ازدراء الأديان

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
يملك الإنسان لتصريف حياته احتمالات متعددة منها الجيد ومنها السيئ، لكن يظل أسوأها على الإطلاق هو أن يترك أموره معلقة دون حل، وحينها تتفاقم المشكلات حتى تصبح جزءا أساسيا فى حياته، وهذا بالضبط ما يحدث فى طريقة معالجتنا لما يسمى بتهمة ازدراء الأديان، بداية يجب أن نحدد أن احتمال مطاردة هذه التهمة لأفراد الشعب مرتفعة جدا، وليس لها علاقة بالمثقفين فقط، فهى أمر يهدد كل إنسان، وربما يضعه فى السجن، سواء قصد ذلك أو لم يقصده، بدليل أن هناك من اعتذر وحاول تفسير الأمر، مثل فاطمة ناعوت التى رفضت الاتهام، وأكدت أنها لا تقصد ما فهمه الناس، لكن المجتمع لم يتقبل هذا الاعتذار وتم تقديمها للمحاكمة.

مثل هذه القوانين ليس لها علاقة بتنظيم المجتمع كما يتخيل البعض، بل على العكس، عادة ما يكون أثرها إحداث نوع من البلبلة غير المطلوبة فى الشارع، لذا وجب تغيير هذه القوانين والبحث عن سبل أخرى فكرية لتجعل الجميع يحترمون عقائد الآخرين، ولا يقللون منها أو يتعرضون لها بالسوء.

ولما كان الدستور المصرى ينص على احترام الحريات، ويمنح حق التعبير عن الرأى لجميع طوائف المجتمع، صار لزاما على البرلمان المصرى أن يناقش تهمة ازدراء الأديان وأشباهها مثل قضايا النشر وغيرها، وأن يجعل ذلك من أولوياته، لا أن يخرج علينا بعض الأعضاء بتصريحات تؤكد أن جلسات البرلمان مشغولة بأمور أخرى الآن، ولن تناقش مثل هذه القضايا فى هذه الفترة.

وعلى البرلمان معرفة أن هناك قضايا تفرض نفسها وتختار وقتها، وليس لها أن تنتظر دورها حسب جدول الأعمال، لأن مثل هذه المشكلات إن ظلت دون حسم كان مردودها كارثيا على المجتمع، لأنها تعود بنا إلى زمن التفتيش، وما حدث فيه من إظلام فكرى وثقافى وعلمى، وذلك يدفع الناس للخوف من الخوض فى الإشكاليات التى لها علاقة بالدين حتى الجانب التفسيرى الذى هو نتاج بشرى يحتمل الاختلاف معه.

وفى البرلمان هناك بعض الأعضاء الذين نراهن عليهم وعلى قدرتهم فى شرح خطورة هذه القوانين لباقى النواب، ومنهم الكاتب الروائى يوسف القعيد والمخرج السينمائى خالد يوسف وغيرهما،لأننا نتوقع فى المقابل مواجهة شديدة لإلغاء هذه القوانين من قبل كثيرين من أعضاء البرلمان، الذين يظنون أنهم بهذه الطريقة يحمون الدين متجاهلين أن التاريخ الدينى يؤكد أنه عبر الزمن تعرض الدين لأكثر من ذلك مليون مرة ولم يتأثر، خاصة فى أزمنة التسامح، بل على العكس كان يخرج من هذه المواقف منتصرا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أنقذها القومى للطفولة مرتين.. نجاة فتاة أبو المطامير من الزواج بعمر 16 عاما

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

التشكيل المتوقع للأهلى أمام فاركو.. تريزيجيه وزيزو وشريف فى الهجوم

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

موسم صيد الإخوان.. أوروبا تنتفض.. «ساعة الحظر» ما تتعوضش.. مصابيح حمراء تضوّى فى العواصم الكبرى وفرصة مثالية للتحرك وإحباط المؤامرة.. القارة العجوز تبدأ مواجهة متعددة الجبهات مع الوجود الإخوانى


الليلة انطلاق أقوى دورى فى العالم بأقدام مصرية.. محمد صلاح يبدأ رحلة البحث عن اللقب الثالث بالدورى الإنجليزى.. ليفربول يواجه بورنموث فى ضربة البداية.. و"ملك المباريات الافتتاحية" يطارد رقمًا تاريخيًا

لافروف حول قمة ألاسكا: موقفنا واضح وسنعلنه ونعول على حوار بناء

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

منتخب الشباب يلاقي المغرب في الودية الثانية اليوم استعدادا للمونديال

الإسماعيلى يفقد مروان حمدى شهرا.. يغيب عن مباراتى الاتحاد والطلائع بالدورى


الطقس اليوم.. شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 وأسوان 49

معلومات عن مباراة الأهلى وفاركو اليوم الجمعة فى الدورى المصرى

مطالب بتحقيق فى مجلس الشيوخ حول محادثات "ميتا" مع أطفال

عمر مرموش يتصدر أغلى اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي الموسم الجديد

البنتاجون: اكتمال حشد 800 عنصر من الحرس الوطنى فى واشنطن

100 عام على ميلاد هدى سلطان.. باقية بمسيرتها الفنية وأعمالها الخالدة

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15-8-2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة

محمد صلاح يتصدر تشكيل فانتازى الدورى الإنجليزى للجولة الأولى وغياب مرموش

نتائج مباريات اليوم الخميس 14 – 8 - 2025 بالدورى المصرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى