لا طريق إلى الجنة..على عهدة حسن داود

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
نعم كان يحتاج إلى حدث ما مثل «المرض» كى يعرف أن أسوأ الذى يصيب الإنسان هو أن يقف مع نفسه متأخرا جدا، فيرى أن حياته السابقة لم تكن معبرة عما يريده، وأنه قضى عمره فى إطار من الحيرة التى قتلت أحلامه، وأن منطق السمع والطاعة الذى سارت به حياته جعلته فى النهاية مجرد رجل مر من هنا.

«ينبغى لى أن أجد أحدا أكلمه»، كان ذلك هو الغاية التى يسعى إليها بطل رواية «لا طريق إلى الجنة» للروائى الكبير حسن داود، والتى حصلت على جائزة نجيب محفوظ فى دورتها الأخيرة، وهى تستحق بكل جدارة، فهى رواية تورطك معها منذ صفحاتها الأولى، رغم اختلاف البيئة لكنك تجد نفسك على سرير المرض تتمنى النجاة، وبعد ذلك تتمنى أن تتغير الأحوال، وأن يحدث شىء جيد لصالح «السيد» رجل الدين الذى بدأ اكتشاف نفسه من جديد، فإذا هو نموذج مكتمل لـ«العزلة» بكل معانيها النفسية والمكانية.

الإحساس بالفقد يبدأ مبكرا فى الرواية، فلك أن تتخيل أن بطل الرواية لا يملك «اسما»، فالناس ينادونه بـ«السيد»، وهو لقب به لكونه رجل دين شيعى، وأن زوجته لا تملك «اسما» أيضا، بما يعكس الحالة النفسية التى يشعر بها «الراوى» تجاه نفسه وزوجته، فهما غير منسجمين تماما وبدون عنف بينهما يتربص كل منهما بالآخر، هو يعرف أن هناك شيئا ينقصها من أول تكوينها الجسدى، مرورا بطباعها وانتهاء بعدم تجاوبهما، واكتفائهما بالحوار المقطوع والجمل الناقصة، وهناك ولداه «أحمد وأيمن» مصابان بالصم والبكم، لذا هما منفصلان عن العالم، ولا يجيد هو كيفية التعامل معهما، لكنه يحاول، وهناك المرض الذى يطارده دائما ويأخذ من «جسده» ما يجعله يعيش فى قلب العزلة، وأخيرا هناك «الجامع» الذى تتفلت العلاقة بينهما فى صمت حتى تنتهى.

أما نوافذ الفرحة فى الرواية فكانت قليلة، لكنه توقف أمامها طويلا، بحثًا عن سبيل، حتى لا يجن أو يقتل نفسه، فلم يكن فى حياته ما يدفعه للاستمرار سوى والده المسن الذى رغم كونه مختلفًا عنه، ورغم كونه يعيش فى شيخوخته ولا يتحدث معه إلا أنه الوحيد الذى يسمعه جيدًا وتمتلئ عيناه بالفزع من أجله، فبينهما إحساس كبير بأن ليس لهما إلا بعضهما، كذلك هناك قصة الحب المبتورة التى عاشها مع أرملة أخيه، والتى كان من البداية يعرف أنها ستنتهى، ليس كما أحبا لكنه مع ذلك سمح لها بأن تضىء فى داخله، ويظل «بلال» ابن أخيه على الرغم من كون الحياة أخذته هو الشىء الوحيد «السليم» فى حياته.
أبدع حسن داود فى اصطياد التفاصيل وأبدع فى صوغها، وجعلنا جميعا نبحث عن حل للخروج من أزمة الروح المعذبة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ليفربول يقترب من إنهاء صفقة فيرتز بـ130 مليون يورو

ماكرون: أحيي الجهود المصرية القطرية الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة

اكتشاف مذهل.. اليابان تبدأ اختبارات "دم صناعى" مدة صلاحيته تصل لأكثر من عام

طارق حامد يترقب جلسة حاسمة مع الزمالك لحسم موقفه من العودة

الرئيس السيسى يؤكد التزام مصر الكامل بالحفاظ على المكانة الدينية الفريدة لدير سانت كاترين


الطقس غدا.. مائل للحرارة نهارا معتدل ليلا والعظمى بالقاهرة 32 درجة

الهند: تعاون وثيق مع الولايات المتحدة بشأن قضايا الهجرة غير الشرعية

طاهر محمد طاهر يحتفل بعقد قرانه بعد تتويج الأهلي بالدوري.. صور

مصرع وكيل نيابة إثر اصطدام سيارة ملاكى بسور محور 26 يوليو

بعد جدل المحكمة الرياضية.. سألنا الـ"AI" مين بطل الدوري؟ اعرف الإجابة


باريس سان جيرمان بالقوة الضاربة فى مواجهة إنتر بنهائي دوري الأبطال

آخر تطورات ملف تجديد عقد عبد الله السعيد مع الزمالك

هل ينجو المتهم بالاعتداء على الطفل ياسين من المؤبد؟.. الاستئناف تحدد مصيره

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى إياب نهائى دورى أبطال أفريقيا

طلب أموالا ومعلومات عن ترامب.. مجهول ينتحل شخصية كبيرة موظفي البيت الأبيض

الدولة لا تنسى أبناءها.. نقل جثامين المصريين بالخارج مجانا فى هذه الحالات

الطقس اليوم الجمعة 30-5-2025.. أجواء ربيعية مائلة للحرارة نهارا معتدلة ليلا

انطلاق ماراثون امتحانات الشهادة الإعدادية غدًا.. 1.2 مليون طالب يؤدون اختبار الترم الثانى 2025 بمجموع 140 درجة.. ووزارة التعليم تشدد على التصدى لمحاولات الغش وتصوير الأسئلة.. وتكشف: بدء أعمال التصحيح بعد العيد

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد الإنتر في نهائي دوري أبطال أوروبا والقناة الناقلة

موعد مباراة الأهلي وباتشوكا الودية قبل خوض منافسات كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى