مشتاقين يا خال

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم وائل السمرى
بصفة شخصية أشتاق إليه، إلى صوته القادم عبر التليفون: أنت مين فيهم؟ فأرد أنا أطول واحد فيهم، ليتهلل صوته ضاحكا ويغرقنى فى سيل من الإفيهات والنكات، سائلا عن الأحوال والأفعال والـ«ورثة» ومتحدثا عما أعجبه فى الدنيا وما لم يعجبه، وعن مشاريعه القادمة وتطلعاته المستقبلية، أشتاق إلى جلسات انطلاق الروح والمشى بين الزرع الأشجار فى الإسماعيلية، إلى ابن طين الأرض مبتهجا بالأرض، على الجلوس على مائدة الخال العامرة بالمحبة، والحديث عن الحياة باتساعها وتنوعها، عن الأمل والحياة والحب، وعن الوطن، «الصعاب والكرب» عن العمال والفلاحين والشقيانين، عن الدين والصافيين.
أشتاق إلى عبدالرحمن الأبنودى «الشاعر الحق» الذى يجرى الشعر فيه كما تجرى الدماء، ويسخر نفسه لخدمة شعره، ليعيش عبدالرحمن الإنسان فى خدمة عبدالرحمن الشاعر، أشتاق إليه، وإلى يقينه الدائم بأن مصر ستزيح الغمة، وستنهض من كبوتها، وسيتولى أمرها خيارها، وسيكبر أطفالها فى أحضانها، أحضان أم حنون، لا تفرق بين أحد من أبنائها، ولا تجرح أبناءها كل يوم بجرح مختلف، فتصير أجسادنا مصفاة من الطعون، وتصير لأيامنا علامات على ظهورنا الدامية.

أشتاق إليك يا خال، لتحكى لنا قصة «على الزيبق» وتقول «حكموكى ما حكموكى برضه المصرى مصرى والمملوك مملوكى» أشتاق إلى أن تحكى لنا حكاية عبدالله النديم وتقول «الأعيان خانوكى.. سارقين طين أبوكى...لعدوِّك باعوكى.. ولإيد الزمن.. باعوكى وشافوكى.. وهمّ بيدبحوكى.. وضحكوا وفاتوكى.. وقبضوا التمن» أشتاق إلى أن تحكى لنا حكاية أبوالعلاء البشرى وتقول «متمنعوش الصادقين من صدقهم.. ولا تحرموش العاشقين من عشقهم» أشتاق إلى صوتك يأتينا بلون الأرض ورائحة الزهر ونصاعة الثمار فيقول للخائن يا خائن، ويقول للفاسد يا فاسد، ويقول للطيب يا «خال».

مشتاقين يا خال، إلى «الصوت ساعة ما يحبو الدنيا سكوت» إلى حلاوة «طعم الزاد القليل» إلى «الدرويش ومسبحته وتوب الخيش» إلى العمة يامنة الساكنة فى عمق وعى مصر كأبلغ ما يكون عن المرأة المصرية الصابرة المحتسبة القوية، إلى النهار الذى وعدت بلدنا به وقلت لنا إنها «بتحب موال النهار» إلى أحمد سماعين وحراجى القط وفاطمة قنديل وفاطمة أحمد عبدالغفار، إلى السيرة الهلالية، والسيرة المصرية، والسيرة الطيبة، إلى من كان يضع شعره فوق الجميع فوضعه شعره فوق الجميع، إلى الصادح أبدا والواضح دوما، إلى من كان يحب بكل عنفوانه، ويدافع عن حبه بكل ما يمكنه من سبل، عام مر يا خال، وأنت هناك ونحن هنا، عام مر وتغيرت الأحوال وتبدلت الأشكال، وما أحوجنا إليك الآن لتقرأ الوشوش بحثا عن الإنسان، وتخلع الأقنعة عن الزائفيين والمزيفين.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

10 معلومات حول تشكيل عصابى غسل أمواله خلف أنشطة مشروعة

محمد يوسف يبحث موعد تواجد الصفقات الجديدة في تدريبات الأهلي

مقتل اثنين من موظفى السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بواشنطن

رويترز: زلزال بقوة 6.5 درجة يضرب جزيرة كريت اليونانية ويشعر به سكان مصر

هزة أرضية يشعر بها سكان القاهرة الكبرى


فرقة "نظرة" للإنشاد الدينى بقبة الغورى.. غدا

تمثال ميريت آمون يخطف الأنظار بمتحف الغردقة.. قصة الأميرة الأكثر سحرا (فيديو)

أوسكار رويز يُحضّر لائحة جديدة للحكام في الموسم المقبل

زعيم كوريا الشمالية غاضبا بعد فشل تشغيل سفينة حربية: إهمال لا يمكن أن يغتفر

مجلس الشيوخ الأمريكي يعتزم التحقيق في هوية الشخص الذي أدار البلاد بدلا من بايدن


وزيرا خارجبة الإمارات وأذربيجان يبحثان هاتفيا تعزيز التعاون الثنائى

إمام عاشور من داخل أحد المستشفيات: الحمد لله على كل شىء (صورة)

مراسم تتويج توتنهام بلقب الدوري الأوروبي للمرة الثالثة فى تاريخه.. فيديو وصور

ميدو ينفى مفاوضات الزمالك مع ريفيرو.. ويؤكد: كل ما يثار حول صفقاتنا غير صحيح

متحدث الوزراء: تعديلات قانون التعليم تهدف لتطوير التعليم ما قبل الجامعى

منتخبات مصر ترسم خارطة المستقبل للكرة المصرية.. أملٌ متجدد وطموحات عالمية

رئيس الوزراء: المرحلة الثانية من التأمين الصحي الشامل تشمل 5 محافظات

أسامة نبيه يقدم تقريرًا فنيًا شاملاً عن مشوار منتخب الشباب بأمم أفريقيا

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور

"أصحابه حاولوا ينقذوه وفشلوا".. غرق طالب بالمرحلة الإعدادية فى النيل بدسوق

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى