نواب متطوعون لخدمة أى حكومة

سعيد الشحات
سعيد الشحات
سعيد الشحات
أتعجب من هؤلاء النواب الذين أعلنوا تأييدهم لبيان الحكومة قبل أن يتقدم به رئيس الحكومة إلى البرلمان.
يطرح هؤلاء حجتهم بأنه «ليس من مصلحة الدولة أو الشعب أن يتم إسقاط الحكومة فى هذه المرحلة»، وهذا النوع من الكلام بقدر ما يعبر عن سطحية منطق الذين يرددونه، بقدر ما يعبر عن عموم فهم بعض النواب لحقيقة دورهم البرلمانى.

الأصل فى دور النائب فى تعامله مع بيان الحكومة، أن يستمع إليه ويدرسه، ويدقق فى كل ما جاء فيه، حتى يصل إلى يقين بأنه يعبر عن هموم الناس الذين انتخبوه، أم لا، وبالتالى يحدد موقفه فى منح الثقة للحكومة أو عدم منحها، وحين يقفز نواب على هذه المراحل ويقدمون فروض الطاعة والولاء قبل أن يسمعوا إلى ما جاء فيه، فهذا يعنى أننا أمام برلمان يريده البعض منبطحا، ونواب دخلوه بغرض الوجاهة عبر وظيفة مرموقة تضمن له دخلا ماديا وفيرا، وحظوظا عالية فى التعامل مع السلطة.

بعد بدء عمل النواب باستئناف جلساته، عرفت أخبارا عن تسابق نواب من أجل بث أخبار تخصهم لمقابلة وزراء، وحرصهم على التقاط صور مع هؤلاء الوزراء، والمصيبة أن هذا الحرص لم يكن من باب أنهم يريدون طمأنة ناخبيهم بأنهم يقابلون الوزراء مثلا من أجل بحث مصالح دوائرهم، وإنما يريدونها من باب التباهى بأنهم يقابلون وزراء، وهذا الفهم الذى يعبر عن دونية فى التعامل مع السلطة هو نفس الفهم الذى يقود إلى إعطاء الموافقات المجانية لأى سياسة حكومية.

يعطى هؤلاء النواب الموافقة لبيان الحكومة مقدما قبل أن يعرفوا ما فيه، وهنا نتساءل، ماذا لو وجد هؤلاء أن الحكومة ستعتمد على الوسائل الاقتصادية التى تجمع المال من البسطاء والموظفين بتحميلهم مزيدا من الضرائب؟ ماذا لو واصلت الحكومة سياستها التى تزيد من ارتفاع الأسعار؟ ماذا لو عجزت الحكومة عن تقديم سياسة محكمة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية التى قامت ثورتان من أجلها؟ ماذا لو وجد هؤلاء أن الحكومة تمارس سياسة تقود إلى تضييق هامش الحريات العامة؟ ماذا لو لم تضمن الحكومة حرية التعبير؟ ماذا لو بقى وضع الأحزاب بائسا على هذا النحو الذى نراه الآن؟ ماذا لو بقى هذا العزوف من الناس نحو القضايا العامة؟ ماذا لو بقى حال الفلاح على النحو البائس الذى يعيش فيه الآن؟ ماذا لو بقيت السياسات التى أدت إلى الوصول بقيمة عملتنا الوطنية إلى هذا الضعف المخجل؟ ماذا لو بقينا هكذا دولة بلا إنتاج، وبلا صناعة نتباهى بها أمام العالم.


وفى الإجمال، ماذا لو بقيت الحكومة بلا رؤية؟


تجاهل مجمل القضايا التى تحملها أسئلتى، يعنى بالضرورة مزيدا من تدهورنا، ويعنى أننا بلا طموح ينقلنا إلى غد أفضل، ويعنى أنه هناك من يصر على إبقاء سياسات نظام مبارك التى أورثتنا فسادا فى كل شىء.

النواب الذين يصدعوننا بأنهم يوافقون على بيان الحكومة قبل الإعلان عنه، هم متطوعون فى مجال المفروض أن ليس به مجال للتطوع، والحديث عن أن «المرحلة لا تتحمل ذلك»، هو نوع من بث السم فى العسل، وتأكيد على أنه لا تغيير جذرى، فمبارك كان تحت يافطة «الاستقرار» يترك المسؤولين فى مناصبهم لسنوات طويلة، وها نحن نجدد العهد باسم «المرحلة لا تتحمل ذلك».
سيحترمنا العالم حين يجد لدينا مجلسا للنواب يعرف وظيفته الحقيقية من خلال نواب لا يضعون أنفسهم فى خدمة الحكومة، وإنما يبقون تحت خدمة الناس، وليس شرطا أن تكون الحكومة فى خدمة الناس فى كل الأوقات.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد السعدنى ناعيا سامح عبد العزيز: طيبة القلب وخفة الدم

تدهور الأوضاع الإنسانية في الفاشر.. 38% من الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد.. انهيار خدمات المياه والصرف الصحي.. مخاوف من تفشى الأوبئة والأمراض.. والهجرة الدولية: نزوح أكثر من مليون شخص من المدينة هربا من القصف

جوارانى يشترط 700 ألف دولار لبيع أوجستين منصور إلى الأهلى

الأهلى يدرس التراجع عن ضم ظهير أيمن.. والقرار النهائى لـ ريبيرو

منتخب مصر يتراجع مركزين فى تصنيف فيفا.. والأرجنتين بالصدارة


الداخلية تضبط 48 سائقا بتهمة تعاطى المخدرات على الطريق الإقليمي

طبيب الأهلى السابق يتولى رئاسة الجهاز الطبى لمنتخب مصر للشباب

ضربة قاسية.. ملحمة باريس والريال بمونديال الأندية حديث صحف إسبانيا

تشييع جثمان سامح عبد العزيز بعد صلاة العصر من مسجد الشرطة ودفنه بالسويس

الأدلة الجنائية ترفع الآثار والأدلة من سنترال رمسيس لبيان سبب الحريق


سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

شيرين رضا تشارك فى بطولة فيلم كراش بطولة أحمد داود والتصوير قريبا

الأهلي يرفض مُبالغة الأندية الأخرى في طلباتها لبيع لاعبيها خلال ميركاتو الصيف

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

نقلة نوعية فى الزراعة بالمنيا.. فول الصويا والذرة الشامية فى طور التحميل.. ومتابعات مستمرة لاستغلال المساحة المزروعة لتحقيق أعلى عائد للمزارعين.. وكيل وزارة الزراعة: نستهدف رفع الاكتفاء الذاتى من الزيوت.. صور

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وداعًا للطوابير.. تعرف على خطوات الاستعلام عن مخالفات السيارات أونلاين

وفاة المطرب الشعبي محمد عواد.. وأمينة والعيسوي ينعيانه بكلمات مؤثرة

إنبى: حصل تضارب فى تصريحات عبد الناصر والشريعى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى