لكن آفة حارتنا «الخذلان»

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم : وائل السمرى
لهذا نصبوا المشانق لشيماء عبدالمنعم
لسنا شعبا متدينا بطبعه، لأن الحديث الشريف يقول «الذى يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران»، بينما نحن نقتل كل من يحاول، ونتفنن فى ذبح من يخطئ، ولا نتعاون فى شىء بقدر تعاوننا على الإثم والعدوان.

نحن لا نعترف بأفضلية المجتهد، لا نؤمن حقا بأن الإنسان يتعلم بالتجربة والخطأ، وأن البشرية تتقدم كلما تأكدت من عيوبها ونقدت ذاتها، ولذلك صار أشهر مثل بين موظفى مصر هو «اللى يشتغل كتير يغلط فيترفد، واللى يشتغل قليل يغلط قليل فيتجازى، واللى ميشتغلش خالص ميغلطش خالص فيترقى»، وهكذا صارت حياتنا مواتا، وسيد إنجازاتنا الصمت، ولهذا لا عجب من أن نرى المشانق منصوبة كل يوم لمن يعملون، ولا عجب أن نرى الدماء على أيادينا لا نعرف لها مصدرا، لأننا نقتل أنفسنا كلما قتلنا من يحاول أن يعمل أو يتعلم، فقد أصبح العمل سُبة، والخطأ إجراما، والكبير فينا هو ذلك الرجل الذى لا يهش ولا ينش، فالعمل يخلق الأعداء، والعمل يفضح السكون ويشينه، والعمل يكشف المتخاذلين، وليس «النسيان» هو آفة حارتنا كما قال سيد الرواية العربية، لكن آفة حارتنا «التخاذل الخذلان».

بين ليلة وضحاها، نصبت المشانق على مواقع التواصل الاجتماعى لأن الزميلة العزيزة شيماء عبدالمنعم لم تصغ سؤالها إلى الفنان العالمى ليوناردوا ديكابريو فى حفل الأوسكار بشكل منمق، وكأن الجميع لم يستوعبوا صدمة أن «ليناردوا» يقف أمام صحفية مصرية شابة، وأنها توجه له سؤالا فى أكبر حدث فنى عالمى، وأن مصر أخيرا حظيت بمراسل يقف أمام نجوم العالم، فاستبدلوا صدمة الموقف بقذف الزميلة العزيزة بكل ما يشين.

يتندر بعض الشباب على الآفات الاجتماعية التى أصابتنا قائلين إن هناك جزءا من الشعب المصرى على استعداد أن يصبح مثل شخصيات «الزومبى» التى تأكل الناس فى الأفلام الأمريكية، لكن للأسف فقد أثبت موقف البعض من الزميلة «شيماء عبدالمنعم» أن هناك قطاعا عريضا من مرتادى مواقع التواصل الاجتماعى على استعداد حقيقى لأن يتحولوا إلى «فانبير» يمارسون عادة «مص الدماء» وهم فى السعادة غارقون.

يصيح الجميع «البلد بتقع» لكن هذا الجميع لا يدرك أنه يسهم فى سقوط هذا البلد بأقصى سرعة عن طريق ترصد الأخطاء وعدم تشجيع المبادرة الشخصية والنيل من كل مجتهد، غدت اللامبالاة شعار الدولة المصرية، والتنبلة عادة وعبادة، وأصبح الخانعون يتسيدون المواقع المهمة والمتخاذلون على رأس كل مؤسسة، والمقولة الخالدة «تنبل تعيش» على كل لسان، بينما ليس للنجاح من سبيل سوى أن نرفع رؤوسنا عن الأوحال، وننظر إلى ما نريد أن نكونه لا إلى ما يريدنا عليه الخانعون.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سانتوس يودع كأس البرازيل فى ليلة عودة نيمار

زلزال بقوة 5.7 درجة يدمر 140 منزلا فى جزيرة سومطرة الإندونيسية

اليوم السابع يرصد مسار محور صلاح سالم الجديد بعد قرار إزالة كوبرى السيدة عائشة.. إنشاء طريق بطول 2 كم وسط مقابر "السيوطى" والربط المباشر مع محور الحضارات.. ميدان السيدة عائشة يتحول لممشى سياحى قريبا.. صور

يارا تامر زوجة مسلم بعد جدل انفصالهما: ربنا يبعد عننا العين والناس الحقودة

مصرع 4 عناصر جنائية شديدة الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة


اختلسوا 2.5 مليون جنيه.. إحالة 12 موظفًا بالبريد للمحاكمة التأديبية

هآرتس عن ضباط كبار بجيش الاحتلال: علامات استفهام كثيرة بشأن رئيس الشاباك المعين

134 مليون جنيه تُنقذ الزمالك من إيقاف جديد للقيد

الزمالك أمام الأهلي فى نهائى الكؤوس الأفريقية لليد

موعد مباريات نصف نهائي كأس عاصمة مصر


هل يفوز بلقب الأفضل؟.. أرقام محمد صلاح في البريميرليج 2024-2025

موعد الظهور الأخير لـ تريزيجيه مع الريان قبل الانضمام إلى الأهلي

ضبط وافدين على أبواب مكة بدون تصريح حج وإعلان عقوبات مغلظة

اتحاد الكرة يحسم مصير الموسم المقبل من دورى المحترفين في اجتماعه القادم

موعد مباراة الزمالك وبتروجت في الدورى الممتاز والقنوات الناقلة

3 لاعبين يعودن للمشاركة مع أنديتهم بعد غياب أكثر من 300 يوم.. أحمد حمدى أبرزهم

أسرع قطارات السكة الحديد.. مواعيد وأسعار قطار تالجو الجمعة 23-5-2025

الأولى فى التاريخ.. أون سبورت أول قناة ناقل "لايف" لحفل رابطة كتاب كرة القدم الإنجليزية

ترانسفير ماركت يُقرّب الجزائري فريد الملالى من الانضمام للزمالك

أخبار الرياضة المصرية اليوم الخميس 22 – 5 – 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى