قصور الثقافة أو الثقافة الجماهيرية

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
هل يختلف لدى المواطن المصرى البسيط فى الشارع أن يعرف أن هذا المبنى الموجود أمامه اسمه «الهيئة العامة لقصور الثقافة» أو أن اسمه «الهيئة العامة للثقافة الجماهيرية»، وهل سيتوقف طويلا أمام الفارق بين كلمتى «قصور» و«الجماهيرية» وأن الأولى تعبر عن النخبوية بينما الثانية تعبر عن عامة الشعب، أعتقد أن هذا الأمر لا يختلف معه فى شىء، فالمهم هو ما يقدمه هذا المبنى، ومع ذلك نجد أن مسؤولى هذه المؤسسة لا يفوتون مناسبة إلا ويتحدثون عن دلالة المعنى وأثر هذا العنوان على المواطن البسيط، وكيف استطاعوا أن يصلوا إليه بهذه الطريقة ويحققوا أهدافه الثقافية لدرجة أنه أصبح شريكا لهم فى وضع خطة وزارة الثقافة.

على المسؤولين أن يعرفوا جيدا أن هيئة قصور الثقافة تحتاج إلى أكثر من فكرة العودة إلى عنوان قديم، لأن القديم لا يعود بزخمه ولا بتاريخه ولا بتراثه وبالطبع ولا بأثره، وفى ظل التطور المعرفى الذى أصاب العالم كله، فالطرق القديمة فى تناول الأشياء لم تعد مجدية، وصار لزاما وجود خطة واضحة لإصلاح تاريخ من التراكم غير الجيد لهذه المؤسسة، التى بإمكانها أن تصنع أجيالا حقيقية من صانعى المعرفة ومحدثى الفارق فى مستقبل هذا الوطن.
بالطبع «قصور الثقافة» لديها مشكلات لا أول لها ولا آخر، ربما أكثرها شراسة هو العدد المهول للعاملين بهذه الهيئة الاستهلاكية الطابع، وللأسف فإن هذه الأعداد المتزايدة تحتاج إلى إعادة هيكلة حتى يمكن الاستفادة منها والهيكلة تحتاج إلى استراتيجية حتى يمكن تنفيذها والاستراتيجية تحتاج إلى وعى بدور الثقافة أصلا فى صناعة الفارق داخل المجتمعات.

أذكر ذات مرة كنت وأصدقاء نناقش أحد رؤساء الهيئة السابقين فى شأن أحد قصور الثقافة الذى تم الاستيلاء عليهم من قبل إحدى الجمعيات الأهلية، فقال لنا «تحدثوننى عن مبنى ضائع، أنا يمكن أن أحدثكم عن مبانٍ غير موجودة أصلا سوى فى الأوراق الرسمية فقط، وموظفوها يتقاضون رواتبهم أول كل شهر».

نعم قصور الثقافة فى مصر مهمة جدا، ربما أبناء الأقاليم يعرفون قيمتها ودورها ويدركون جيدا أن مشكلاتها مركبة، وليس هناك طرف واحد مسؤول عن إخفاقاتها، لكن ليس اسمها من ضمن هذه الأطراف وليس هو من جلب عليها هذا حظها غير الطيب ولا تغييره سيحل مشكلاتها، لكن سوء إدارتها وعدم إيمان بعض مسؤوليها بأهمية الثقافة، وكذلك الميزانية المتدنية لوزارة الثقافة فى مصر وأسباب أخرى كثيرة جعلتها لا تقوم بالدور المتوقع منها.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بدء توافد الجمهور على حفل مدحت صالح ونسمة عبد العزيز بمهرجان القلعة

رابطة الأندية تعلن تعديل مواعيد وملاعب بعض مباريات المرحلة الأولى من دورى Nile

مشهد بطولي.. عامل مزلقان ينقذ شابًا من دهس القطار فى بنى سويف.. فيديو

حسام حبيب ينفى عودته لشيرين والمطربة تتوعد محاميها السابق ببيان

اليوم الأسود للطيران..غدا ذكرى سقوط 3 طائرات ومصرع 194 شخصا..وغموض حول فاجنر


محامي شيرين يطالب وزير الثقافة ونقابة الموسيقيين بإنقاذها بعد أنباء عودتها لحسام حبيب

انقلاب سيارة محملة بالعنب على الطريق الدائرى اتجاه قليوب

الفحص الطبى يحسم مصير رمضان صبحى من العودة لقائمة بيراميدز أمام مودرن سبورت

الحذاء الذهبي ينهي خصومة مكة وكيان محمد صلاح.. اعرف التفاصيل

متحدث الخارجية الأمريكية السابق: نتنياهو أخبرنا أنه سيواصل الحرب لعقود


كل ما تريد معرفته عن غيابات الأهلي في مباراة غزل المحلة بالدوري

اعترافات صادمة لعصابة الثقب الأسود: نضرب الأطفال ونجبرهم على التسول.. فيديو

ألفينا ومصطفى شلبي يدعمان "تشكيل الجولة" بالدوري المصري في غياب الأهلي

مصطفى فتحى يواصل الغياب عن بيراميدز أمام مودرن سبورت بالدوري

احتراق 2.4 مليون فدان.. أوروبا تواجه أسوأ موسم حرائق غابات فى تاريخها

منتخب الناشئين يؤدي مناسك العمرة بعد ودية السعودية الثانية

حقيقة "الثقب الأسود" فى الهرم.. مصدر بـ"محافظة الجيزة" يكشف تفاصيل جديدة

البكالوريا أم الثانوية العامة.. تفاصيل الاختلافات الكاملة فى المواد والمجموع

جنازة شابة فلسطينية فى إيطاليا تتحول لمظاهرة حاشدة ضد الاحتلال الإسرائيلى

جريمة قتل تقلب حياة نجلاء بدر وسط صراعات عائلية فى مسلسل أزمة ثقة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى