سنى المذهب شيعى الهوى

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
«ورأيت ابن آدم وهو يُجن.. ويورث أبناءه دينه.. واسمه.. وقميص الفتن»، هكذا يقول الشاعر الكبير أمل دنقل مختصرا حالة الإنسان بوجه عام والحالة العربية والإسلامية فى تعاملها مع التاريخ، والإرث الممتلئ بالتوتر عبر تاريخنا الطويل المعبأ بمشكلات التربص وإحياء الموتى لإعادة محاسبتهم وتحميلهم فشلنا الذى نعانى منه، وذلك بما يعنى سقوطنا بكامل إرادتنا فى «عبادة التاريخ» بالمعنى الحرفى، هذا مع أن الأهمية الأولى للتاريخ هى أن يتعلم الناس منه فيتجنبون أخطاء الماضى ولا يكررونها، ويعرفون مفاتيح التوافق فيلجأون إليها ومواطن الكراهية فيبتعدون عنها، لكن معظم مشكلاتنا ما زالت تنشأ بسبب عدم الإدراك الجيد، وبسبب القراءة اللحظية والخاطئة للوقائع التاريخية، أو بسبب التوقف الطويل عندها وإغفال التطور الزمنى، ومن ذلك تصريحات القيادى الشيعى أحمد راسم النفيس حول الصحابى عمرو بن العاص.

واعتراضنا على تصريحات «النفيس» التى رأى فيها أن عمرو بن العاص هو من شق صفوف المسلمين بسبب واقعة التحكيم الشهيرة بين الإمام على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان، ليس من باب الدفاع عن ابن العاص، فالله سبحانه وتعالى يحكم فى أمره، ورجال التاريخ يتحققون من هذه الأحداث، خاصة أن الكتب العربية ممتلئة بالمبالغات والانحيازات، وتحتاج لرجال منصفين يتحققون من كل شىء، لكن اعتراضنا يأتى دفاعا عن واقعنا المعاصر وظروفنا الحالية، التى لا تحتمل شقاقات جديدة بسبب ظروفها المتصدعة، وليست بحاجة لإشعال النار المطفأة، بل نحن فى حاجة ملحة لإطفاء الكثير من الحرائق المشتعلة.

ومن نعم الله على الشعب المصرى أنه بعيد عن براثن الصراعات السنية الشيعية بمعناها الكبير، ولولا الوجود الكثيف للفكر السلفى فى السنوات الأخيرة وآراؤه المتشددة القائمة على تكفيره للشيعة وإخراجهم من الملة، وإعداده لمؤتمرات تحت عنوان «هم العدو فاحذروهم»، والذى ترتبت عليه كارثة «أبومسلم» الشهيرة منذ سنوات قليلة، أقول لولا تنامى الفكر السلفى ما عرف المصريون ثنائية السنة والشيعة إلا على سبيل المجاز، لأن الجملة التى يرددها المصريون دائما بأنهم «سنيو المذهب شيعيو الهوى» هى حقيقية بدرجة كبيرة، وما دمنا نعيب على الفكر السلفى تشدده وعجزه عن التواصل مع فريق مسلم آخر، فإننا بالتأكيد نعيب على إخواننا الشيعة أن يخرجوا بتصريحات تستفز البعض وتسبب العديد من المشكلات.

فالتطرف، والرؤية الأحادية للأشياء، وعدم مراعاة الحاضر لا تصنع فكرا ولا تبنى مجتمعا، والمجتمع الصالح بأفراده الصالحين يعرفون دورهم البعيد عن إثارة الفتنة أو إشعال الحروب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الهلال يتابع برامج تأهيل ميتروفيتش والدوسري خلال الإجازة

الإنقاذ النهرى ينتشل جثمان الطفلة آية إحدى ضحايا حادث غرق 3 شقيقات بأسيوط

أم ياسر أول سيدة بدوية تكسر التقاليد وتصبح دليلا سياحيا في جبال سيناء.. عمر تجربتها 5 سنوات بدأتها من منطقتها بوادي الصهو بأبوزنيمة.. تقود السائحين فى عمق الجبال ليعيشوا تقاليد البدو والطبيعة البكر ودفء الضيافة

غرق 3 شقيقات فى البدارى بأسيوط وقوات الحماية المدنية تواصل البحث عنهن.. صور

تطور جديد بقضية نوال الدجوى.. إنذار على يد محضر لحفيدها لسداد 15 مليون جنيه


الرئيس السيسي يصدق على قانون بتعديل بعض أحكام "الضريبة على القيمة المضافة"

وسام أبو علي يحدد موقف الأهلي من إبرام صفقات جديدة في الصيف

تفاصيل موسم انتقالات ليفربول بعد إنفاق 200 مليون إسترلينى

وزارة الصحة تكشف نتائج التحاليل فى واقعة وفاة 5 أطفال أشقاء بمحافظة المنيا

تشغيل خدمة جديدة بعربات ثالثة مكيفة على خط القاهرة - مرسى مطروح


أنجلينا جولى تسترجع لحظة غير متوقعة مع براد بيت فى كواليس Mr. & Mrs. Smith

الزمالك يراقب موهبة مغربية جديدة لضمه في الميركاتو الصيفي

فصل التيار الكهربائى عن مدينة بنها بالكامل لإجراء أعمال صيانة شاملة غدا

الخميس المقبل إجازة مدفوعة الأجر بالقطاع الخاص بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو

نعى وتكذيب فى 24 ساعة.. حفيدة الشيخ الدرزى مرهج شاهين تثير الجدل حول وفاته

نهضة بركان يفاوض الأهلي لضم أشرف داري ورضا سليم

حفظ بلاغ اتهام أسرة محمود عبد العزيز للإعلامية بوسى شلبى بالتزوير

10 معلومات عن يوسف ساليتش المرشح لتعويض وسام أبو علي في الأهلي

تشييع جثمان والدة الفنانة هند صبري ودفنها بعد صلاة عصر غد بتونس

الشباب السعودى يفاوض لاعبا بالدورى الفرنسى ويحاول ضم تمبكتى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى