محمود طاهر يكتب: أنا صينى‎

ورقه ووقلم - أرشيفية
ورقه ووقلم - أرشيفية
التفت فإذا بمن حوله منبهرين معجبين به، فهتف بأعلى صوته أنا صينى، أنا صينى، كأنه يقول يا أيها الناس أنا ذلك الذى كنتم منه تسخرون أنا ذلك الذى كنتم من قبل تنعتونه بالآسيوى القذر، أنا أنا بذاتى بثقافتى بأسيوتى سلبت انتباهكم وأجبرتكم على احترامى، واحترام ما لدى، ها أنتم اليوم تقفون إعجابا بى، فأنا اليوم البطل، بطل بقوميتى، بطل بثقافتى، بطل لانى تمسكت وبفخر بما كنتم به من قبل مستهزؤن، وما كانت صيحته هذه إلا لكونه على يقين بأن قوميته هويته ثقافة شعبه لها الصدارة والجدارة وإن تغرب فى بلاد الأرض.

معنى حصلته من مشهد فى فيلم "قصة حياة بروسلى9" وقفز إلى ذهنى بهذه الصورة، لما طلبت منى تلك الطفلة الطالبة بالمرحلة الإعدادية مساعدتها فى تلخيص مجموعة من القصص، وكنت ابتداء أشعر بالسعادة لأجل ذلك وممتن جداً لأن المدارس توجه طلابها نحو القراءة، لكن كانت صدمتى لما طالعت القصص المطلوب تلخيصها، غلافها مزين بعبارة "هدية الشعب الأمريكى" إحدى القصص بعنوان " جميلة وفى الأحلام"..... فتى أحلام لطالبة فى المرحلة الإعدادية !!! وأخرى تحكى عن ملك لم يكن له ذرية، فأشاروا على زوجته بأكل تفاح مخصوص يسمى تفاح الولادة وما أعجب باقيها، ولا أساطير ألف ليلة وليلة.

بمثل هذه التصرفات نصر على إخراج جيل مفتقد للهوية تخالط روحه هزيمة وازدواجية، فهو لا يعرف من واقعه المحيط قدوة صالحة يقتدى بها، ولم يعلم من تاريخ أمته غير قصص لأبطال وهميين كالشاطر حسن، وذلك الذى أكمل عدد الحرامية إلى 41 على بابا، وهذا الذى صنع مجده بفانوس سحرى وبساط ريح فالأبطال المراد لنا ان نعرفهم إما أن يكون عاشق مجنون، أو لص، أو كسول ينتظر ان يجد الكنز، ألسنا وبأيدينا من نصنع الإنسان التافه المضطرب الذى ضره أكثر من نفعه.

ألسنا نحن من فرض على هذا الجيل وعلى أنفسنا قشور الثقافة، ورضينا بفضول الموائد كى لا نكلف انفسنا عناء الطبخ.

ألسنا من فرض على هذا الجيل وعلى أجيال قبله جهلاً بتاريخه الحقيقى، وفى ذات الوقت نردد دائما عبارات هى فى الأصل صادقة لكن لم نقدم فى الغالب للمستمع دليل عليها "نحن خير أمة - نحن صناع الحضارة - نحن من علم الدنيا" كل هذا دون واقع يشهد وفى ظل تاريخ فرض علينا ان نجهله.

وهكذا تصنع الازدواجية واللاهوية، ونصنع لبلدنا صنفان من الناس منتسب جاهل، ومارق ينتظر الفرصة.، فإذا هوجمت أمته وتاريخها، بادر الأخير بالترحيب قائلا ها أنا أول المصدقين، فأعينونى بقوة اجعل بين قومى وبين تاريخهم ردما.، وتأخذ الأول العزة لماض أمته الذى لا يعلم منه غير أنه وجد أباؤه يمجدوه، فلا يجد فيما لديه ما يدفع به تهكم المتهكمين، ولا ما يقيم به الحجة، فيضيق ذرعاً وتطوع له نفسه اتخاذ العنف سبيلاً للرد والمقاومة.

وكأننا نزرع لنجنى ثماراً تسقط سريعاً لأنها عفنة فيا دموع القطر سيلى دما... ويا بنات الأيك نوحى معى.


Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حسام حبيب: سأتخذ إجراءات قانونية ضد ياسر قنطوش ولن أسمح لأحد المساس بسمعتى

الأهلى يستعد للإعلان عن تعيين أسامة هلال فى رئاسة لجنة التعاقدات

معسكر مغلق لفريق سيدات المقاولون قبل مباراة دجلة.. اعرف التفاصيل

أخبار مصر.. التموين تطرح السكر بمنافذ المجمعات الاستهلاكية بعد تخفيض الأسعار

جلسات دعم نفسى لـ محمد الشناوى في الأهلى قبل مواجهة غزل المحلة


160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

فيولا ديفيس تحتفل بعيد ميلادها الستين.. وتصف شعورها في هذا العمر بـ"الحرية"

الشحات ينافس عمر كمال على خلافة محمد هانى في تشكيل الأهلى أمام المحلة

شيرين عبد الوهاب: ياسر قنطوش لا يمثلنى قانونيا ولدى الخبرة الكافية لاتخاذ قرارتى

فى أحدث تطهير للبنتاجون.. هيجسيث يقيل رئيس وكالة استخبارات ومسئولين كبارًا


الزمالك يتظلم من قرار سحب أرض النادي بـ 6 أكتوبر ويؤكد صحة موقفه

وزيرا "الإنتاج الحربى" و"البترول" يبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك

مستشفى الأهلى.. 6 لاعبين خارج الخدمة فى مباراة غزل المحلة بسبب الإصابة

تفاصيل الاعتداء على شاب أثناء سيره بصحبة زوجته فى الحوامدية

محمد أبو لولى.. طفل فلسطينى أصابته شظية إسرائيلية بشلل رباعى

طائرة خاصة لمنتخب مصر للسفر 7 سبتمبر لمواجهة بوركينا في تصفيات المونديال

فتح باب التسجيل فى الجمعية العمومية العادية للإسماعيلى

انطلاق تنسيق الطلاب المصريين الحاصلين على الشهادات المعادلة العربية والأجنبية

النصر يتحدى الأهلي في نهائي كأس السوبر السعودي

وفاة الفنانة المعتزلة سهير مجدى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى