بأى حال عدت يا عيد؟!

مروة جاد الله
مروة جاد الله
مروة جاد الله
فى كل عام كان المشهد يتكرر يوم الاحتفال بعيد الأم فى طابور الصباح فى المدرسة، تبدأ الإذاعة المدرسية ويتسرب صوت الفنانة الراقية فايزة أحمد تشدو بكلمات نحفظها جميعا عن ظهر قلب «ست الحبايب يا حبيبة يا أغلى من روحى ودمى»، وتتداخل أصوات البكاء مع النغمات وسط مشهد موجع دائما ما كانت تختلط فيه لدى المشاعر ما بين الألم والحزن وبين الذنب والخوف، الألم والحزن تعاطفا مع من فقدوا أمهاتهم وبين الإحساس بالذنب، لأننى سأستمتع بحضن أمى فى نهاية اليوم، والخوف من أن أعيش نفس إحساس الفقد فى يوم ما.

مشهد تجسد من جديد أمامى فجأة بعد متابعة مشاهد جنازات شهداء كمين الصفا بالعريش، ومرت فى لحظات أمام عينى مشاهد أمهات شهداء مصر على مدى السنوات الماضية، لحظات تلتقطها الكاميرات لا تستطيع الكلمات التعبير عنها، والغريب هنا لماذا أعادت هذه المشاهد إلى ذاكرتى مشهد احتفال عيد الأم فى المدرسة؟!

الحقيقة أن منطق العقل يقول إن الإنسان يتقدم به العمر، وقد يمرض وفى النهاية يموت، صحيح قد تختلف الملابسات ولكن الجميع يدرك هذا ولكن أن تنقلب الآية، وتشاهد أم تدفن ابنها الشاب، مشهد يصيبنا جميعا بالصدمة، وبكل تأكيد هذا لا يتنافى مع إيماننا بمشيئة الله سبحانه وتعالى، ولكن القلوب تحزن، بالرغم من الإيمان بقضاء الله وقدره.

لا أعلم ولا أدعى معرفة مدى الحسرة والمرارة التى تعتصر أى أم تفقد وليدها، ولكنه بكل تأكيد هو الامتحان الأكثر قسوة فى هذه الحياة، وأعلم أن يوم عيد الأم الذى نحتفل به جميعا هذه الأيام يزيد من آلام الكثيرين ممن فقدوا أمهاتهم، ولكن ما تشعر به أم ودعت ابنها فى هذا اليوم هو إحساس لا يوصف لأنه وببساطة ضد طبيعة البشر ومنطق العقل، مع كامل الإيمان بأن لكل أجل كتاب.

الآن أتذكر مشاهد أمهات فلسطينيات أثناء تشييع جثامين الشهداء، أصوات الزغاريد دائما ما تسيطر على المشهد، قسوة ما بعدها قسوة نعم هم شهداء ضحوا بأرواحهم من أجل بلادهم متحدين عدوا غادرا محتلا، ولكن إحساس الفقد أقوى من أن نبحث للموت عن معنى أسمى وأرقى.

نعم أبناء مصر يواجهون عدوا خسيسا، وهى مواجهة لا بديل عنها، ولكن، إلى متى نواجه دون الاستعداد الكافى لتلك المواجهة؟! تكرار مشاهد الجنازات قد يحولها إلى مشاهد معتادة لدى الناس وبقدر ما يشعرون بالحزن يعتادونه كما فى دول أخرى حولنا وهنا مكمن الخطر.

والحقيقة أننى لم أستطع أن أتجاوز إحساس مئات، بل آلاف من الأمهات فى هذا اليوم، ربما هى محاولة لمشاركة كل أم فى بر مصر تعيش هذه الأيام فى انتظار من لم يأت.

وربما أدركت أخيرا أن هناك مشاهد أشد قسوة وأعمق تأثيرا من مشاهد طابور الصباح فى يوم عيد الأم فى المدرسة.

تحية إلى كل أم مصرية قوية مؤمنة بأن لكل أجل كتابا بنفس قدر إيمانها بأن من قتل يقتل ولو بعد حين.
وكل التحية لأمى هذه المرأة المصرية الصعيدية الأصيلة التى علمتنى، كما علمت أجيالا متعاقبة من طالباتها وطلابها كيف نحب الوطن بالأفعال لا بالكلام.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الرئيس السيسي يوجه بالعمل المستمر للتوسع فى رقعة الأراضى الزراعية

الرئيس السيسى يوجه بتوافر الأرصدة الاستراتيجية من السلع الأساسية لمدد كافية

الرئيس السيسى يتابع مستجدات العمل فى مشروعات جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة

وصول كأس نهائي دوري أبطال أوروبا إلى مدينة ميونخ.. صور

المصري يوجه الشكر لفخر الدين بن يوسف بعد انتهاء مسيرته مع الفريق


كل عام وأنتم بخير.. إجازة عيد الأضحى من الخميس 5 يونيو إلى الاثنين 9 يونيو

جهاز منتخب مصر يرحب بمبادرة إمام عاشور ويقبل اعتذاره

رابطة الأندية عن ياسر إبراهيم: رجل واحد بإمكانه تغيير المسار.. فيديو

الطقس غدا.. أجواء ربيعية نهاراً معتدلة ليلاً والعظمى فى القاهرة 32 درجة

مجلس الوزراء: إجازة عيد الأضحى من الخميس 5 يونيو حتى الإثنين


الصحافة العالمية تحتفل بتربع الأهلي على عرش الكرة المصرية

استشهاد وكيل إدارة المرور فى حادث مرورى بطريق وادى النطرون العلمين

5 ملايين جنيه مكافأة بطل الدوري للموسم الحالي

منافس الأهلي.. ميسي يصنع التاريخ في فوز إنتر ميامي على مونتريال (فيديو)

راجع الفيزياء معانا.. أقوى أسئلة الامتحانات لطلاب الثانوية العامة

ترامب يوجه رسالة تحذير شديدة اللهجة إلى نتنياهو بسبب مفاوضات غزة

ريفيرو يظهر اليوم في الأهلي للمرة الأولى بعد تنصيبه مديراً فنياً للفريق

قطار العاصمة يمد التشغيل غدا لـ2.30 صباحا تزامنا مع حفل ضخم بالنهر الأخضر

9 وصايا من دار الإفتاء للحجاج.. التزم بها لتنال القبول

أرقام مذهلة وانطباع رائع.. عمر مرموش "دينامو" مانشستر سيتي الجديد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى