قبيلة الثورة

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم - وائل السمرى
فرق كبير بين أن تنتقد بعض سياسات الحكومة، أو أن تعترض على نظامها الأساسى، أو أن تتظاهر ضدها منددا بتصرفاتها، أو أن تهاجمها بكل ما أوتيت من قوة، وأن تسعى من خلال كلماتك وبياناتك وتصرفات لهدم شىء اسمه «مصر».

اسمها مصر، وليس «قبيلة مصر»، فكثيرون من أبناء «الثورة» أبدوا اندهاشهم، حينما هاجمت المحامى «خالد على» المرشح السابق لرئاسة الجمهورية عقب كلماته التى وصفتها فى مقال أمس بـ«المسمومة» التى قالها فى حضور الرئيس الفرنسى، مهاجما التوجه الفرنسى نحو مصر، ومحاولا إرهاب الرئيس الفرنسى بالقول: إن بلاده دعمت النظام المصرى بالاستثمارات والسلاح، فى حين أنها تتجاهل ملف حقوق الإنسان، وبالطبع لا يقصد خالد على هنا ملف حقوق الإنسان، وإنما يقصد ملف «منظمات حقوق الإنسان»، لأنه لو كان معنيا حقا بحقوق الإنسان لعلم أن الإنسان المصرى الآن يعيش فى حالة متردية اقتصاديا جراء ارتفاع الأسعار، وانهيار سعر الجنيه وارتفاع سعر العملات الأجنبية، وهو الشىء الخارج عن إرادة الحكومة تماما، لأنه ناتج من نقص عائدات السياحة بشكل كبير، خاصة بعد تدمير الطائرة الروسية، فأصبح المعروض من العملة الصعبة أقل بكثير من المطلوب، وهذا الأمر غير ناتج عن «إهمال حقوق الإنسان».

للأسف روح القبيلة تسيطر على الجميع، ولعله من المحزن أن نرى تسترا على الإفساد السياسى من جانب أبناء «الثورة»، فى حين أن الثورة نفسها جاءت من أجل القضاء على الإفساد السياسى، وللأسف فقد بدا واضح أن الجميع يتعاملون بمبدأ «العصبية الجاهلية»، فلا أحد يهتم بالصواب والخطأ بشكل مجرد، ولا أحد يحكم ضميره الوطنى بشكل عاقل، فإذا أصاب المصيب أشادوا به، وإذا أخطأ المخطئ وجهوا له اللوم، لكنهم للأسف يتعاملون بما يشبه «الطائفية السياسية» فإن أخطأ الصديق تستروا عليه، وإذا أصاب الخصم تجاهلوه أو حتى الصواب إلى خطأ، وهو الأمر الذى من شأنه أن يغيب قيمة العدل، وينفى مبدأ الشفافية، ويدمر روح المساواة.

يقولون، «لماذا هاجمت خالد على وهو يخوض الآن معركة فى نفس الصف الذى تقف فيه؟» فى إشارة إلى معركة الدفاع عن جزيرتى «تيران وصنافير» المصريتين، وهو سؤال استنكارى بالطبع، لكنى فى الحقيقة أرى أن مهاجمة تلك الروح الخبيثة فى حديث خالد على واجب على قبل أن يكون واجبا على غيرى، فقد عشنا زمنا طويلا من الكذب والنفاق الأيدولوجى، إذا أخطأ من يتفق معنا تركناه، وإذا أخطأ خصمنا أقمنا عليه الحد، فى تجل وقح لكل المعانى الاستبدادية، وفى غياب مخجل لبوصلة الوطنية، فدعم اقتصاد مصر واجب على كل مصرى، وتدعيم جيش مصر فريضة على كل من يتنفس هذا الهواء، وما جزاء من يسعى لشل السوق المصرية، وإضعاف القوات المسلحة المصرية سوى التنكيل والاحتقار، وهكذا ينقى كل طرف نفسه، وهكذا نسهم فى بناء وطننا، شاء من شاء وأبى من أبى، ولهذا فإنى أعتبر الهجوم على توجهى هذا محض «ضريبة تافهة»، لمعنى أن تكون مستقلا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصر تدين الهجوم المسلح في مدينة سيدني الأسترالية

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

حسن شحاتة يقضى فترة النقاهة داخل المستشفى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو


نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

ضبط شاب عشرينى استدرج «طفلة 14 عاما» واعتدى عليها 3 أيام في منزله بالشرقية

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده


ماذا ينتظر الأهلي في كأس عاصمة مصر بعد الخسارة من إنبى؟

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى