زمن «الحمورية» الجميل

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص

«المستريحون» والقانون الذى لا يحمى المغفلين



حتى الحمير لم تسلم من سوء أخلاق البشر، وبعد أن ظلت الحمير للركوب فقط، وجدت نفسها ضحية لعمليات الاستحمار المحلى من بعض الجزارين.

الذين لم يكتفوا بما يكابده الحمير من تعب فى حمل البشر وأحمالهم وبلاويهم، فإذا بهم يضاعفون من آلام الحمير أحياء وأموات. يسلخونها ويحولونها إلى لحم يبيعونه للزبائن الذين «يصعب على بعضهم التفرقة بين لحم الحمار وغير الحمار».

ولم يعد يمر أسبوع من دون الإعلان عن حالة أو أكثر لبيع لحم الحمير، وياليتها حمير صاحية مثلما كان فى السابق لكنها حمير ميتة. هم يستحمرون الزبون مرتين، واحدة، لأنهم يبيعوه على أنه لحم كندور، وأخرى لأنه حمار ميت، ليغلقوا زمان الاستحمار الجميل كانوا يبيعون الحمير الصاحية السليمة، وليس الميتة. وهو أمر يثير غضب الحمير، التى ربما ترفع دعوى أو تقدم «استحمارا برلمانيا» بعد أن أصبحت ضحية الدولار وارتفاع الأسعار، ولا نستبعد أن تنظم مظاهرات تطالب بتوفير اللحوم وخفض سعرها لإنقاذ ثروة مصر الحمارية.

ثم إن الحمير تعترض على وصف الأغبياء من بنى البشر بأنهم حمير، لأن الحمار لا يكرر أخطاءه مثل البشر الذين وقعوا ضحية النصب، ثم يكررون الخطأ بلا تعليم، وعلى سبيل المثال خلال العام الماضى كل الناس عرفت قضية المستريح رجل الأعمال الذى أوهم الناس بأنه قادر على توظيف أموالهم ومنحهم أرباحا تتجاوز الخمسين فى المائة سنويا، وأنه سيوظف أموالهم فى العقارات وكروت المحمول، وصدق الناس ومنحوا المستريح 266 مليون جنيه بكل سرور. وكالعادة ضاعت فلوسهم، وتم القبض على المستريح ومحاكمته والحكم عليه، وبقى «التعبانون» على حالهم.

المثير أن الناس تعرف موضوع النصب، هناك نصاب توظيف أموال شهير فى الإسكندرية، وفى بورسعيد، وفى حلوان، وفى المنوفية، والغربية وكل محافظة، يجمعون الملايين، فى وقت يشكو فيه الناس من أنه مافيش فلوس، تخرج الملايين إلى جيوب النصابين، والطمع مع الجشع، وحسب قدرة النصاب، يجمع من مليونين إلى عشرات الملايين، ويمنحه الناس أموالهم عن طيب خاطر، وفى كل مرة يراهن السادة «اللى معاهم فلوس» إنهم سيكسبون، وبعد ذلك يقولون على أنفسهم أنهم حمير. وهو ما يثير غضب الحمير التى لا يمكن أن توظف أعلافها عند حمار تانى يوهمها أنه سيضاعف العلف.

ظاهرة توظيف الأموال من الثمانينيات وفى كل مرة يمنح الناس فلوسهم، لنصاب ما أوهمه بأنها سوف تلد على طريقة جحا. يعنى التكرار لا يعلم الشطار. طبعا أغلب القضايا التى حتى يصدر فيها أحكام بالسجن للنصابين، ولا تعود الفلوس والقانون كما نعرف لا يحمى المغفلين. الذين لا يمكن وصفهم بالحمير لأن الحمير تعترض على ضياع زمن الحمورية الجميل.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يضغط على أحمد عبد القادر لقبول عرض سيراميكا

السيدة انتصار السيسى تتواصل هاتفيًا مع والدة البطل نور امتياز كامل

قبل غلق باب الترشح.. 35 حزبا سياسيا يتنافسون على المقاعد الفردية بانتخابات مجلس الشيوخ و166 مرشحا مستقلا حتى الآن.. "المصرى الديمقراطى" يدفع بـ35 مرشحا والجبهة الوطنية 26 ومستقبل وطن 6 وحماة الوطن 8 والعدل 19

الإسكان الاجتماعى: طرح 113 ألف وحدة سكنية لتلبية احتياجات المتقدمين

الإتحاد السكندرى يعلن ضم أحمد محمود لاعب الزمالك لمدة موسم على سبيل الإعارة


رئيس الوزراء عن صورته مع آبى أحمد: وفق البرتوكول فقط ومصر لن تفرط فى حقوقها المائية

قيادي بحماس: الحركة وافقت على إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين

وزير الاتصالات يكشف سبب انتشار النيران بشكل سريع فى حريق سنترال رمسيس

إبراهيم سعيد يبكى فى أول ظهور له بعد الخروج من السجن: عايز حقى.. فيديو

مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء ووزير الاتصالات بعد قليل


موعد مباراة بي اس جي ضد ريال مدريد في كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

الطقس غدا.. شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى فى القاهرة 37 درجة

رئيس الوزراء: حريصون على وضع تصور واضح لمستأجرى "القانون القديم"

محمد صلاح يشترى فيلا فاخرة فى تركيا.. السعر مفاجأة

باريس سان جيرمان يتحدى الريال في قمة نارية بنصف نهائي مونديال الأندية

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025.. مراجعة الدرجات وتجميعها

سفير الصين بالقاهرة: زيارة لى تشيانج لمصر تجسيد للتوافق الاستراتيجى

مواعيد مباريات اليوم.. قمة باريس سان جيرمان ضد ريال مدريد في مونديال الأندية

تجهيز نتيجة الدبلومات الفنية 2025 وإتاحتها إلكترونيا للطلاب

الأهلي يسدد مستحقات لاعبيه الراحلين بقيادة معلول والسولية وربيعة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى