دستور «التوك توك»

أكرم القصاص
أكرم القصاص

فوضى بلا ترخيص..

أكثر من عشر سنوات وثلاثة دساتير وقوانين، وتحولات وتغيرات، وحكومات، وبقى على حاله، يبدو مستعصيا على الحل تتضاعف مشكلاته وتقف الحكومات أمامه عاجزة. يستمر متحديا لكل القوانين والأعراف بلا هوية، تحت سيطرة أطفال أو رجال، يقطع الطرقات ويتحول من وسيلة نقل إلى جريمة، أحيانا ومن وسيلة نقل إلى طرق تعذيب، ومن «أكل العيش» إلى تنغيص «عيش الآخرين». تسمح الحكومة باستيراده وترفض ترخيصه، ترفض تنظيمه، ليتحول إلى فوضى على الطرقات. إنه «التوك توك» المركبة الهجين بين الموتوسيكل والسيارة الصغيرة والذى تم إنتاجه فى الهند، وأصبح وسيلة سياحية فى بعض الدول ووسيلة نقل فى أخرى، وعندنا وسيلة تنغيص.

منذ التسعينيات تدفق التوك توك وبمعرفة الحكومة والحزب الوطنى، وربح من ورائه المستوردون ملايين وبدأ البعض يشتريه ليأكل العيش، تضاعف تدفق التكاتك، ودفنت الحكومة وقتها الرؤوس فى الرمال، وسعت إلى تحجيمه وقصر استخدامه على الشوارع الجانبية، ومع ذلك رفضوا ترخيصه. بعد 2011 انطلقت التكاتك فى الشوارع السريعة وكل الطرقات، وبعضها يقوده أطفال أقل من العاشرة، وساهم فى ذلك أنه لا قانون يسمح بترخيصه، وبالرغم من تكرار الجرائم التى ترتكب ويكون التوك توك طرفا فيها لم تفكر أى حكومة فى ترخيصه ووضع قانون ينظمه، ليكون له رقم ورخصة ويمنع المراهقين والأطفال والمسجلين من توظيفه فى الجرائم.

النتيجة الآن أن «التوك توك» مشكلة فى مناطق كثيرة، يسير بلا قواعد يصدم من يصدم ويستغل من يستغل، ويطغى الخارجون والبلطجية على المحترمين وأصحاب أكل العيش. هناك حصار لمحطات مترو، وضحايا يوميا على الطرق الزراعية والصحراوية والسريعة، والسبب أنه لا قانون ولا تنظيم لهذا الكائن الذى أصبح رمزا للعشوائية، بل أصبح وسيلة فساد للمحليات، حيث يدفعون إتاوات ليعملوا وبدلا من أن يدفعوا للدولة يدفعون أضعافا للفاسدين.

الحكومة الحالية والسابقة والأسبق، تمارس التجاهل ودفن الرؤوس فى الرمال، لا تواجه مشكلة التوك توك، ولا تسمح بترخيصه، والنتيجة وضع عرفى واستثنائى، واستمرار لمركبات مخالفة غير مرخصة، لا يمكن محاسبتها على قتل أو صدم، أو استخدامها فى السرقة والخطف، وأى نوع من الجرائم. ولا يوجد قانون للأجرة أو المسافة أو خطوط السير، ولا أرقام يمكن منها التعرف على هوية المركبة وسائقها. بعضها تسير كالصراصير على الطرقات فوق أى قانون أو دستور.

ولا يتوقع أن تتخذ الحكومة الحالية أى موقف وقد صمتت عن تنظيمه، ولا نظن أن مجلس النواب هو الآخر سيجد الوقت لمناقشة وتقنين وضع التوك توك فى إطار من القانون والدستور، لأنه مشغول بالاستعراضات والمميزات والإجازات. ولن يجد وقتا للتوك توك الذى يمكن أن يتحول من وسيلة قتل إلى وسيلة نقل، فقط يحتاج إلى قانون.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هبوط أرضى بميدان التجنيد بالحلمية ومحافظة القاهرة تكشف الأسباب

محمد شريف يستعد بقوة لبدء فترة الإعداد مع الأهلي

كمائن للكشف عن المخدرات بالطرق والمحاور الرئيسية والسريعة بالدقهلية اليوم

ترقبوا نتيجة الدبلومات الفنية 2025 على موقع اليوم السابع

سرايا القدس تدمر آلية عسكرية إسرائيلية فى منطقة الشيخ ناصر بخان يونس


محمد شريف وياسين مرعى أبرز الأسماء الجديدة المنتظر ظهورها فى الأهلي

وزارة التعليم تنفى إرجاء تطبيق 20% على الحضور لطلبة ثالثة إعدادى لعام 2027

فات الميعاد الحلقة 22.. هل يخضع أحمد مجدي لحكم الطحان بعد قفل مطعم شقيقه؟

أحمد عبد القادر يقترب من الانتقال للحزم السعودي بعد ترحيب الأهلي

الرئيس السيسى يصل مالابو للمشاركة فى اجتماع القمة التنسيقى للاتحاد الأفريقى


إنبي يضم 6 صفقات جديدة لتدعيم صفوفه قبل الموسم الجديد

ميلود حمدى يحذر لاعبى الإسماعيلى من التدريب خارج النادى أو مع مدرب خاص

السياحة والآثار ترد بالصور: ركن فاروق آمن وسليم ولم يتعرض لأي حريق أو أضرار

نتيجة الثانوية العامة 2025.. الإعلان بالدرجات على اليوم السابع خلال أيام

يوفنتوس يعرض على يلدز 3.5 مليون يورو سنويًا لتجديد عقده

فيلم أحمد وأحمد يحقق 30 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض بالسينمات المصرية

خريطة مدارس التكنولوجيا التطبيقية والتخصصات وشروط القبول للعام 2026

رئيس رابطة الدوري الإسباني يجدد رفضه تأجيل مباراة ريال مدريد الافتتاحية

نتيجة الثانوية العامة 2025.. جار تصحيح المواد لتجهيز النتيجة

نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. جاهزة على الاعتماد والإعلان

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى