محـمد شـوارب يكتب: بالتغيير والتضحيات تأتى النجاحات

فصل دراسى
فصل دراسى
لقد أن لنا أن ندرك أن علاج الأمور بتغطية العيوب والفساد وتزويق المظاهر لا جدوى منه ولا خير فيه، وكل هذا العلاج الخادع من زواج بين الناس أو تقرير خاطئ لن يغير شيئاً من حقيقته الكريهة.

هل يشاركنى القارئ الكريم الآن قبل أن أخوض فى موضوعى أن الانتماء للوطن يتم تغذيته ونشره بالتربية، ولابد أن تكون لدى كل إنسان وكل كائن حى (انتماء) يشعر بارتباطه بالوطن الذى ولد فيه وترعرع وتربى، ولا يحق تجريد أى إنسان من حالة الانتماء هذه، لأنه ليس لأحد الادعاء بها دون سواه، وعليه فإن الانتماء حالة رحب أوسع من المواطنة، لأنه قد يكون هناك انتماء قومى وآخر دينى وآخر إنسانى، ولكن لا يمكن أن تتم هذه الحالة الأرحب والأوسع بدون أن تنطلق من حالة الدائرة الأولى ذات الصلة بالحالة التعاقدية مع الأرض التى ولدت ونشأت وترعرت عليها. وكما أعرف أنه لا يمكن أن تكون قومياً جيداً إلا إذا كنت وطنياً جيداً.

قد يسأل القارئ الكريم ما الجدوى من كل هذه الكلمات إذاً ولم يدخل فى موضوعه، نعم عزيزى القارئ قد ذكرت فى مقدمتى الانتماء قبل الدخول فى موضوعى، وذلك لأن الانتماء للوطن هو السبيل والنجاح للوطن وللشعب، ولم يخطر ببالى يوماً أن أتقاعس أو أنشغل بما انشغلت به اليوم بهموم وطنى وأمتى العربية طيلة حياتى وأنا أكتب.

فلماذا نجح الآخرون ولم ننجح بعد؟ لا شك أن حاجاتنا للتنمية البشرية هى مفتاح الأساس إلى تنمية شاملة حقه تعتنى ببناء الإنسان الحضارى الذى يشكل القيم الدينية والإنسانية الممتازة والخبرات والمهارات والتقنيات الحديثة كل هذه الأشياء هى الأساس فى حدوث نقلات وطفرات نوعية حقيقية فى كافة المجالات الحياتية سواء اقتصادية أو فنية أو إعلامية أو تربوية وسياسية أيضاً.

... فلو نظرنا إلى البلاد التى تقدمت ونمت فى بضع سنين من قبلنا مثل (اليابان والصين وماليزيا وإندونيسيا) لقد حاربت الجهل والفساد والإشكاليات العقلية التى تسببت فى تأخر وتجميل العقل وترسيخ حالة التخلف والضعف والتفكك والتبعية. لقد عملت هذه البلدان على النهوض بالتعليم أولاً ثم الاهتمام بالتكنولوجيا والإصلاح الإدارى وفساده والنهوض بالسياسة وتقوية مؤسسات المجتمع المدنى والانفتاح والتواصل مع العالم الثالث.

لقد عملت هذه البلدان على إحداث طفرة وتحول نوعى كبير فى العملية التعليمية، حيث إنها الأساس لأى نجاح فى تخريج أجيال جديدة معتمدة على نفسها تستوعب وتحسن التعاطى مع التحديات وتتجاوزها لتحقيق التنمية والنهضة المنشودة، فعملت على تحول من مفهوم قديم إلى مفهوم الانتماء وحب الوطن إلى تعليم يهدف إلى تكديس وحشو أكبر قدر من المعلومات المستفيدة فى عقل الطالب وتنمية القدرة على حفظها واستدعاؤها وقت الامتحان.

وبطبيعة الحال أدى كل هذا وذاك إلى تغيير وتطور نوعى وكلى فى كافة عناصر منظومة التعليم المكونة من إدارة ومعلم ومواد علمية. كما أنها اهتمت بالإصلاح الإدارى الفاسد، لاشك أن كل تطوير يحتاج إلى تغيير، فالتغيير قبل أن يكون مبدأ إدارياً ملازماً للتطور، فهو سنه كونية متلازمة فى كافة مجالات الحياة جميعها. ولابد من التغيير وتضحيات، ولكن من التضحيات تأتى النجاحات فى الحياة جميعها التى يصب نجاحها فى أن تراعى مصلحة المجتمع وتقدم مصلحة الأفراد والمؤسسات، فهذا فى حد ذاته إنجاز وتطوير جزئى وتحول استراتيجى كبير.

... فكيف نجح هؤلاء ونحن مازلنا نحاول، لقد تقدمت ونجحت هذه البلدان بعد أن أتوا بالإنجليز ليعلموهم بناء السكك الحديدية والفرنسيين ليعلموهم الدستور والقانون، والإيطاليين ليعلموهم الرسم والموسيقى، وأتوا بالألمان ليعلموهم صناعة الأدوية والأمريكان لبناء المدارس والجامعات.

... عزيزى القارئ الكريم هذه البلدان تقدمت بسواعد شباب الوطن وأبناء الوطن الواحد، فعملت على وحدة الصف فى مواجهة اختبار الوجود والاستقرار والتقدم للوطن والحضارة والمستقبل.

غير أننا جميعاً يجب أن نتحمل جزءاً من الوزر فيما وصلت إليه بلادنا من فساد إدارى وتفتيت وتفريق الشعب الواحد وضياع الضمير لبعض من القيادات الإدارية لاتخاذها الرأى الخطأ وممارسات الفساد ممن خلال سياسات انتهازية لا تخدم ولا تفيد الوطن.

فمن هنا عزيزى القارئ الكريم نجح الآخرون ونحن ربما نلحق بهم وبنجاحاتهم إذا عالجنا أنفسنا وارتبطنا بوطننا وحبه وانتمائه فى أنفسنا، فلن يغفر الله وأيضاً الوطن لأى أحد تقاعس أو تراجع أو أفسد.

وقى الله مصرنا (الكنانة) من يريدها بسوء وحماها من ردة الظالمين وأبقاها منارة للحضارة والتقدم والاستنارة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القبض على المتهم بقتل طليقته بأحد شوارع مدينة 6 أكتوبر

محاولات لإنهاء أزمة سيف الجزيرى في الزمالك

قمة إفريقية أمريكية مصغرة.. ترامب يستضيف قادة 5 دول أفارقة فى البيت الأبيض.. واهتمام متزايد لواشنطن بمنطقة الساحل الإفريقى.. وقانون النمو والفرص مطروح للنقاش.. والأولويات هى الحد من التطرف والهجرة غير الشرعية

سجل سلبي يطارد مبابي أمام باريس سان جيرمان قبل موقعة مونديال الأندية

بعد ملاحقة إبراهيم سعيد للحجز على ممتلكاته.. اعرف المستندات اللازمة للدعوى؟


محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول

مبابي ضد باريس سان جيرمان في قمة تصفية الحسابات بمونديال الأندية

موعد نهائى كأس العالم للأندية 2025 بعد تأهل تشيلسى على حساب فلوميننسى

مرسى مطروح مصيف السعادة.. متعة السباحة والمناظر الخلابة تُحسن المزاج وتجدد النشاط.. ملايين المصريين والسياح أسرى طبيعة مطروح البكر.. والشواطئ على موعد مع ذروة المصيف والصخب الجميل بعد نهاية امتحانات الثانوية

محمد صلاح ضمن نجوم تستحق المتابعة في أوروبا قبل إنطلاق الدوري الإنجليزي


ماريسكا: التأهل لنهائى مونديال الأندية إنجاز كبير.. وهدفنا التتويج باللقب

لو ناوى تنزل الصعيد.. اعرف مواعيد القطارات اليوم الأربعاء 9-7-2025

تفاصيل اتفاق الزمالك مع شيكو بانزا لاعب امادورا البرتغالى

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

آمنة تحدت الظلام والأمية.. سيدة كفيفة عمرها 55 سنة من سوهاج تحفظ كتاب الله وترتله بأحكامه فى 8 سنوات.. كانت تسير مسافة بعيدة 3 مرات أسبوعيًا لأجل القرآن الكريم.. وتصبح محفظة وتحلم بالعمرة.. صور

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

تشيلسى يقصى فلومينينسى بثنائية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية.. فيديو

أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. استشهاد 3 فلسطينيين فى قصف للاحتلال غرب خان يونس.. إيران تستلم بطاريات صواريخ أرض جو من الصين.. وزارة الصحة بغزة: ارتفاع مقلق فى حالات الإصابة بالحمى الشوكية

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى