معركة «البرنامج» بين الحكومة والبرلمان

عادل السنهورى
عادل السنهورى
بقلم - عادل السنهورى
الحكومة حصلت من البرلمان على ما سعت إليه وما أرادته. ثقة البرلمان فى حكومة شريف إسماعيل وفى برنامجها مر بالأغلبية رغم تحفظات وملاحظات بالجملة عليه.

الحكومة والبرلمان عليهما مسؤولية كبيرة أمام الرأى العام. ومصداقية السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية على المحك وثقة الناس فيهما مشروطة بالجدية سواء فى التنفيذ من جانب الحكومة أو فى الرقابة والمتابعة الدورية على أداء الحكومة والوزراء من جانب البرلمان.

الثقة البرلمانية فى برنامج الحكومة من المفترض ألا يكون نهاية المطاف أو الاعتقاد أنها تفويض نهائى من البرلمان باستمرار الحكومة فى مقاعدها للأربع سنوات القادمة.

ملاحظات وتحفظات النواب وغيرهم من باقى فئات الشعب على برنامج الحكومة جديرة بالاهتمام.. البرنامج استنساخ لبرامج قديمة لحكومات سابقة بنفس الكلمات والمصطلحات، ولم تحقق هذه البرامج شيئا وكانت وعودا كاذبة وكلمات لامعة براقة عن المستقبل المشرق والحياة الرغدة السعيدة للمواطنين. البرنامج جاء فضفافا لكل القضايا فى الصحة والتعليم والعشوائيات والأسعار والطرق وغيرها دون تحديد برنامج زمنى وتوقيتات محددة لتنفيذ هذه البرامج ووضع حلول لها. البرنامج لا يعبر عن «العدالة الاجتماعية» والانحياز للفقراء. وعدم وضع مدة زمنية  للبرامج المطروحة خاصة مشروعات الصرف الصحى ومياه الشرب على مستوى الجمهورية وكيفية القضاء على البطالة وتوفير فرص عمل للشباب.
فهل تراهن الحكومة على عامل الوقت وذاكرة النسيان لدى الناس.

ليس لدينا رفاهية الوقت حتى يتم عرض البرنامج دون مواقيت زمنية محددة. وهنا المسؤولية تقع على البرلمان. والتوصل إلى اتفاق بين نواب المجلس على دورية المتابعة والمراقبة كل 6 أشهر على البرنامج والمشروعات التى أعلنت عنها الحكومة قد يكون حلا وسطا وإرضاءً لكل الأطراف. والأمر يتوقف على مدى جدية الرقابة والمتابعة وتقديم تقرير شامل فى نهاية الفترة عن مدى التزام الحكومة بتنفيذ وعودها.

والبرلمان أو السلطة التشريعية هى المسؤولة عن مراقبة أداء الحكومة وأداء وزرائها. ولجان المجلس عليها دور كبير فى الرقابة والمتابعة على كل المشروعات والبرامج المتخصصة.

معظم النواب يدركون أن برنامج الحكومة ليس هو البرنامج المثالى أو المطلوب لتحقيق أمال الشعب والغالبية العظمى منه. وأن تنفيذه يحتاج إلى إرادة سياسية وتخطيط على أعلى مستوى خاصة فى مجال الصحة والتعليم والعشوائيات والخدمات. ومع ذلك فقد وافقوا عليه لعل وعسى، وحتى لا تنشب أزمة جديدة بتشكيل حكومة جديدة، والوضع لا يحتمل أزمات جديدة ويكفى المشاكل التى تحيط بمصر من كل اتجاه.

بحكم الدستور البرلمان شريك أساسى فى صنع القرار والسياسات العامة وقادر أيضا على سحب الثقة من الحكومة ومسؤوليته وصورته أمام الشعب كبيرة والثقة فيه وفى دروه مرهونه بمدى جديته وقوته وصرامته فى الرقابة على الحكومة ومدى التزامها فى تنفيذ برنامجها ومشروعاتها. وإلا فالحساب سيكون عسيرا وسيفقد البرلمان ثقة الناس فيه وفى نوابه. وإذا فقد الناس الثقة فى البرلمان وفى الحكومة فسوف ندخل نفس الدائرة الجهنمية القديمة، الناس فى واد ومؤسسات وسلطات الدولة فى واد آخر إلى «أن يقضى الله أمرا كان مفعولا».

وهذا ما لا نريده. فالحكومة ملزمة بتطبيق برنامجها وتحويله إلى واقع على الأرض ولو بنسبة مقبولة. والبرلمان مسؤول عن رقابة الحكومة ومتابعة أدائها ومحاسبة رئيسها وأعضائها.

فلو حدث واستطاع البرلمان سحب الثقة من أحد الوزراء بسبب ضعف أدائه بعد مدة الـ6 أشهر، فسوف يعمل باقى وزراء الحكومة ألف حساب للبرلمان ويصبح له هيبته ودوره القوى وفقا للدستور. الحكومة والبرلمان وجها لوجه فى معركة البرنامج والخروج منها بأقل الأضرار فى مصلحة الجميع.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المغرب والإمارات في صدام ناري بنصف نهائي كأس العرب 2025

مواعيد مباريات الجولة الثانية في كأس عاصمة مصر

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

طائرة مدنية تتفادى اصطداما جويا مع ناقلة أمريكية قرب فنزويلا.. اعرف التفاصيل

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025


المستندات المطلوبة لإحلال التوكتوك فى الجيزة.. كل ما تحتاج معرفته

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير

مصرع طفلة عقب وصلة تعذيب على يد والدها بكفر الشيخ


حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

طارق خيرى: فخور بالفوز باللقب التاريخى الأول مع سيدات الأهلى

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

أمن الإسماعيلية يحبط محاولة خطف طفلة من إحدى القرى السياحية

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى