الحكومة والمواطن والعرافة!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أكرم القصاص
قصة مكررة عن مواطن ذهب لعرافة طلب منها أن تقرأ له المستقبل، فقالت له: ستعيش فقيرا عشر سنوات. وسألها بلهفة: وبعد العشر سنوات؟. ترد العرافة: هتكون اتعودت. نكتة تعبر فى كثير من الأحيان عن حال كثير من المواطنين المصريين تجاه بيانات الحكومة وبرامجها وموازناتها «تحسن طفيف فى أوضاع صعبة لكن خلوا عندكم أمل» الحكومة تقول لهم إن الوضع صعب وعليهم أن يتحملوا بعض الإجراءات المؤلمة حتى نتخطى الأزمات، ولا تقول لهم ماذا بعد أن يتحملوا الإجراءات المؤلمة والصعبة.

وما هو الأمل. هناك حديث عن مشروعات للتعليم والصحة والتأمين الصحى، ومساكن لمحدودى الدخل، والرد: يا ترى مين يعيش؟

حكومة شريف تقول إنها ممكن أن تخدع الناس وتقول لهم إن الأوضاع جيدة والحياة حلوة، لكنها تختار طريق المكاشفة والشفافية، وأنها تعد بما يمكنها تحقيقه. لكن الحكومة جاءت بعد حكومات كلها كانت تقول نفس الكلام. وليس للمواطن جهاز يحدد الصدق والكذب. ثم أن المواطن من جهته لا يطالب بأن يصبح مليونيرا وإنما فقط ان يكون دخله الثابت قادرا على تحصيل نفس السلع والخدمات بنفس السعر. يريد أن يرى تغييرا فى طريقة الإدارة، لو الوظائف قليلة أن توزع بأولوية التفوق والكفاءة. لكن ما يحدث ان الدخول ثابتة والأسعار تقفز كل شهر بفعل الدولار مرة، والأسعار العالمية مرات، وإذا انخفض الدولار أو الأسعار العالمية تبقى بلا انخفاض.

الحكومة تقول «نعم نستطيع» بمعنى إمكانية تحسين الخدمات من تعليم وصحة، بإجراءات توفيرية من الدعم والخدمات، والمواطن يسأل: بعد كل هذه الإجراءات هل نحصل على خدمات أفضل ومساواة وتكافؤ فرص ولماذا نحن فقط محدودى الدخل من عليهم التحمل؟. الناس اعتادوا أن تقول الحكومة إنها تفضل المصارحة والشفافية، ولا تريد تزويق الوضع، لكنهم يريدون بعض التفاصيل وإذا كانت الحكومة عنونت بيانها «نعم نستطيع» فالناس تريد أن تعرف: كيف نستطيع؟. هنا الإجابة تبدو غير واضحة.

البعض يقول إن رئيس الوزراء ألقى البيان ببرود، وكأنه لو ألقاه بسخونة كان الأمر سيتغير ويقبل الناس البيان؟. تماما مثل الاختلاف حول طبيب يصارح المريض بأن حالته خطيرة، أو آخر يخفى الحقيقة ويقول له إن عليه تناول العلاج. بيان الحكومة والموازنة، قد لا تهم المواطن كثيرا لكونها تزدحم بتفاصيل وأرقام صعبة. ربما يحتاجون لرؤية نتائج فى الصحة والتعليم، والأسعار وضرائب عادلة تتناسب مع حجم الربح أو يشاهدون أفق لهذا كله. مع ملاحظة أن الناس لديها حواس استشعار يمكنهم بها التفرقة بين الجدية «وفض المجالس» حتى لا يصبحوا مثل الفقير والعراف، يريدون معرفة ما وراء الإجراءات المؤلمة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

4 عادات صباحية تحسن صحة الأمعاء

4 عادات صباحية تحسن صحة الأمعاء الإثنين، 15 ديسمبر 2025 07:00 ص

الأكثر قراءة

عيد ميلاد إنعام سالوسة ومسيرة 60 عاما.. من الأكورديون إلى ليالى الحلمية

منتخب مصر يختتم اليوم تدريباته استعدادا لودية نيجيريا باستاد القاهرة

اليوم.. بدء التشغيل التجريبى لمحطة هاتشيسون بميناء السخنة

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية


مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025

المستندات المطلوبة لإحلال التوكتوك فى الجيزة.. كل ما تحتاج معرفته

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير


مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا 2025

الاقتراع بجولة الإعادة من المرحلة الثانية لانتخابات النواب بالخارج.. اليوم

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

موعد بدء تطبيق المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحى الشامل فى 5 محافظات

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

تقرير مغربى: بلعمرى فى الأهلى مقابل 500 ألف دولار

ارتفاع عدد ضحايا هجوم احتفال الحانوكا اليهودي في أستراليا إلى 16 قتيلا

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

تذكرتى تعلن فتح باب الحجز لمباراة مصر و نيجيريا الودية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى