محمد مندور يكتب: أفرجوا عن الثقافة! (1 – 2)

محمد مندور
محمد مندور
بين جدران المبانى وتشريعات مكبلة لحرية الإبداع ونشر المعرفة وترويج الفنون تعيش الثقافة.. بعد ثورتين طالبتا بالحرية والعدالة لا زلنا نقف محلك سر فى الوصول بالثقافة لجميع فئات الشعب، فى كل نجع وقرية وساحة أو ميدان.

لا زلنا رغم أننا نضع أيدينا على جوهر المشكلة.. ومواضع الألم.. ونعرف الأسباب.. نقف مكتوفى الأيدى أمام التغيير الحقيقى والإصلاح الثقافى.

لا زلنا نشد ونجذب أطراف الحوار حول آليات الوصول بالثقافة للجمهور حتى تحول النقاش إلى معارك لا تقدم شىء لهذا الشعب العظيم الذى ظل يعانى محاولات حبسه داخل إطار فكرى محدد.. وهو البحث عن لقمة العيش.. فلا يفكر فى الثقافة ولا التعليم ولا الرياضة ولا حتى الحفاظ على جسده سليما من الأمراض.. المهم كان هو لقمة العيش فقط.. ولا زال.. حتى لو كانت من الجيفة "الميتة"، وأصبحت حياتنا كلها مبررات ورخص لتجاوز المحرمات.

الثقافة لا زالت تعيش حبيسة.. نعم.. فأين الطموحات التى نحلم بها منذ 5 سنوات على الأقل هى عمر الثورة.. ستجدها حتما فى أوراق ومشروعات حبيسة الأدراج منذ ذلك الوقت، لدى مسئولين لم يتحملوا قدر المسئولية، ولم يحملوا الأمانة كما ينبغى.

اسألهم. . أين الثقافة؟ ستجدها حبيسة جدران المواقع والقصور والمراكز التى إن تجاوب معها الرواد لن تجد عددهم يزيد عن 900 مواطن، وهى أكبر سعة لأضخم موقع ثقافى.

سلهم.. أين حرية الإبداع ولماذا بلغ السقف حد الرؤوس والحناجر؟ ستجدها حبيسة تشريعات وقوانين ترجع للقرن الماضى.

الطريق إلى نشر الثقافة والإبداع بين الجمهور لا يبدو – كما يصوره البعض- غير ممهد.. أو شائك.. فالحقيقة الصادمة أن الأفكار والتنفيذ سهل للغاية.. فقط يحتاج إرادة الإصلاح.. لا إبقاء الحال كما هو عليه.

معدلات الإنجاز فى هذه الخطوات الإصلاحية يجب أن تكون بمدد زمنية محددة.. لا تزيد عن عام.. نعم.. سنة واحدة تكفى لتغيير المسار وإصلاح ما أفسدته قوانين وقرارات وروتين أعاق نشر الثقافة.

الخطوة الأولى: ربط نشر الثقافة بمجموعة وزارية واحدة تشمل الثقافة والتعليم بنوعيه الأساسى والعالى، حيث المدارس والجامعات، والشباب، حيث مراكز ومدن وقرى الشباب، والأوقاف، حيث المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية، والتضامن، حيث الجمعيات والمجتمع المدنى المهتم بالعمل العام الثقافى، والتنمية المحلية، حيث كل شيء تحت يدها على أرض مصر ممثلا فى سلطات المحافظين.

فالحديث أن الثقافة مهمة وزارة بعينها قول خبيث يراد به التنصل من المسئولية. فالعمل هنا جماعى يستلزم تكاتف الجميع. لتكون مهمة هذه المجموعة العمل على تنفيذ الأفكار الإبداعية التى تهدف إلى خلق جسور قوية بين الثقافة والمواطنين، بما فيها تسهيل إقامة الفعاليات الثقافية والفنية فى جميع المواقع التى يؤمها الناس، سواء مدارس أو جامعات أو مراكز شباب أو حدائق أو أسواق وميادين. .فالرجل البسيط يخشى دخول الأوبرا أو المسرح حتى لو اقنعته أن العروض مجانية.. فالبسطاء يخشون الأسوار العالية وتشريفات الاستقبال من أفراد الأمن. الوصول بالثقافة للمتلقى يحتاج سرعة التحرك إليه.. لا انتظار الجمهور حتى يأتيك.. فهذا أمل أو قل حلم ربما يطول تحقيقه حتى تجد مواطن يأتى إليك للاستمتاع بالفن.

فكرة المجموعة الوزارية المعنية بالثقافة ربما تكون قديمة لأنه سبق وطرحت إلا أنها لم تجد حيزا لتنفيذ مشروعات واسعة.. ثم انتهى بها الحال إلى لا شىء. لكن وفى كل الأحوال هذه الخطوة الأولى ينبغى ألا تتحول إلى روتين قاتل للأفكار.. فلن نقبل أن تدخل المشروعات الإبداعية لنشر الثقافة لجان وتنبثق عنها لجان.. ثم لجان ولجان.. إلى أن تموت الفكرة وصاحبها.. ومعها فكر وثقافة المواطنين.

المرونة والسرعة فى التجاوب مع الأفكار والمشروعات.. ودقة المتابعة لضمان التنفيذ الجيد.. والاستفادة أولا بأول من الأخطاء.. لتصحيحها.. لا تصيدها. صفات يجب أن يتمتع بها المسئول الحكومى لوضع الثقافة فى مكانها الصحيح بين عقول الشباب ووجدان كل مواطن.

وللحديث بقية عن الخطوات التالية..



موضوعات متعلقة..


- محمد مندور يكتب: إنشاء الأرشيف الوطنى للصور
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الرئيس السيسى: أوجه نداء خاصا للرئيس ترامب بإنهاء حرب غزة وإدخال المساعدات

تايلور سويفت تستعد لإصدار موسيقي جديد بعد انتهاء جولتها الغنائية "Eras"

لبنان يودع زياد الرحبانى بالورود والزغاريد.. ظهور نادر للوالدة فيروز.. صدمة خلال إلقاء نظرة الوداع على ابنها الراحل.. تجمهر الآلاف منذ الصباح أمام المستشفى لوداعه.. وجارة القمر تتلقى العزاء فى صوت بيروت.. صور

صراع جديد بين ليفربول وريال مدريد فى الميركاتو الصيفى

إيقاف سنة.. عقوبة الاعتداء على الحكم والتسبب فى إصابات خطيرة


ريال مدريد يدرس التخلص من فينيسيوس جونيور

منهم بيونسيه.. ترامب يدعو لمحاكمة هاريس بسبب "مدفوعات المشاهير".. تفاصيل

مؤشرات تنسيق علمى علوم.. الحد الأدنى للقبول بكليات الصيدلة لن يقل عن 91.8%

قطار السودانيين يستعد للانطلاق من محطة مصر للعودة الطوعية إلى السودان

فيروز تشيع جثمان ابنها زياد الرحبانى بكنيسة رقاد السيدة.. صور


مؤشرات أولية لتنسيق المرحلة الأولى.. الحد الأدنى للعلاج الطبيعى من 92.3%

دفن زياد الرحبانى في مدفن حديقة منزل فيروز

مؤشرات أولية لتنسيق علمى علوم.. الحد الأدنى لكليات الطب من 93.5% لـ93.75%

400 ألف دولار تُهدد مفاوضات الأهلي مع قاسم باشا التركي لبيع كوكا

تنسيق الجامعات 2025.. غدا بدء تسجيل الرغبات لطلاب المرحلة الأولى بحد أدنى 91.56% علمى

جواو فيليكس يتقاضى راتبا خرافيا مع النصر السعودي

تنسيق المرحلة الأولى.. خريطة معامل تنسيق الجامعات الحكومية لتسجيل الرغبات

وسط تصفيق الحشود.. لحظة خروج نعش زياد الرحبانى من المستشفى ببيروت (فيديو)

سي السيد.. ذكرى ميلاد يحيى شاهين أيقونة السينما المصرية

فاركو يقترب من حل أزمة الجفالي مع الزمالك

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى