ازدراء أم وصاية على الدين؟

جمال أسعد
جمال أسعد
بقلم جمال أسعد

- الخلاف هنا مواجهته تكون بالحجة والفكرة والموعظة الحسنة لا بالقانون والسجن



الدين أى دين له قدسية شديدة واحترام كبير وتقدير عميق لدى كل معتنقيه، ذلك لإيمانهم بصحيح هذا الدين الذى ارتضوا اعتناقه حتى ولو كان هذا الإيمان بهذا الدين كان عن طريق التوريث. ولكن وخلال حياة الإنسان الوارث لهذا الدين يتم التعرف والتعلم والتفقه فيه حتى يتحول هذا التوريث إلى إيمان حقيقى، حيث لا يخلو الأمر من التعرف على أديان أخرى، فيكون هذا عامل من عوامل تثبيت المؤمن بدينه وتمسكه به.

وأى مؤمن بأى دين يعلم أن الله الذى أنزل هذه الأديان هو الذى أراد تلك التعددية الدينية، سواء كانت أديانا سماوية أو وضعية، فهو الذى سيحاسب الجميع، ولم يعط الله تفويضا لأحد، أو فرصة لأحد، سواء كان مدعياً أو وصيا أو تاجرا بالدين، أن يحاسب البشر على إيمانهم بهذا الدين أو بغيره، فالله لم يشء هذه التعددية فقط، حيث لو شاء لجعل الناس أمة واحدة وهم مختلفون، بل أكثر من ذلك، فقد أعطى الله الحرية للإنسان لأن يكون متدينا أو ملحدا بكامل حريته (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، بل أعطى للإنسان الحرية فى أن تكون إرادته مفعلة حتى لو تعارضت مع أوامر الله (أورشاليم يا أورشاليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم من مرة أردت أن أجمع بنيكى، وأنت لم تريدى فليترك لكم بيتكم خرابا) هنا كانت إرادة أورشاليم، ولكن الحساب كان خرابها.

كما أن ما يسمى ازدراء، بل رفض، بل تسفيه الأديان، كان ولا يزال منذ أن وجد الإنسان، ومنذ أن كانت الأديان. ومع ذلك لا ولن تسقط الأديان ولا تزول، بل يتزايد ويتنامى معتنقوها، ذلك لأن الله الذى أرادها لا البشر، فليتمسك كل صاحب دين بدينه قولاً وعملاً ، إيماناً وسلوكاً عبادةً وحياة، ويقتنع فى ذات الوقت أن غيره من حقه أيضاً هذا الإيمان وبنفس الدرجة.

والخلاف هنا كان وسيظل، ولكن مواجهته بالحجة والفكرة بالعمل الصالح والموعظة الحسنة لا بالقهر ولا بالقانون، ولا بالسجن، فهل يمكن أن يجبر أى إنسان قهراً على الإيمان بدين أو عقيدة أو مبدأ، بالطبع لا حيث إن الإيمان لا يكون بغير الاقتناع الذى لا يهزه أحد ولا تجبره قوة. فماذا حدث لمصر ؟
كان الملحد يعلن إلحاده ويرد عليه المؤمن مفندا رؤيته التى يمكن أن تساهم وتساعد الملحد للعودة للإيمان. شك طه حسين فى وجود النبى إبراهيم ولم يسجن. فما لنا نرى تلك الهجمة تحت مسمى ازدراء الأديان بالمادة 98 والتى كانت لأسباب سياسية لا علاقة لها بالدين ولا بحمايته، فالذى يحمى الدين هو الله، نعم التراث له أهميته العقيدية والتاريخية، ولكن ليس كل التراث فى أى دين، حيث إنه اجتهاد بشرى قابل للصواب والخطأ، فهل نقد فكر البشر هو نقد للفكر الإلهى ويستدعى السجن؟ ماذا نفعل لو أعلن أحد إلحاده، وهذا حقه الدستورى والقانونى، بل الدينى؟ وهل الذين يتاجرون بدعاوى الحسبة يخافون على الدين أو هم يريدون الظهور والتواجد الإعلامى؟ وهل ممارساتهم هذه خوفا على الدين؟ وهل هذا الخوف يترجم فى سلوكيات دينية حقيقية؟ أم هى نوع من الوصاية على الدين؟ الغوا مادة الازدراء. افتحوا باب الحرية. أقيموا العدل، حققوا العدالة، احترموا العمل، قدسوا الصدق، اقبلوا الآخر، فهذه هى السلوكيات الحقة للحفاظ على الدين بعيداً عن الادعاء بالازدراء، اتركوا الدين للديان، جلا جلاله، وكفى وصاية، فالله وحده هو الواصى على الجميع.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على موعد صرف تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

مانشستر سيتي: هالاند يستمع إلى ألبوم عمرو دياب الجديد

تشيلسى ضد باريس سان جيرمان.. أوبتا تحسم المتوج بكأس العالم للأندية


المونوريل يستعد لاستقبال الركاب.. جولة بمحطة المشير بعد تركيب بوابات التذاكر وتشطيب الرصيف.. أبواب زجاجية لحماية المواطنين واهتمام كبير بذوي الهمم وكبار السن.. نسب التشطيب تصل لـ100% والتشغيل تجريبي بدون ركاب

إبراهيم عبد الجواد: الأهلى استقر على بيع عبد القادر لسيراميكا بـ20 مليون جنيه

كانوا راجعين من المصيف.. حادث مروري يتسبب في إصابة 13 شخصا بدمياط

ترامب يصل تكساس لتفقد أضرار فيضانات أدت لمقتل 120 شخصا.. فيديو

محمد شكرى وهانى يشاركان فى مران سيراميكا رغم مفاوضات الأهلى


محمد صلاح ولاعبو ليفربول ينعون جوتا فى النصب التذكارى.. صور

مجلس الأهلى يعتمد الميزانية الإثنين ويزور شركة القلعة الحمراء الثلاثاء

أحمد الرافعى يستعد لتصوير دوره فى حكاية ديجافو بهذا الموعد

الدفع بـ4 خزانات مياه استراتيجية لإخماد حريق مصنع مدينة بدر.. صور

يويفا يحرم كريستال بالاس من الدوري الأوروبي ويحوله لدوري المؤتمر

مواد سريعة الاشتعال تعوق رجال الإطفاء بحريق مصنع كيماويات بمدينة بدر

نانت الفرنسي يبدأ الاستعداد للموسم الجديد بمشاركة مصطفى محمد.. فيديو

وزارة العمل: استمرار فتح باب التقديم على وظائف "أمن" بمحطات المترو

الداخلية: ضبط المتهم باستجداء قائدي المركبات بالاسكندرية

قوات الاحتلال الإسرائيلية تسرق جثامين شهداء من المقبرة التركية فى غزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى