الـ«فيس بوك» المجرم

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
شئنا أم أبينا لن نستطيع أن نوقف دورة الحياة، أو نعترض طريقها المتجه نحو صناعة اتساع معرفى غير محدود، وثورة اتصال غير متناهية ستصيب الجميع، هذا الاتساع المعرفى وهذه الثورة الاتصالية أساسهما التكنولوجيا الساعية للتطور فى كل يوم، بينما وسائل الاتصال الاجتماعى الـ«فيس بوك» وأخوته هى منطقة تنفيذها التى تربح كل يوم أرضًا جديدة وجمهورًا جديدًا، ويرجع ذلك لكون هذه المواقع أصبحت إعلامًا موازيًا، ليست دقيقة تمامًا، لكنها أحيانًا تكون بمثابة مراسل صحفى يتحرك فى قلب الحدث، كذلك تحولت إلى مكتبة ثقافية بها آلاف الكتب التى لا نستطيع على المستوى الواقعى أن نصل إليها، وأصبحت أيضًا معرضًا دائمًا للفنون التشكيلية وأحداثها، وقاعة عرض مستمر لأفلام السينما، كل هذا بجانب التواصل الشخصى، وتبادل الآراء، وإعطاء مساحة للعواطف الإنسانية المهمة، وعلى رأسها التنفيس والمشاركة المجتمعية فى الفرح والحزن، لذا عندما يطالب البعض بمنع الـ«فيس بوك» مثلًا أو بتقنين استخدامه بحجة تهديده للسلم العام، وأن يكون الدخول إليه عن طريق الرقم القومى، فإن ذلك بالتأكيد سوف يأتى بنتيجة عكسية لما هو موجود فى أذهان المطالبين بهذا التقنين.

أمر التحكم فى الـ«فيس بوك» ومراقبته ليس سهلًا، لأن الملايين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى سوف يشعرون بالقلق والتوتر حال تطبيق هذه المراقبة، والتوتر بالطبع سوف تنتج عنه تصرفات عصبية نحن فى غنى عنها، وحينها ستتحول الدولة والشعب إلى اللعبة المملة «القط والفأر» لكنها لن تكون لعبة مضحكة، بل سيدفع ثمنها الطرفان.

المشكلة فى مثل هذه الأفكار تكمن فى أن الذين فكروا فى هذا التقنين هم بعض نواب الشعب، وبالتأكيد هذه الفكرة جاءت دون دراسة للواقع الاجتماعى ومشكلاته ومتطلباته، ولا للشباب وظروفهم، وبالتالى هذه المطالبة تكشف عن أمر خطير جدًا فى تفكير هؤلاء النواب، هو أنهم يبحثون عن الأفكار البراقة المظهر، لكن لو سألت أحدهم عن إحصائيات أو ظواهر درسها وحللها ونتائج وقف عليها أو مراكز أبحاث للعلوم الاجتماعية تواصل معها وأمدته بالمعلومات والنتائج فلن يجيبك بشىء، وللأسف هكذا يفكر معظم نوابنا، وهكذا يعالجون الكثير من قضايانا، فهم فقط يتحركون تحت مظلة العاطفة، سواء الرضا أو الغضب، وبالتالى لم تحل معظم مشكلاتنا، ولن تحل.

الحياة لا تمل أبدًا تكرار الحكايات، والتاريخ يذكرنا بشكل دائم بالتفاصيل، ونحن لا نتعلم منها شيئًا، فكل المراقبات السابقة باءت بالفشل، وكل المصادرات كانت نتائجها لصالح أصحابها إيجابية زادتهم شهرة وحولتهم لنجوم يجنون ثمن ما حدث لهم، أما الواقع فلم تعد عليه هذه المراقبات والمصادرات بنفع أبدًا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الرئيس السيسى يستقبل الشيخ محمد بن زايد بمطار العلمين

تشكيل مباراة الانتر ضد تورينو في افتتاح الدوري الإيطالي

التوصل لحبيبات نباتية دقيقة تشبه الخرز توضع على الحلويات والشاى لخفض الوزن

قصة دخول الراحل عاطف كامل التليفزيون المصري بالصدفة عقب حوار مع سهير الأتربي

60 دقيقة.. الأهلي يضغط لزيارة شباك المحلة.. وأصحاب الأرض يفرضون التعادل


وزارة الداخلية تضرب أوكار الجريمة بقوة.. ضبط مئات المتهمين وكميات ضخمة من المخدرات والأسلحة.. الشرطة تطيح بـ 440 متهماً وتنفذ أكثر من 84 ألف حكم قضائى.. ضبط مواد مخدرة مستحدثة وتتحفظ على فرجينيا

رحيل المذيع عاطف كامل بعد مسيرة حافلة فى ماسبيرو

موعد مباراة الزمالك ضد فاركو فى الدوري المصري

آخر تطورات موقف الكينى أوشينج مع الزمالك

الإسماعيلى يستعيد جهود عبد الله جمال أمام غزل المحلة بعد انتهاء الإيقاف


كشف حساب علاء عبد العال أمام الأهلي قبل لقاء غزل المحلة

توني هيل يكشف مفاجأة عن مشاركته في "Toy Story 4": "كنت أظن أنهم هيستبدلوني"

75 رغبة متاحة لطلاب تنسيق المرحلة الثالثة على الموقع الإلكترونى

المصريون فى حضرة النبى.. آلاف المعتمرين يحتفلون بالمولد النبوى في البقيع والروضة.. زحام روحاني فى المدينة المنورة.. المعتمرون يزورون البقيع وقباء وأُحد وجبل الرماة.. ودموع وخشوع في طيبة

تنسيق المرحلة الثالثة.. القوائم المُحدثة لمؤسسات التعليم العالي المُعتمدة فى مصر

أكثر اللاعبين تحقيقا للانتصارات فى عالم كرة القدم.. رونالدو يهزم ميسي

بداية انخفاض فى درجات الحرارة.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية

استشهاد صحفي بوكالة رويترز خلال قصف إسرائيلي على مجمع ناصر الطبي

فتح باب التحويلات المدرسية مرة أخرى بمحافظة القاهرة لمدة أسبوع

مشادات وتراشق بالألفاظ بين موظفى مكتب التنسيق يؤدى إلى زحام شديد للطلاب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى