يوسف التلاوى يكتب: الأقوى

ورقة وقلم - أرشيفية
ورقة وقلم - أرشيفية
منذ بدء الخليقة والإنسان يلهث وراء القوة، كانت البداية مع "النياندرتال"، أو ما يعرف بإنسان الكهف والذى لم يعرف عن القوة سوى النوع البدنى منها، فهى مصدر قوت يومه، وأيضا مصدر لنيل كل ما يشتهيه، ومع تطور الأزمنة واختلاف الحقب التاريخية تغيرت مفاهيم القوة، وأصبحت "الحيلة" هى القوة الأكبر، انها قوة العقول والتى تُعادل القوى البدنية عشرات المرات، وان كان عقلك لا يصدق ما أقوله، فادعوك كى تتعمق فى تاريخ الحروب الحديثة والتى تبرز نجاح اجهزة المخابرات فى ما فشلت فيه الدبابات والصواريخ.

لماذا هذا السعى الحثيث وراء القوة؟
نيكولو ميكيافيلى، هذا الفيلسوف الإيطالى صاحب أشهر الكتب السياسية "الأمير"، اجاب بطريقة غير مباشرة عن هذا التساؤل بعبارته الأشهر "الغاية تبرر الوسيلة".

أعلم جيدا عزيزى القارئ ما يدور فى ذهنك الآن ؟!؟!؟!
تسأل نفسك إذا كنت أقصد بالوسيلة "القوة"، فما هى الغاية؟
الغاية من القوة هى إشباع روح الأنانية المتأصلة بداخلنا فالإنسان كائن أنانى بطبعه، فى البداية تسعى إلى القوة التى تحميك من بطش الظالمين، ثم تسعى إلى القوة التى تعزز من مركزك والتى تبعدك من الأصل عن دائرة بطش الظالمين، وفى النهاية تسعى إلى امتلاك القوة الكافية لتحويلك إلى احد هؤلاء الظالمين !
تسعى إلى القوة التى تُشبع انانيتك الإنسانية فى امتلاك أى شىء وكل شىء، حتى وان كان ليس من حقك، قليلون من يستطيعون كبح جماح قوتهم حتى لا تؤذى الآخرين، موهبة لا يمتلكها إلا النخبة، والتى تتفهم جيدا خطورة هذه القوة عليهم قبل غيرهم، ان لم تستطع ان تُبعد قوتك عن رقاب الآخرين، فتأكد ان رقبتك هى اولى الرقاب المتطايرة.

"وما الدنيــــا إلا مســــرح كبيــــر" هكذا كان لسان حال عبقرى المسرح العربى "يوسف بك وهبى "
مسرح كبير لمسرحية كلاسيكية بطلها يتحول من الضعف إلى القوة من خلال احداث تصور لك انتصار الخير على الشر، فكرة تهدف إلى زرع الأمل بداخلك، ولكنك نادرا ما تجد منها ما يتعمق داخل هذا البطل كى يطمئن قلبك إلى عدم تحول هذا البطل إلى ظالم غير متحكم فى شرور قوته بفعل ما تعرض له من احداث قاسية قد تكون قد تغلبت على ايمانه فى لحظة ضعف !

انظر إلى نفسك، ستجدها فى موقف القوى تارة وفى موقف الضعيف تارة اخرى على حسب الموقف وعلى حسب الشخص الذى تتعامل معه، تذكر جيدا أن القوة والضعف كفتى ميزان حياتك، حين تستخدم قوتك لإيذاء الغير، تأكد انك ستجلس مكانه يوما ما، من اجل تحقيق العدالة وتعديل كفتى الميزان.

المال والسلطة والجاه والنفوذ والسلاح وغيرها من أنواع القوى، سبب وجودها اختبار من الله عن مدى قوة ايماننا وثباتنا وكبح جماح أنانيتنا الإنسانية، القوة الحقيقية هى ان تنصر الضعيف بقوتك مهما كانت درجة معرفتك به، هى ان تنتصر للحق وان كان على حساب نفسك أو على حساب اقرب الناس إليك هذه الأفعال فقط هى من ستجعلك الأقوى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

السيطرة على حريق في محل كهرباء بشبين القناطر دون خسائر بشرية

رسميا.. وادى دجلة والمقاولون يصعدان للدورى الممتاز وأبو قير يكتسح السويس

حاملة الطائرات الأمريكية هارى ترومان فى طريقها لمغادرة الشرق الأوسط

الأهلي يهزم مسار بركلات الترجيح ويتأهل لنهائى كأس مصر للكرة النسائية

أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له


هل تأشيرة زيارة السعودية تسمح بأداء فريضة الحج؟.. وزارة الحج تجيب

ننشر جدول الامتحانات المعدل لطلاب الثانوية العامة بمدارس المتفوقين 2025

الزمالك يخاطب اتحاد اليد رسميًا للمشاركة فى بطولة كأس العالم للأندية

صفقة القرن واستيقظت حرم الفنان.. هكذا احتفل يوسف حشيش ومنة القيعي بعقد قرانهما

ريال مدريد يفتقد 3 نجوم أمام إشبيلية فى الدوري الإسباني


ريفيرو يطلب ضم مدرب مصري وحيد فى جهازه المعاون بالأهلي

عزاء الفنان السوري الراحل أديب قدورة اليوم بدمشق

بيراميدز ضد صن داونز.. كاف يعلن تدشين كأس جديدة لدوري أبطال أفريقيا

أعلى 10 رياضيين أجراً فى 2025.. الدون يتصدر.. والملاكمة تقتحم التصنيف

مصطفى محمد يرفض المشاركة فى جولة دعم المثليين بالدوري الفرنسي: إيماني يمنعني

سقوط سفاح الكلاب فى كوبا.. حول منزله لمقبرة جماعية

ضبط طالبين لمعاكسة الطالبات بصاعق كهربائي فى الفيوم

خبراء عرب: القمة العربية فرصة لتوحيد المواقف ومخرجاتها ستمثل رسالة للعالم

مصطفى عسل يتأهل إلى نصف نهائى بطولة العالم للاسكواش بأمريكا

دغموم يدخل دائرة المرشحين لتدعيم الزمالك بعد سام مرسى والملالى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى