الوجع القادم من تيران

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم - وائل السمرى
هذه القضية ليست قضية «سياسية» لنتبارى فيها ونتعارك حولها، وليست أيضا مسألة جدلية لنطرح وجهات نظرنا على قارعة الطريق ليعتقد من يعتقد وينتقد من ينتقد، هذه قضية وطنية، بل هذه هى القضية الوطنية، القضية الأكبر، والقضية الأعظم، والقضية الأم، قضية الأرض، قضية الدماء، قضية الحدود، قضية الانتماء، وبداية لن أزعم هنا أننى «حيادى» أو أننى «متجرد» بل سأؤكد لك قبل أن تقول أنت: أنا منحاز، ومنتم، وأحمل قناعات مسبقة، وانحيازى هنا ليس عيبا أو سبة، فانحيازى لمصر وأرضها وشعبها، وانتمائى إلى هذا الماء وهذا الهواء وهذا التراب، وقناعاتى هى أن الخارطة التى رسمناها بدمنا لن يستطيع أحد أن يشطبها بجرة قلم، مهما كان هذا «الأحد» ومهما كان المقابل.

هذا اعتراف، سمه ما تشاء، قل عاطفيا، وسأزيدك، فما الوطن سوى تلك العاطفة التى نحملها فى صدورنا لهواء سرى فى عروقنا، وتراب أكل منا وأكلنا منه، وماء توغل فينا وتوغلنا فيه، عاطفى أنا، والعاطفة هى الرباط الأسمى الذى يربطنا بكل شىء ذى قيمة، العاطفة هى التى تسكن بينك وأمك، وتسكن بينك وابنك، وبينك وحبيبتك وأهلك وإخوتك وأصدقائك، وإذا فتشت بين ضلوعك لن تجد نفسك مستعدا للموت فى سبيل أى شىء لا يربط بينكما عاطفة، وأنى لأعجب ممن يستبقون الحديث فى أزمة تيران وصنافير فيقولون: دعك من الكلام العاطفى وانظر فى الأوراق والمستندات، ثم ما إن تنصاع إليه حتى تجد عاطفتك تسبقك، بينما الأوراق والمستندات تتهاوى بين يدى الحقيقة الواضحة.

يقولون لى كن عقلانيا ولا تفكر بمشاعرك. فكيف أنزع حب الوطن عن الوطن، فيصير الحب بلا معنى ويصير العقل بلا جدوى ويصير الوطن بلا وطن؟ ‬ عاطفى أنا، والعاطفة وحدها هى التى تفرق بين الجندى الذى يدافع عن وطنه، والمرتزق الذى يحارب من أجل حفنة أموال، هى التى تفصل بين الزوجة التى تستظل بأنفاس زوجها، والعاهرة التى تفتح ذراعيها لمن يفتح خزانته، والعاطفة هنا ليست نبتا شيطانيا نما فى الظلام، وليست خلية سرطانية تصيبك فتتنصل منها وتحجمها، العاطفة هنا هى القوت والمؤن، هى الراعى والحامى، والسبيل، وهى الحقيقة الوحيدة التى لا تحتاج إلى أحد ليؤكدها أو ينفيها.

هذا اعترافى أقدمه إليك، فقد منعت نفسى لأيام من أن أنساق وراء المزايدات المتناثرة عبر الفضائيات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعى، لكنى فى الحقيقة بعد متابعتى لعشرات «القصاقيص» المتناثرة والتى يسمونها «وثائق» تأكدت من أن تيران وصنافير جزيرتان مصريتان، وأنه كان من الأنسب والأفضل أن تنتظر مصر حتى تتم دراسة القضية جيدا لنقدم أدلة ملكيتنا للجزيرتين بدلا من أن نجتهد ونتفنن فى إثبات ملكيتها للسعودية، وفى الحقيقة أيضا فإننى بعد متابعة عشرات المواقع والصحف والفضائيات والفيديوهات اكتشفت أن كل «القصاقيص» المعروضة فى سوق الرأى العام، تحاول أن تثبت أن جزيرتى تيران وصنافير كانتا معارتان من السعودية لمصر، فى حين أن من بين عشرات القصاصات هذه لم يقدم أحد «ربع قصاصة» تثبت ملكية الجزيرتين للسعودية؟ فما لكم كيف تحكمون؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

الإدارية العليا تنظر 31 طعنًا على نتائج 19 دائرة ملغاة فى انتخابات النواب.. غدا

تعرف على آخر تفاصيل عرض الأهلى لضم حامد حمدان

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها


تقرير مغربى: بلعمرى فى الأهلى مقابل 500 ألف دولار

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

نقابة الصحفيين تطالب بعدم تصوير جنازة أو عزاء شقيقة عادل إمام احتراما لرغبة الأسرة

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني


وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية فى البروفة الأخيرة لأمم أفريقيا

موعد مباراة باريس سان جيرمان وفلامنجو في نهائي كأس إنتركونتيننتال 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى