مظفر النواب

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
أبدا لم يكن التاريخ العربى صامتا بل ملىء بالمقاومة ورجالها وبالمراهنين على الشعوب وقدرتها على الخروج من العثرة الطويلة التى نعيش فيها، والشاعر العراقى الكبير مظفر النواب الذى يرقد الآن مريضا فى لبنان، بعيدا عن عراقه الكبير الموجوع، نموذج حقيقى للمعارضين الحقيقيين الذين دفعوا ثمن أفكارهم، فهو رحلة طويلة قضاها فى قول المسكوت عنه مهاجما الحكام العرب والأنظمة العربية، فاضحا عجزهم ومبينا قلة حيلتهم ومحملا إياهم المسؤولية كاملة، قائلا: لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم.

عاش مظفر النواب طوال حياته سواحا فى البلاد باحثا عمن يسمع قوله ويأخذ به، فقد كان يعرف أعداءه ويعرف تابعيه ويعرف خلصاءه والذين هم خلصاء الوطن ومحبوه، وظل صارخا فى البرية يقول: لا تخشوا أحدا فى الحق/ فما يلبس حق نصف رداء/ ليس مقاتل من يدخل نجد بأسلحة فاسدة/ أو يجبن، فالثورة ليست خيمة فصل للقوات/ ولا تكية سلم للجبناء/ وإياكم أبناء الجوع فتلك وكالة غوث أخرى/ أسلحة فاسدة أخرى/ تقسيم آخر/ لا نخدع ثانية بالمحور أو بالحلفاء/ فالوطن الآن على مفترق الطرقات/ أقصد كل الوطن العربى/ فإما وطن واحد أو وطن أشلاء/ لكن مهما كان فلا تحتربوا/ فالمرحلة الآن/ لبذل الجهد مع المخدوعين/ وكشف وجوه الأعداء.

أصبح «النواب» عجوزا الآن بعد 82 عاما ويقولون بأنه مصاب بالزهايمر، لكن ما حاجته للذاكرة وقد قال كل شىء يريده وأخجلنا جميعا وأثبت أننا متورطون حتى بالصمت.

و«مظفر» أكثر من كونه شاعرا عراقيا معارضا، فإنه دليل لما تتعرض له الروح والعقل فى بلادنا، حيث تعرّض للملاحقة وسجن فى العراق، وعاش بعدها فى عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية أخرى، ففى عام 1963 اضطر لمغادرة العراق، بعد اشتداد التنافس بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا للملاحقة والمراقبة الشديدة من قبل النظام الحاكم، فكان هروبه إلى الأهواز عن طريق البصرة، إلا أن المخابرات الإيرانية فى تلك الأيام ألقت القبض عليه وهو فى طريقه إلى روسيا وسلمته إلى الأمن السياسى العراقى، فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام، لكن خفف الحكم إلى السجن المؤبد.
وعاش فى سجن «نقرة السلمان» الشهير ثم انتقل إلى سجن الحلة الواقع جنوب بغداد، وفى هذا السجن تمكن الشاعر من الفرار حيث قام مع مجموعة من السجناء بحفر نفق من الزنزانة إلى خارج أسوار السجن وظل متخفيا حتى صدر حكم بالعفو عن المعارضين.
مظفر النواب قال كلمته كاملة والآن مريض فى انتظار رحمة ربه، نادى بالوحدة وحمَّل الجميع ذنب فلسطين الضائعة وأثقل كاهل حكامنا بكلماته الباقية، وألقى كلمة حق فينا منشدا: لا أستثنى أحدا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

301 مليون زيارة.. شكراً قراء "اليوم السابع" ثقة غالية ووعد بصحافة متجددة

حقيقة تفاوض الأهلي مع محمد عبد المنعم لضمه في يناير

اللجنة الملكية الأردنية لشئون القدس تحذر من مخاطر تهويد المسجد الأقصى

القانون فوق الجميع.. إعدام قتلة الإعلامية شيماء جمال بعد 3 أعوام من الجريمة.. تفاصيل حادث القتل البشع فى مزرعة بالبدرشين.. شهادة الابنة و10 شهود قادت المتهمين إلى حبل المشنقة.. ومحامي المتهم الأول يكشف الكواليس

الرئيس السيسى يصدّق على قانون تنظيم بعض الأحكام الخاصة بملكية الدولة فى الشركات المملوكة لها أو المساهمة فيها


غسل 65 مليون جنيه.. تجديد حبس التيك توكر "مداهم" 15 يوما

بتهمة غسيل الأموال.. تجديد حبس التيك توكر "شاكر محظور" للمرة الثانية

ماذا يحدث في ستاد القاهرة فترة الغلق؟

الأهلي زعيم أفريقيا فى تصنيف أندية العالم.. وباريس سان جيرمان يتصدر

انطلاق القطار السادس لعودة السودانيين طواعية إلى وطنهم.. صور


بيكهام يقود دفاع الأهلى أمام غزل المحلة بالدورى

بدء تلقى طلبات اشتراكات الأتوبيس الترددى لطلاب المدارس والجامعات 1 سبتمبر

من الجريمة إلى الإعدام.. رحلة قتلة المذيعة شيماء جمال

رد فعل مثير للجدل من محمد صلاح وفان دايك على تصريحات نجم أرسنال.. فيديو

استمر في السعي مهما كان حلمك.. محمد صلاح يوجه رسائل مُلهمة للشباب

بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا.. وظائف فى السعودية لمهندسى الميكانيكا والكهرباء

محافظ القاهرة يقرر النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوى العام

الزمالك يختتم استعداداته لمواجهة مودرن سبورت

القادسية يصطدم بطموح الأهلي فى نصف نهائي السوبر السعودي

فيلم F1: The Movie لـ برلد بيت يحقق 590 مليون دولار عالميا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى