زيارة سلمان ومقابلة تواضروس

جمال أسعد
جمال أسعد

تحالف مصرى سعودى بهذا الحجم وبتلك الطريقة هى رسالة قوية للداخل وللخارج


انتهت أمس زيارة الملك سلمان للقاهرة التى صاحبها وفد سعودى غير مسبوق بتاريخ المملكة. من المعروف أن العلاقات الدولية أيا كانت بين أشقاء أو غير ذلك فهى علاقات محورها الأساسى يدور حول مصالح الدول. فهل هناك مصالح مشتركة بين مصر والسعودية؟ بالطبع هناك مصالح مشتركة للطرفين ولا ينبغى حصر ومحاصرة تلك المصالح فى الجانب الاقتصادى لمصر حيث المشاكل الاقتصادية المتراكمة.

ولكن هناك أيضا مصلحة سعودية أنتجتها الظروف والمعطيات السياسية فى المنطقة فهناك مخاطر وتحديات تحيط بالمنطقة ومخططات تسعى لتفتيتها ونشر الفوضى غير الخلاقة فيها فالوضع فى العراق وسوريا واليمن وليبيا وما هو مستهدف من نشر الفوضى وتحقيق التقسيم الذى يحوط بمصر والسعودية لا ينبئ خيرا. إضافة للتطلعات الأقليمية الساعية لعودة الفرس وآل عثمان للسيطرة على المنطقة ناهيك عن الإرهاب الممول داخليا وخارجيا الذى تجاوز حدود تمويله وأصبح يهدد الجميع بلا استثناء. والأهم تلك البوادر المعلنة على لسان أوباما والساعية لتفكيك العلاقة السعودية الأمريكية واستبدالها بعلاقة إيرانية أمريكية الشىء الذى يهدد الأمن القومى السعودى خاصة بعد المحاصرة الإيرانية للسعودية فى اليمن والعراق ولبنان وسوريا.

هنا المصلحة مباشرة وفى ذات الوقت متبادلة. فتحالف مصرى سعودى بهذا الحجم وبتلك الطريقة والمصاحبة لها تلك الحملة الإعلامية هى رسائل قوية للداخل وللخارج. مع العلم أنه لا ولن يكون هناك ما يسمى بتطابق وجهات النظر فى كل القضايا. فليكن هناك تقارب أو توافق حول قضايا تتعارض فيها مصلحة النظامين المصرى والسعودى. وعلى ذلك وفى هذا الإطار تكون هذه الزيارة منعطفا حقيقيا وخطوة صحيحة فى طريق التوافق العربى والعروبى بعد وأد القومية العربية. كما أنها خطوة تتسق وتتوافق مع المتغيرات الإقليمية والعالمية لفكرة الوحدة وحتى يكون هناك نبت يثمر مواجهة لمجمل التحديات التى تحيط بالمنطقة خاصة فى مواجهة الإرهاب حيث إن إنشاء جامعة علمية فى سيناء يعنى التوجة الصحيح لمحاربة الإرهاب فكريا وعلميا إضافة للمواجهة الأمنية. كما أن إنشاء جسر برى فهذا يعنى مفتاحا للتنمية والنمو والتواصل السياسى والاقتصادى والشعبى بين دول الشرق العربى والغرب العربى بل بين أفريقيا وآسيا.

أما فيما يخص استقبال الملك سلمان للبابا تواضروس فبلا شك أن هذه هى المرة الأولى التى تحدث فى تاريخ المملكة خاصة أن مقابلة الملك عبدالله لبابا الفاتيكان فهى سياسية بروتوكولية. كما أن أهمية اللقاء تتجسد فى أن السعودية هى الدولة الإسلامية التى تعتبر نفسها حاملة وحامية لواء الإسلام فى العالم لوجود الأماكن المقدسة الإسلامية بها مع عدم وجود أقليات غير مسلمة ناهيك عن تبنيها الدعوة السلفية الوهابية التى ينسب نشرها فى مصر والمنطقة للسعودية. فهل هذه الزيارة ردا على زيارة البابا للسفارة السعودية؟ هل هذه الزيارة ستفتح بابا للحوار لمناقشة فكر دينى مسيحى إسلامى مستنير؟ هل يمكن استثمارها لتأكيد قبول الإسلام للآخر وإسقاط حجة ربط الإسلام بالإرهاب؟ هل هى علامة قبول من السعودية لعلاقات شعبية مصرية لا تفرق على أساس الدين؟ نتمنى أن تستثمر الزيارة فى كل هذا ولصالح الحوار الإسلامى المسيحى وقبول الآخر حتى يكون هذا طريقا لإقناع الآخرين بهذه العلاقات وبذلك التحالف. حمى الله مصر وشعبها العظيم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البلوجر نور تفاحة.. فيديوهات مخلة تحرض على الفسق من أجل الربح أهم أسباب محاكمتها

سامح عبد العزيز يلحق بصديقه فى ذكرى وفاته.. صداقة وذكريات

تعليق مهام 6 من أفراد الخدمة السرية بسبب محاولة اغتيال ترامب

تدهور الأوضاع الإنسانية في الفاشر.. 38% من الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد.. انهيار خدمات المياه والصرف الصحي.. مخاوف من تفشى الأوبئة والأمراض.. والهجرة الدولية: نزوح أكثر من مليون شخص من المدينة هربا من القصف

جوارانى يشترط 700 ألف دولار لبيع أوجستين منصور إلى الأهلى


ضربة قاسية.. ملحمة باريس والريال بمونديال الأندية حديث صحف إسبانيا

تشييع جثمان سامح عبد العزيز بعد صلاة العصر من مسجد الشرطة ودفنه بالسويس

يسرا تنعى المخرج سامح عبد العزيز وتعتذر عن عدم حضور الجنازة لهذا السبب

اليوم الحكم فى معارضة نجل محمد رمضان على حكم إيداعه بدار رعاية

فتح باب التقدم للالتحاق بمدارس المتفوقين وهذه شروط وموعد امتحان القبول


وصول أسئلة امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات إلى لجان الثانوية العامة

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي

الزمالك يدرس الاستغناء عن صلاح مصدق لتقليص عدد الأجانب

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

راجع الآن.. الأسئلة المتوقعة لامتحان الرياضيات التطبيقية لطلاب الثانوية العامة

وفاة المطرب الشعبي محمد عواد.. وأمينة والعيسوي ينعيانه بكلمات مؤثرة

موعد مباراة تشيلسي ضد باريس سان جيرمان في نهائي كأس العالم للأندية 2025

إنبى: حصل تضارب فى تصريحات عبد الناصر والشريعى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى