مع سيراميكا لحسم ضم محمد شكرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى