صناعة المعارضة

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم : وائل السمرى
فى كل بلاد العالم كما توجد سلطة توجد معارضة، والمعارضة هنا لا تعنى تلك المجموعة «المأموصة» من السلطة أو تلك التى «تكرهها» أو تحقد عليها أو تحتقرها أو تعاديها، لكنها مجموعة لها وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر السلطة فى بعض القضايا، وضع تحت كلمة «بعض» هذه ألف خط.

يحكم المعارضة فى كل بلدان العالم «ميثاق شرف» من خلاله يتعامل المعارضون مع الدولة، فالمعارض يضع نفسه أولا محل سلطة بلاده، يدرس الأحوال، يعد الكوادر، يتبنى وجهات نظر فكرية، يبحث فى الخطط العملية، يسعى للحصول على آليات اتخاذ القرار وآليات تفعيله، يصنع السياسات الاستراتيجية، يبنى علاقات متعددة الأفرع فى الداخل والخارج، يدبر مصادر تمويل مشروعاته وبرامجه، وأن يمرن نفسه على إدارة الحكم فى مصر، واضعا خططا تنفيذية للمشكلات المزمنة موفرا فيها طرق الآليات ومصادر التمويل، يعرف ما يجب وما لا يجب، يضع أمن مصر القومى نصب عينه، يتمرن رجاله على دور «رجال الدولة» الذين ربما يتغاضون عن أخطاء بسيطة مقابل ألا تقع أخطاء فادحة، الذين يدركون تمام الإدراك أن «الكمال» أسطورة لا تتحقق أبدا، مؤكدين فى كل لحظة على أهمية عمل «المناسب» وليس «الأكمل» متخذين كل السبل من أجل تحقيق «الممكن» لا ضرب الرؤوس على حائط المستحيل.

ليس فى الأمر جديد إن قلنا إن مصر تعيش أزمة طاحنة، وأنها تستجدى الآن العون من أبنائها ومحبيها على السواء، لكن ما لا يجب أن يغيب على الجميع الآن أن مصر بحاجة ماسة إلى تدعيم استقرارها وبث الثقة فى مؤسساتها، بداية من المؤسسات التعليمية والثقافية، وحتى المؤسسات الاقتصادية والسيادية ما دامت هذه الثقة لا تتغافل عن تقصير ولا تنحرف إلى خانات النفاق والتزلف، ولا تتستر على جريمة، ومن هذا المنطلق أؤكد أن مصر بحاجة ماسة أيضا إلى تيار «معارضة» حقيقية، وليست «هيكلية» فالأحادية المطلقة تقتل البلاد ولا تفيدها، والانفراد بالسياسة لا يدعم النظم الحاكمة وإنما يزلزلها، ومن هنا يجب على أى سلطة أن تدرك أن انفرادها بالحكم أمر مميت لها قبل أن يكون مميتا للبلد التى تحكمه، وأن بقاء المعارضة دائما خارج حقول الاختبار يضخم من حجمها ويوسع من قاعدة المنتمين إليها لا لعبقرية فيها ولا لصلاحية، ولكن لأن «اللى ع البر عوام».

من هنا يجب أن نؤكد مسؤولية الدولة فى «صناعة المعارضة» ولكن ليس صناعتها على طريقة تربية الحيوانات الداجنة كما كان يفعل مبارك، وإنما صناعتها عن طريق فتح المجال العام الذى يضعها فى حقول الاختبار مرة بعد مرة، بحيث يستطيع الناس أن يحكموا على كل الأطياف السياسية بشكل حقيقى لا بشكل تمثيلى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تنسيق الجامعات 2025.. طريقة سداد رسوم اختبارات القدرات

تحركات حزبية مكثفة مع غلق باب الترشح لانتخابات الشيوخ.. تنسيقات واستعدادات ميدانية ووضع اللمسات الأخيرة على الخطط الدعائية.. الجبهة الوطنية: اختيار المرشحين وفق معايير النزاهة والكفاءة والعمل لصالح المواطن

الأهلي يستقر على تمديد عقد إمام عاشور حتى 2029 وضمّه إلى فئة "السوبر ستارز"

شاهد جميع أهداف محمد صلاح مع ليفربول قبل انطلاق الموسم الجديد

الاتحاد السكندرى يواجه المصري بالسلوم اليوم في أولى ودياته


سيناريوهات تنتظر السائق المتسبب فى وفاة 18 فتاة على الطريق الإقليمى بعد حكم المشدد

بدء تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الأخير

وصول أسئلة امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات إلى لجان الثانوية العامة

الأهلي يرفض مُبالغة الأندية الأخرى في طلباتها لبيع لاعبيها خلال ميركاتو الصيف

8 أغسطس موعد انطلاق بطولة الدوري المصري للموسم الجديد 2025 – 2026


زوجة تطالب إلزام زوجها سداد مصروفات لطفلها بـ 260 ألف جنيه متجمد شهرين.. تفاصيل

زى النهارده.. الأهلى يعلن التعاقد مع محمد الشناوى قادما من بتروجت

عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي

الزمالك يدرس الاستغناء عن صلاح مصدق لتقليص عدد الأجانب

منتخب الناشئين يواصل تدريباته استعدادًا لكأس العالم

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

تفاصيل نظام البكالوريا المصرية الجديد × 15 معلومة

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وداعًا للطوابير.. تعرف على خطوات الاستعلام عن مخالفات السيارات أونلاين

وفاة المطرب الشعبي محمد عواد.. وأمينة والعيسوي ينعيانه بكلمات مؤثرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى