بالصور.. سكان "النزهة 2" يستغيثون بمحافظ القاهرة: "التلوث بيقتل ولادنا".. قمامة وحيوانات نافقة وروائح كريهة تُحيط بهم.. وأدخنة مصانع الكيماويات تهدد حياتهم.. وحوادث يومية على قضبان القطار

القمامة بمنطقة النزهة 2

كتب ماجد تمراز

الأحد، 06 مارس 2016 01:14 ص

يعانى أهالى منطقة النزهة 2 الواقعة خلف مصنع "بافاريا" وحديقة بدر بجسر السويس التابعة لحى السلام أول، من مأساة حقيقية يغمضون ويفتحون أعينهم عليها يوميا وسط غفلة من مسئولى محافظة القاهرة، خاصة وأن المنطقة تم تأسيسها لتُضاهى حى النزهة المعروف بضمه لسكان ينتمون لطبقة اجتماعية راقية، فعلى الرغم من اختيار سكان المنطقة للسكن بضواحى القاهرة مقابل الحصول على خدمات جيدة ومستوى معيشى راق، إلا أنهم واجهوا واقعا أليما.

تقع منطقة النزهة 2 بأطراف شرق محافظة القاهرة، يقسمها من منتصفها قضيب قطار البضائع المتجه يومياً إلى محافظة السويس، فلا يوجد "مزلقان" بامتداد المنطقة يقى أهلها من الموت المُحقق يومياً، لذلك فقد ارتفع معدل الحوادث على شريط القطار، كما الطريق الذى يشقه الشريط، هو مفترق طرق يضطر أهل المنطقة إلى المرور يومياً رغماً عنهم، حيث لجأ معظمهم إلى تجنب المرور من هناك خوفاً على حياته وحياة ذويه.

خطوات قليلة تفصل بين قضبان قطار البضائع ورشاح الكبير اشتهرت به المنطقة تفوح منه أسوأ الروائح، ويمتلئ بجثث الحيوانات النافقة بالإضافة إلى كما التلوث الشديد الموجود على جانبى الرشاح،وزاد الأمر سوءاً بعدما تحولت المناطق المحيطة بالرشاح ملجأ لسكان العشش والغرف العشوائية المُخالفة، فضلاً عن حوادث السرقة اليومية التى تحدث أمام الجميع دون أن يحرك أحد ساكناً لاتخاذ موقف حقيقى ضد ما يحدث خاصة وأن المنطقة تخلو أيضاً من الأمن.

لم يتوقف الأمر عند هذا الكم الهائل من التلوث والإهمال الذى أحاط بالمنطقة من كافة الجهات، فقد زاد الأمر صعوبة وجود عدد كبير من مصانع الكيماويات التى تتصاعد من الأدخنة والأبخرة السامة والخطرة التى تهدد حياة السكان القريبين منها، وذلك بعد أن أُصيب عدد كبير منهم بنوبات ربو وسرطانات الرئة، حيث غابت الضوابط البيئية عن النزهة 2 نهائياً، وتحولت إلى منطقة خارج نطاق سيطرة المسئولين بالعاصمة.

تجول "اليوم السابع" بشوارع المنطقة ورصد معاناة عدد من المواطنين القاطنين بها، حيث قال المهندس أحمد سالم أحد السكان القريبين من مصانع الكيماويات، إنه وعددا كبيرا من السكان تقدموا بسلسلة من الشكاوى إلى حى السلام والدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة ومكتب اللواء أحمد تيمور نائب المحافظ للمنطقة الشرقية، وحتى الآن لم يأت أحد لرؤية معاناتنا على أرض الوقع، فكل ما نأخذه منهم وعودا مستمرة دون وجود خطوات لإنقاذ أهالى المنطقة.

وأوضح سالم، أن البرج الذى يسكن فيه غاية فى الجمال وتصميمه المعمارى متميز، ورغم ذلك فإنه يطل على أسوأ المناظر التى دمرت معالم المنطقة، مشيراً إلى أنه يخجل من دعوة أحد زملائه إلى منزله حتى لا يرى ما يُحيط بمنزله من تجمعات قمامة ومياه صرف وأدخنة المصانع المتصاعدة.

"سعر الوحدة يتراوح بين 150 إلى 200 ألف جنيه، ورغم ذلك لا نتمتع بأبسط حقوقنا فى العيش فى حياة آمنة نحن وأبنائنا" هكذا قالت نجوى سمير إحدى ساكنات منطقة النزهة 2، واستكملت حديثها: "لولا أننى أعمل موظفة فى مطار القاهرة، ما كنت استكملت عاما واحدا بهذه المنطقة، فقد أصيب أبنائى بأمراض صدر مُزمنة بسبب أدخنة المصانع، فعادة أغلق زجاج جميع النوافذ حتى لا تقضى الأدخنة على أبنائى".

وطالبت نجوى الدكتور جلال مصطفى السعيد محافظ القاهرة بسرعة التدخل لحل مشكلاتهم بالمنطقة، كما طالبته بسرعة ردم الرشاح وسفلتته وتحويله إلى شارع عمومى مواز لشارع جسر السويس العمومى المزدحم، وذلك لحل مشكلتين أساسيتين، أولهما تقليل معدلات التلوث بالمنطقة، وثانيهما حل أزمة المرور والزحام بالشارع العمومى، بالإضافة إلى ضرورة نقل سكان العشوائيات الموجودة على جانبى الرشاح إلى أماكن أخرى، ونقل المصانع إلى أماكن نائية بعيدة عن المجمعات السكنية.

القمامة بمنطقة النزهة 2