النواب و«تيران وصنافير»

سعيد الشحات
سعيد الشحات
بقلم سعيد الشحات

- أتخيل أنه لن يتخلف نائب عن حضور الجلسات الخاصة بهما


كان مجلس النواب يخصص جلسته العامة يوم الاثنين الماضى للرد على برنامج الحكومة، بينما كان معظم النواب يجلسون فى البهو الفرعونى، أى لا يشاركون فى المناقشات الخاصة بهذا البرنامج الذى سيسير عليه حال الدولة لمدة سنة.

أغضب هذا الأمر رئيس المجلس الدكتور على عبدالعال، فقال للنواب: «القعدة ده قعدة خاصة مش جلسات برلمان»، وأضاف: «الصحف نشرت صورًا للقاعة شبه خالية».

بين تنبيه رئيس البرلمان، وانصراف النواب، يظهر جانب من أداء المجلس حاليا، فمعظم النواب أعطوا موافقة للحكومة على برنامجها قبل عرضه، وحدث ذلك تحت مبررات مختلفة أهمها على الإطلاق أن الظرف حاليا لا يتحمل معارضة الحكومة، وإذا كان هؤلاء النواب قد تصرفوا على هذا النحو، فمن الطبيعى القول، إنه ليس لديهم دافع لمناقشة البرنامج، كما أن عدم إذاعة المناقشات على الهواء مباشرة سحب منهم ميزة مشاهدة الناخبين لهم.

يقودنى ذلك إلى تخيل حال المجلس أثناء مناقشة قرار الحكومة حول جزيرتى «تيران وصنافير» بتسليمهما إلى المملكة العربية السعودية، وفى التصريحات المتوفرة من بعض النواب سنجد من يرفض قرار الحكومة، مثل يوسف القعيد، وسمير غطاس، وقال خالد يوسف، إن التنازل عن السيادة من حق الشعب وحده، وإن الطريقة المتبعة من تجهيل الشعب وافتقادنا للشفافية الكاملة، خاصة فى هذه الأمور التى تمس الحقوق الأصيلة للشعب، فهى طريقة مرفوضة، غير أنه فى مقابل هذه الآراء هناك نواب يؤيدون الحكومة فيما ذهبت، ويتحدثون عن أن الجزيرتين حق للسعودية.

أتخيل طبيعة المناقشات التى ستحدث أثناء مناقشة هذه القضية تحت قبة البرلمان، وأرمى نظرى إلى ما سوف يتحدث فيه المعارضون لموقف الحكومة، والمؤيدون لها، وأتخيل أنه لن يتخلف نائب واحد عن حضور الجلسات الخاصة بها، وفى هذه الحالة سيتبين للرأى العام كيف كوّن كل نائب رأيه.

سنرى مثلا قطاعا من النواب يبنى رأيه بناء على ما تقوله الحكومة وفقط، وسنرى آخرين يبنون موقفهم بطريقة البحث والتحرى من كل المراجع التى تتناول وضع الجزيرتين تاريخيًّا وجغرافيًّا، وبالطبع هناك من كون وجهة نظره من الآن.

أترقب من الآن طبيعة هذه المناقشات حتى أتبين منها ما إذا كان هناك نواب يتسلحون فى تكوين وجهة نظرهم بقراءة مؤلفات مهمة حول سيناء مثل كتاب «شخصية مصر» للدكتور جمال حمدان، وكتابه عن «سيناء»، وكتاب مهم هو «تاريخ سيناء» لـ«نعوم شقير»، وهو مجلد ضخم فيه مادة وفيرة وخصبة عن كل شىء فى سيناء، ويتحدث مثلا عن اتفاقية الحدود التى يجرى الجدل بشأنها عام 1906 وكان هو ممثلا لمصر فيها، وفى هذا الكتاب يأتى بمكونات سيناء الجغرافية وفيها أن الجزيرتين من مكوناتها: «جزيرة تيران عند قاعدة تجاه رأس محمد بينهما مضيق لمرور المراكب، وجزيرة سنافر شرقيها، وكلتاهما قفر بلقع»، وبالرغم من أهمية هذا الكتاب المرجع، فهناك أيضا مذكرات أحمد شفيق باشا، رئيس ديوان الخديوى عباس حلمى الثانى، وهى مذكرات مهمة تعطينا تفصيل تكاد تكون يومية لفترة حكم «عباس الثانى»، وتمتد إلى ما بعد خلعه بسنوات، وفى هذه المذكرات وقائع تفصيلية عن قصة ترسيم الحدود لمصر مع جيرانها فى أكتوبر 1906، وكان أطرافها الدولة العثمانية (تركيا) وبريطانيا باعتبارها قوة احتلال لمصر.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فضيحة.. رويترز تكشف عن صورة مغلوطة واجه ترامب بها رئيس جنوب أفريقيا

مصادر: المحكمة الرياضية قد تصدر قرارها فى شكوى بيراميدز قبل 28 مايو

إنذار شديد اللهجة.. ترامب يتوعد "أبل" بـ25% رسوم جمركية.. اعرف السبب

زوجة مسلم تنفى شائعات طلاقهما بعد ساعات من الزواج: عمرى ما هتخلى عنه

لصوص لكن ظرفاء.. سرقة كأس أبطال أوروبا للسيدات قبل ساعات من النهائى"فيديو"


الأهلي يجهّز ملف شامل للرد على شكوى بيراميدز بالمحكمة الرياضية.. التفاصيل

جريمة مروعة فى مدرسة ألمانية.. طفل يطعن زميله ويفر هاربا

فيفا يحظر الانتقالات الجسرية.. وقرار جديد يمس إعارات مونديال الأندية

غرة ذى الحجة وأول أيام عيد الأضحى.. جمعية الإمارات للفلك تكشف

عمرو الليثى يطمئن محبيه بعد خروجه من الرعاية المركزة وإجراء جراحة


نهائى دورى الأبطال.. موعد مباراة بيراميدز وصن داونز والقناة الناقلة

رابطة الأندية ردا على المحكمة الرياضية: اللائحة معتمدة من الـ18 ناديا

يارا تامر زوجة مسلم بعد جدل انفصالهما: ربنا يبعد عننا العين والناس الحقودة

مصرع 4 عناصر جنائية شديدة الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة

134 مليون جنيه تُنقذ الزمالك من إيقاف جديد للقيد

أجر حضانة بـ 100 ألف جنيه.. أغرب خلاف بين مطلق وزوجته السابقة بمحكمة الأسرة بأكتوبر

الأهلي يقرر تعديل عقود كوكا وعبد الله بعد التألق مع الفريق الأول

الأهلي يخوض مباراة ودية اليوم استعداداً لمواجهة حسم الدوري أمام فاركو

اليوم .. سيدات الأهلي أمام بترو أتليتكو في نهائي الكؤوس الأفريقية لليد

مايكروسوفت تمنع استخدام كلمات "فلسطين" و"غزة" و"إبادة جماعية" في الرسائل الداخلية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى