كيف صار حج الأقباط إلى القدس أمرًا طبيعيًا والكنيسة تتمسك بقرار المقاطعة؟.. وفاة البابا شنودة صاحب القرار وزيارة تواضروس للقدس.. والتغيرات السياسية تساهم فى سقوط القرار شعبيا

كنيسة القيامة فى بيت لحم
كنيسة القيامة فى بيت لحم
كتبت سارة علام
من الرفض والتهديد بالحرمان الكنسى إلى الرغبة فى الزيارة وتسير آلاف الرحلات سنويًا فى موسم عيد القيامة من القاهرة إلى تل أبيب كل عام، تغيير ملحوظ فى قضية زيارة الأقباط للقدس التى منعتها الكنيسة الأرثوذكسية بموجب قرار المجمع المقدس عام 1980 والذى حظر الزيارة بسبب وقوع دير السلطان القبطى فى يد الرهبان الأحباش وتعنت الحكومة الإسرائيلية فى تسليمه للكنيسة المصرية صاحبة الحق فيه، إلا أن المتأمل فى قرار المجمع المقدس وهو أعلى هيئة كنسية فى الكنيسة الأرثوذكسية لابد وأن ينظر إلى العوامل المؤثرة على طبيعة القرار نفسه وتوقيته وما ارتبط به من ظرف سياسى وتاريخى وخلاف حاد بين البابا شنودة صاحب القرار والرئيس السادات صاحب قرار زيارة القدس والتطبيع مع إسرائيل فى إطار صراع استمر سنوات بين القطبين.

ومنع البابا شنودة شعب الكنيسة من زيارة القدس وهو القرار الذى حظى بقبول سياسى كبير لدى كل الرافضين لاتفاقية كامب ديفيد من تيارات سياسية، ثم سقط القرار تدريجيا بعد مقتل الرئيس السادات وبدأت الرحلات القبطية تسير للقدس، ثم سقط القرار تماما حين زار البابا تواضروس الثانى القدس نوفمبر الماضى لتأبين الأنبا ابراهام مطران القدس الراحل وهى الزيارة التى أثارت الكثير من الجدل وفتحت الباب أمام مراجعة قرار البابا شنودة نفسه رغم ما أظهره البابا تواضروس من محاولة لعدم كسر القرار فقال أن الزيارة لتأدية واجب العزاء وأعاد انتاج العبارة الشهيرة التى قالها سلفه "لن ندخل القدس إلا مع اخوتنا المسلمين"، ثم عاد البابا وصرح فى حوار صحفى أجراه مؤخرا بعكس ذلك فقال أنه لن يستطيع أن يمنع الأقباط حملة الجنسيات الأجنبية كذلك سيسمح لكبار السن بالزيارة أيضًا، مما يعنى أن قرار المنع أصبح مائعًا ولم يعد صارمًا كما كان من قبل.

المفكر القبطى كمال زاخر رأى أن قرار البابا شنودة بمنع زيارة الأقباط للقدس لم يكن قرارا دينيا بقدر ما كان محاولة للضغط على الحكومة الاسرائيلية لكى تحصل الكنيسة على أحقيتها فى دير السلطان، بالإضافة إلى أن القرار جاء فى وقت تصاعد المواجهة بين البابا والدولة وتم توظيف القرار فى هذا الصراع وهو ما سجله الإعلام فى الفترتين ما قبل الصدام، وما بعده.

واعتبر زاخر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الصراع وقتها كان على أشده بين الصراع بين شخص البابا شنودة وشخص الرئيس السادات استغله البابا شنودة لكسب تأييد سياسى من القوى والتيارات الناصرية واليسارية، وهم أغلبية، وتم تسويق القرار باعتباره رفضا للتطبيع دون وجود أى بعد دينى أو نفسى يتقبله الأقباط.

ويرصد زاخر أيضًا ما اعتبره تسامحًا فى تطبيق القرار أيام عصر البابا شنودة التى تلت مقتل الرئيس السادات حيث سمح البابا للأقباط بزيارة القدس مقابل أن يكتب المسافر اعتذارا فى جريدة الأهرام يسامحه البابا بعدها، ثم زادت الرحلات إلى القدس فى السنوات الأخيرة فى عصر البابا وسقط القرار تماما برحيله دون أن يرتبط ذلك بزيارة البابا تواضروس الأخيرة للقدس بل بسقوط القرار شعبيا لدى جموع الأقباط الراغبين فى نيل البركة والحج.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الفنانة زينة تطلب 100 ألف جنيه تعويضا بعد هجوم كلب شرس على أولادها

مصرع عبد الرحمن فيصل لاعب نادى الشمس فى حادث سير

فيديو يرصد اللحظات الأولى فى حادث وفاة جوتا نجم ليفربول

قراءة مبسطة بـ قانون الإيجار القديم بعد التعديلات الجديدة.. إجابات واضحة لأسئلة المستأجرين والملاك.. معرفة القيمة ومصير العقود القديمة والموقف الكامل للمؤجر بعد 1996.. وحالات الإخلاء والبدائل المتاحة

الفنانة زينة تتقدم ببلاغ جديد للنائب العام


استشهاد مهند الليلى لاعب منتخب فلسطين فى غارة إسرائيلية

عمرو دياب يلحن أغنيتين فى ألبومه الجديد "ابتدينا"

وفاة جوتا.. كريستيانو رونالدو فى رسالة مؤثرة: أمر لا يصدق

"احترقت بالكامل".. شاهد سيارة جوتا لاعب ليفربول بعد حادث وفاته

أول تعليق من نادى ليفربول بعد وفاة ديوجو جوتا


شاهد آخر هدف لـ جوتا مع ليفربول قبل رحيله فى حادث مروع

دهست 4 أسر داخل حديقة.. مأساة حى النرجس تبدأ بكارثة وتنتهى بتصالح مفاجئ

وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة بشركة كهرباء بمرتبات تصل إلى 13 ألف جنيه

وصية المطرب الراحل أحمد عامر تثير جدلا كبيرا وأصدقاؤه يبدأون التنفيذ

قانون الإيجار القديم لا يقترب من عقود 1996.. العقد شريعة المتعاقدين

هشام جمال يحتفل بتخرج زوجته ليلى.. وأحمد زاهر: ربنا يبعد عنكم العين

قانون الإيجار القديم.. احسب إيجار شقتك حسب المنطقة والتصنيف

وزارة التعليم تحقق فى تداول أسئلة الكيمياء والجغرافيا على صفحات الغش

عميد معهد القلب الأسبق يفسر أسباب وفاة المطرب أحمد عامر

نانت يعاقب مصطفى محمد بالبيع بعد رفض دعم المثلية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى