الحرائق وخبراء «الأى كلام»

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم : أكرم القصاص
النظريات والراكبين لأدمغتهم
فى كل أزمة وحدث يخرج خبراء يفتون فى كل شىء، يتنقلون من حدث لآخر ويقدمون أعمق تفسيراتهم، لا فرق بين الفوسفات والطيران، أو القنوات والطرق والكبارى والحرائق والمعامل الجنائية والطبية. لا يمتلكون فضيلة التواضع، ولا ينتظرون إجابة، فقط نظريات، بعضها يقوم على معلومات مفبركة.

خبراء «الأى كلام» يسيرون وراء أى قصة محبوكة ومؤامرة مسبوكة، وآخر نظرياتهم ما تمخضت عنه عقليات معملية جنائية فذة، بأن الحريق فى محافظة القاهرة، صباح الخميس، التهم غرفة كانت تتضمن خرائط وأوراقا ووثائق، عن مخططات القاهرة، وهو ما يمثل جزءا من مخطط حرق الوثائق، بعد حرق المناطق. طبعا هؤلاء العباقرة العالمون ببواطن الأمور لا يسألون أنفسهم، أو من ضحك عليهم، كيف تظل الخرائط فى هذه الغرفة انتظارا للحارق الماحق!، فى زمن الميكروفيلم والحفظ الإلكترونى، والعادة أن الوثائق لا تُحفظ فى مكاتب، بل فى دور المحفوظات والوثائق والضرائب. طبعا أباطرة التفكير الجهنمى، لا يسألون، حتى لا تنجرح نظرياتهم، ويركبون أدمغتهم، وبعضهم يزعم قدرته على فهم السياسة، ولا يكف عن تقديم النصائح.. وادعاء المعرفة. المهم أن تتماشى نظرياتهم مع أمنياتهم، وتحليلاتهم الفشنك.

وعندما استعرضت بعض نظريات الفاعل الجنائى وراء حرائق القاهرة والمحافظات، وتحليلات تتبنى وقوف جهة أو تنظيم وارء الحرائق. قلت أنه مهما كانت هناك شبهات جنائية، علينا أن نأخذ فى الاعتبار كون الإهمال والعشوائية وغياب إجراءات الأمن الصناعى والفساد، أسبابا للحرائق، ومهما كانت المخططات. كثير من «خبراء الأى كلام» لا ينتظرون نتائج، ويشككون فى كل شىء ويتداولون كل افتراض على أنه حقيقة.

الأمر نفسه فى ادعاء أن الحرائق، بهدف إجبار الناس على إخلاء أماكنهم، قلنا إن النقل لإنقاذ السكان من الخطر، وإن هذا معلن من سنوات، ولا علاقة له بالحرائق. بعض المدعين فهموا أننى أتبنى نظرية النقل القسرى. وكل ما نفعله أن نستعرض آراء جهات التحقيق والمتخصصين. وليس خبيرا.

لكن خبراء «الأى كلام» جاهزون دوما بالتفسير الحاسم لكل كارثة، رأينا من يربط حرائق القاهرة والمحافظات بفاعل واحد، حسب الموقع من التأييد والكراهية. والأصل اتهامات، بلا دليل، غير بوستات لكسالى على مواقع التواصل، تنتقل إلى تابعين يرددونها. بعضهم يتحدث من موقع «الفهامة العلامة»، ومنهم خبراء أمن أو استراتيجية يروجون ما يتم إلقاؤه على مواقع التواصل حول شبهة جنائية أو مؤامرة، بينما هناك من يرى أن تعدد وسرعة أدوات النشر، تجعل الإحساس بكثرة الحرائق أكبر. وحتى لو كان وراء بعض هذه الحرائق فاعل، فإن السنوات الماضية تشير إلى أنه يقع يوميا أكثر من حريق، فى مواسم الحصاد فى الريف أو المصانع بلا أمن صناعى. وهذا لا ينفى الشبهة الجنائية، ولا المؤامرة، لكنه يكشف عن استسهال ويقين خبراء «الولاحاجة» لتفسير كل حاجة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الشرطة الأسترالية: مؤشرات أولية على ارتباط هجوم سيدنى بأفكار داعش

زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب قبالة سواحل آومورى اليابانية

جلسة مع عدي الدباغ فى الزمالك خلال ساعات

العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة

وزارة التعليم: سداد رسوم امتحان الصف الثالث الإعدادي إلكترونيا وهذه قيمتها


توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

برشلونة يبدأ حملة الدفاع عن لقب كأس ملك إسبانيا أمام جوادالاخارا

الزمالك يستند على الاتفاق مع بتروجت في صفقة حامد حمدان

5 معلومات عن مباراة مصر ونيجيريا الودية استعداداً لـ أمم أفريقيا

اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم


الأهلي يواصل التحضير لمباراة سيراميكا في كأس العاصمة

قانون التأمينات يحدد 4 حالات تُقطع فيها معاشات المستحقين أول الشهر

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

أحمد السقا: أحمد فهمى شبهى فى حاجات كتير و طول الوقت بهتم بيه

اصطدام قطار بسيارة نقل على خط مطروح بدون إصابات وخروج عربة عن القضبان

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

لا يفوتك


العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة

العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 09:00 ص

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى