بلد «كأنه»

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم وائل السمرى

لدينا عاملون وليس لدينا عمل


فقط فى مصر، أكبر عدد من موظفى الدولة، وأكبر كمية من الإهمال والتخبط والعشوائية.

فقط فى مصر، نشتكى من كثرة العاملين فى الدولة، ونشتكى من إرهاق الميزانية بالمرتبات، وفى ذات الوقت نشتكى من نقص العمالة فى كل شىء، وعدم وجود الشخص الموكل إليه بتنفيذ المهمة، فى الوقت الذى تريد منه تنفيذ المهمة.

إن ذهبت إلى مؤسسة حكومية، تلعن اليوم الذى ذهبت فيه إليها، تشعر وكأن واضعى أسس هذه المؤسسة خططوا ودبروا وتفننوا فى إجبارك على إخراج أسوأ ما فيك، تشعر بأن العالم تآمر عليك، تكره أى «مشوار» يفضى بك إلى السيد الموظف، لشعورك الدائم بأن ذهابك إلى أحد الموظفين أخطر كثيرا على روحك من أن تخطو فوق لغم أرضى.

قبل يومين كتبت مقالا بعنوان «حريق العتبة وحريق الوطن»، وقلت فيه: «فى حالة حريق العتبة لا أتوقع أى مفاجآت، وأنى أستطيع أن أؤكد تأكيدا تاما أن جميع محلات العتبة وغيرها من محلات مصر لا تتبع وسائل التأمين المتبعة فى العالم أجمع»، مؤكدا أن الحكومة والبلديات تفرط فى حق الوطن فى أن يعيش نظيفا وجميلا، وتساءلت: لماذا تأتى الدهشة كلما اندلع حريق، فى حين أننا نوفر له أسبابه ونمنع عنه سبل إطفائه بكل ما أوتينا من همة؟ وما هى إلا ساعات حتى اندلع حريق «الغورية» لتتكرر نفس المأساة، وللأسف يبدو أن محافظة القاهرة قد فهمت هذا الكلام بشكل خاطئ، وحينما أرادت علاج المشكلة لجأت إلى «العصا الغليظة»، وقررت إزالة الباعة المنتشرين فى تلك المناطق، لتؤجج بهذا التوجه نيران البائعين المحروقين- أصلا- بالنيران التى التهمت بضاعتهم، وهو أسلوب خاطئ سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، فبأى حق نمنع مواطنا من العمل بعد أن تركناه كل هذه السنوات حتى أسس حياته، وفتح بيته وأنفق على أسرته من مصدر رزقه هذا، وبأى عين يهمل موظفو المحليات فى عملهم حتى تحدث الكوارث، كارثة بعد كارثة، فيزيدونها بتلك القرارات العشوائية.

فى تلك الأزمة لا بد من حل فورى وحاسم بشرط واحد هو الحفاظ على السلام الاجتماعى ومصالح أفراد الشعب المصرى، ولقد حلت الحكومة فى السابق أزمة الباعة الجائلين بوسط البلد بطريقة حضارية، قضت على العشوائية، وفى ذات الوقت حافظت على مصادر دخل المواطنين، بأن نقلتهم إلى سوق الترجمان، ومطلوب الآن اتباع نفس السلوك مع أزمة العتبة والغورية، فلا يجوز أن تترك الدولة هؤلاء البائعين كل هذا العمر، ثم تأتى الآن وتعصف بهم، إلا إذا كانت الدولة تريد أن تنصب لأبنائها المصائد والفخاخ.

بحسب تصريح الدكتور أحمد زكى بدر فى إحدى القنوات منذ أشهر قليلة، فإن عدد العاملين فى المحليات يبلغ حوالى 3 ملايين موظف، وهذا الرقم يعد «شعبا» مستقلا بذاته، ومع هذا لا نرى أثرا لعمل كل هؤلاء العاملين، فلا يوجد فى مصر شارع واحد سليم، ولا يوجد مكان واحد غير محفوف بالقمامة، ولا يوجد محل واحد متوافق مع الاشتراطات العملية، فإلى متى سيظل بالدولة هذا الشعب من العاملين، فى حين أنها تفتقد «العمل».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريبيرو يعود للقاهرة غداً لقيادة فترة إعداد الأهلى للموسم الجديد

اتحاد الكرة يستقر على إقامة السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

إنجلترا الأكثر قيمة تسويقية للاعبين عالميًا.. والمغرب يتفوق أفريقيًا

مواعيد مباريات منتخب الناشئين فى كأس العالم قطر 2025

الحكومة الموريتانية تنفى لقاء الرئيس الغزوانى بنتنياهو فى واشنطن


غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

25 سيارة إطفاء تكافح حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر

هل ينجح مكتب تسوية المنازعات فى حل إنقاذ أسرة بعد زواج دام 8 أشهر؟.. التفاصيل


خامنئى: استهداف قاعدة العديد الأمريكية ليس حادثة صغيرة بل كبيرة يمكن تكرارها

الهيئة الوطنية تطلق تطبيق استعلم عن لجنتك فى انتخابات مجلس الشيوخ.. صور

ماكينات حفر الخط الرابع للمترو لا تتوقف.. طاقم مصرى يصل الليل بالنهار لإنجاز المشروع.. المكينة تحفر 22 مترا يوميا والنفق حلقات خرسانية يتم تركيبها وتصنيعها محليا.. وهذه طرق تأمين العمال تحت الأعماق.. صور وفيديو

محمد ثروت يهنئ ابنته داليا بعد حصولها على درجة الماجستير من بريطانيا

طبيب الإسماعيلى يكشف تطورات المصابين ومدة غيابهم عن الدراويش

قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة البحيرة

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

الاستماع لمالك دبى مول في الشيخ زايد بعد حريق المبنى

أوساسونا يضم رسميا مونوز من ريال مدريد حتى 2030

طارق محروس: رومانيا وبولندا تعتذران عن مواجهة منتخب الناشئين قبل بطولة العالم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى