نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

سنى المذهب شيعى الهوى

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
«ورأيت ابن آدم وهو يُجن.. ويورث أبناءه دينه.. واسمه.. وقميص الفتن»، هكذا يقول الشاعر الكبير أمل دنقل مختصرا حالة الإنسان بوجه عام والحالة العربية والإسلامية فى تعاملها مع التاريخ، والإرث الممتلئ بالتوتر عبر تاريخنا الطويل المعبأ بمشكلات التربص وإحياء الموتى لإعادة محاسبتهم وتحميلهم فشلنا الذى نعانى منه، وذلك بما يعنى سقوطنا بكامل إرادتنا فى «عبادة التاريخ» بالمعنى الحرفى، هذا مع أن الأهمية الأولى للتاريخ هى أن يتعلم الناس منه فيتجنبون أخطاء الماضى ولا يكررونها، ويعرفون مفاتيح التوافق فيلجأون إليها ومواطن الكراهية فيبتعدون عنها، لكن معظم مشكلاتنا ما زالت تنشأ بسبب عدم الإدراك الجيد، وبسبب القراءة اللحظية والخاطئة للوقائع التاريخية، أو بسبب التوقف الطويل عندها وإغفال التطور الزمنى، ومن ذلك تصريحات القيادى الشيعى أحمد راسم النفيس حول الصحابى عمرو بن العاص.

واعتراضنا على تصريحات «النفيس» التى رأى فيها أن عمرو بن العاص هو من شق صفوف المسلمين بسبب واقعة التحكيم الشهيرة بين الإمام على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان، ليس من باب الدفاع عن ابن العاص، فالله سبحانه وتعالى يحكم فى أمره، ورجال التاريخ يتحققون من هذه الأحداث، خاصة أن الكتب العربية ممتلئة بالمبالغات والانحيازات، وتحتاج لرجال منصفين يتحققون من كل شىء، لكن اعتراضنا يأتى دفاعا عن واقعنا المعاصر وظروفنا الحالية، التى لا تحتمل شقاقات جديدة بسبب ظروفها المتصدعة، وليست بحاجة لإشعال النار المطفأة، بل نحن فى حاجة ملحة لإطفاء الكثير من الحرائق المشتعلة.

ومن نعم الله على الشعب المصرى أنه بعيد عن براثن الصراعات السنية الشيعية بمعناها الكبير، ولولا الوجود الكثيف للفكر السلفى فى السنوات الأخيرة وآراؤه المتشددة القائمة على تكفيره للشيعة وإخراجهم من الملة، وإعداده لمؤتمرات تحت عنوان «هم العدو فاحذروهم»، والذى ترتبت عليه كارثة «أبومسلم» الشهيرة منذ سنوات قليلة، أقول لولا تنامى الفكر السلفى ما عرف المصريون ثنائية السنة والشيعة إلا على سبيل المجاز، لأن الجملة التى يرددها المصريون دائما بأنهم «سنيو المذهب شيعيو الهوى» هى حقيقية بدرجة كبيرة، وما دمنا نعيب على الفكر السلفى تشدده وعجزه عن التواصل مع فريق مسلم آخر، فإننا بالتأكيد نعيب على إخواننا الشيعة أن يخرجوا بتصريحات تستفز البعض وتسبب العديد من المشكلات.

فالتطرف، والرؤية الأحادية للأشياء، وعدم مراعاة الحاضر لا تصنع فكرا ولا تبنى مجتمعا، والمجتمع الصالح بأفراده الصالحين يعرفون دورهم البعيد عن إثارة الفتنة أو إشعال الحروب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نقل المايسترو سليم سحاب إلى المستشفى بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة

رسميا.. وكيل الأزهر يعتمد نتيجة الدور الثانى للابتدائية والإعدادية

ماذا قالت سهر الصايغ عن استمرار عملها كطبيبة أسنان رغم نجوميتها؟

رقص وألفاظ خارجة.. الداخلية تضبط تيك توكر تهدد قيم المجتمع

باريس سان جيرمان يوجه رسالة إلى دوناروما بعد إنتقاله للسيتي


وزير الصحة: العلاج الفورى والمجانى فى الطوارئ حق مكفول لكل مواطن دون شرط

شائعة وفاة ترامب.. الرئيس الأمريكى يظهر بوجه منتفخ وترقب لإعلان غامض.. صور

تحديد مصير هدير عبد الرازق أمام المحكمة الاقتصادية الثلاثاء المقبل

الداخلية تضبط المتهم بتحطيم محل والدته بالدقهلية

تجديد حبس سيدة لدخولها فى علاقة غير شرعية مع شاب أثناء سفر زوجها بالشرقية


بعد غياب 8 سنوات.. وزارة التعليم تقدم كتاب رياضيات بمعايير الجودة اليابانية

الأهلى يستقر على عودة مدير الكرة.. ومتعب وبركات والحاوي أبرز المرشحين

رئيس المجلس الأوروبي يبدأ جولة لثلاثة أسابيع للقاء قادة أوروبا فى عواصمهم

الزمالك يحسم ملف تمديد عقد حسام عبد المجيد بعد التوقف الدولى

خلال ساعات.. اعتماد نتيجة الدور الثانى للشهادة الثانوية الأزهرية

وزارة التعليم: الأسبوع المقبل بدء العام الدراسى الجديد 2026

اتحاد اليد ينفى التصريحات المنسوبة لمدربه.. واجتماع للمنتخب بدون المحترفين

صلاح يسجل رقمًا تاريخيًا بين ملوك التهديف فى أول 100 مباراة بالبريميرليج

أسامة نبيه يدرس تقديم موعد سفر منتخب الشباب إلى تشيلي قبل كأس العالم

الأهلي يبدأ دراسة السير الذاتية لمدربين أجانب لخلافة ريبيرو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى