إسكندرية حزينة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
«ما لك يا شط إسكندرية حزين» جملة من أغنية كتبها بهاء جاهين وغناها محمد ثروت فى مسلسل «شط إسكندرية» من بطولة الراحل ممدوح عبدالعليم، لكنها كافية إذا ما أردنا أن نتحدث عما أصاب المدينة الجميلة فى سنواتها الأخيرة، فقد كانت مدينة الإسكندرية قديما محظوظة بأشياء كثيرة منها أن كاتبا مثل أسامة أنور عكاشة كان يحبها، لذا ظهرت فى الأعمال الدرامية التى كتبها جميلة تبلل شعرها بماء البحر وتنظر بطرف عينها ناحية الشمس، كذلك كتب عنها بكل الحب إبراهيم عبدالمجيد ومحمد جبريل ومن قبلهما وبعدهما آخرون، وحتى الكتاب الأجانب الذين مروا بها أو استقروا فيها شغلتهم واستولت على مشاعرهم، لذا أحببنا المدينة قبل أن نذهب إليها، فلما ذهبنا وجدنا كل شىء كما تخيلنا وأكثر، لكن يبدو أن الحظ تخلى عن هذه العروس الجميلة وأصبحت أخبار الجمال تقل جدا وسجلت الأنباء الواردة كلاما عن الهدم والتشويه.

يتبادل البعض صورا لمحطة الرمل، وبينما تقول المحافظة إنها ترمم المكان وتحافظ عليه محتفظة بصورته القديمة وتطوره يقول أبناء المدينة والناشطون والصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى إنهم يهدمون، وأن هذا المكان لن يعود كما كان، ويعزز ذلك الخوف الهدم المتتالى لمبانٍ سكندرية ذات طابع تراثى مثل فيلا «أجيون» التى يتجاوز عمرها الـ90 عاما ولم يتحرك أحد لإنقاذها مما هى فيه، حتى التنسيق الحضارى حركته بطيئة جدا فى هذا الأمر، ففى موضوع الفيلا تقدم بمذكرة للمحافظة وبالطبع المحافظة لن تنتبه لهذه المذكرة وستتجاهلها وتجعل هذا الأمر يمر، أما فى محطة الرمل فسوف يقوم التنسيق الحضارى بإرسال تصور للمكان فى نهاية إبريل، وأعتقد أن هذا ميعاد متأخر جدا، فالمفروض أن هذا التصور كان يجب أن يكون موجودا قبل البدء فى عمليات الهدم والترميم.

المسؤولون فى المحافظة لا يعرفون خصوصيتها ويمكن ملاحظة ذلك لو قمت بطرح سؤال «ما الذى تمثله مدينة الإسكندرية؟» المواطن العادى سيقول «عروس البحر المتوسط» والمثقفون سيتحدثون عن هويتها المتنوعة وعوالمها المتداخلة، أما المصريون الذين سافروا لبلاد الغرب فيحدثونك عن معمارها المتميز الذى يشبه بلاد اليونان وبلاد الطليان، لكن المسؤولين سيقولون لك «إنها مدينة مصرية مثل أى مدينة لها مشكلاتها المتعددة التى لا تنتهى»، وبسبب هذه الإجابة المتوقعة للمسؤولين ضاعت أشياء جميلة جدا من المدينة المتميزة، التى بجانب كونها البوابة الشمالية لمصر لكنها المدينة الأجمل التى تضع إحدى يديها فى البحر والأخرى فى أيدى أبنائها، ومن هنا تأتى المشكلة التى تجعل شاطئ الإسكندرية حزينا بشكل دائم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

منتخب السلة راحة اليوم ببطولة الأفروباسكت لكرة السلة

بايرن يوافق.. كومان يوقّع للنصر فى هونج كونج استعدادا للسوبر السعودي

ورطة نتيناهو تنسف وهم "إسرائيل الكبرى".. فشل تمديد استدعاء قوات الاحتياط فى جيش الاحتلال.. ائتلاف نتنياهو يفشل فى تأمين الأغلبية للتصويت على تمديد الخدمة.. انتقادات للحكومة وضباط يرفضون الامتثال للخدمة العسكرية

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

مواعيد عرض "بتوقيت 2028" ثانى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو


رقم قياسي لـ مصر في حضور الجماهير بمونديال ناشئي اليد رغم وداع البطولة.. صور

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

زعيم حزب إسرائيلى يعلن المشاركة فى إضراب ضد حكومة نتنياهو الأحد المقبل

الداخلية تكشف تفاصيل القبض على شخص مارس أعمال البلطجة بكفر الشيخ

الداخلية تكشف تفاصيل نصب شخص على راغبى السفر للخارج


فضيحة جديدة.. إعلامية من باراجواي تكشف المستور عن كاسياس

كريم محمود عبد العزيز ينشر صورة مع زوجته ويتغزل فيها: بحبك

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

الأهلي يعلن غياب ياسر إبراهيم عن مباراة فاركو غداً في الدوري للإصابة

الرئيس الفلسطينى يدعو اليابان للاعتراف بالدولة الفلسطينية

سيول وأمطار غزيرة تضرب وادى الأربعين بسانت كاترين.. فيديو

وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد رحلة صيد مع نائب ترامب بسبب "سنارة"

استطلاع.. استمرار تراجع شعبية ترامب بين الجمهوريين بانخفاض 9 نقاط فى إدارته الثانية

ريال مدريد يقدم ماستانتونو لوسائل الإعلام.. صور

سفارة باكستان بالقاهرة تحتفل بعيد الاستقلال التاسع والسبعين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى