افرحوا رغم أنف السلفيين ولكن بدون فسيخ!

كرم جبر
كرم جبر
بقلم كرم جبر
كما نأكل الرنجة والفسيخ والأسماك والبيض الملون والخس والملانة، فى شم النسيم كل عام باصرار واستمتاع، يخرج علينا السلفيون بفتاوى المنع والتحريم القديمة.. «لا المصريين بطلوا عاداتهم ولا السلفيين امتنعوا عن فتاويهم»، التى أصبحت مملة وسخيفة، ومن يتفوه بها أصبح مثل «شكوكو» فى موالد زمان، قبل ظهور السيرك بفقراته الممتعة، ولا أريد أن أتورط فى الرد على أسانيد دينية لا تستند ألا لعقول أصحابها، ونظرتهم المتشددة البالية، وإصرارهم على تعميم الكآبة بين جموع المصريين.

السلفيون أصحاب مزادات التحريم متأكدون أن الناس ستسخر منهم، ولكنهم يصرون عليها فى كل مناسبة، ومعظمهم لا يبغى وجه الله والإسلام، وإنما الشهرة والظهور فى وسائل الإعلام، حتى لو كانت شهرة سوداء ودعاية بالتجريس، وظنى أن معظمهم يأكلون الفسيخ والرنجة فى شم النسيم، أو على الأقل لا يستطيعون منع زوجاتهم واولادهم عنها، لأنهم متأكدون أنها ليست حراما، وأن تحريمهم لها يأتى من باب «خالف تُعرف أو تشتهر».

مصر جميلة بعادات شعبها الأصيلة، وحبهم للحياة، ورغبتهم الدائمة فى البحث عن السعادة ولو من خرم إبرة، ولكن بلادنا الحبيبة تغيرت بظهور صناع النكد والكآبة، وابتلينا بصنوف من البشر عادوا من الخليج بأفكار فيها قسوة الجبال وعصف الرمال، وارادوا أن يجعلونا قبائل، تحفر الارض بحثا عن قليل من المياة، رغم اننا نعيش على ضفاف النيل، وكلهم يشربون من ماعون واحد، ويخرجون افكارا متشددة حتى لو اختلفت نبرات الالسنة، ولا فرق بمن يفتى بتحريم البيض الملون، ومن يجيز قتل الأبرياء وترويعهم، فالعقول التى تنتج النكد واحدة، وإن اختلفت أحجامها.

نواجههم بالخروج فى شم النسيم إلى الحدائق والمتنزهات والنيل، نحمل الورود والخس والملانة والرنجة، عائلات وبنات وأولاد وكبار وصغار، نأكل ونشرب ونفرح ونغنى ونرقص، على نغمات فريد الأطرش الرائعة «الربيع»، وطقطوقة عبدالحليم حافظ «فاتت جنبنا»، ودنيا سمير غانم «منظرة منظرة فاضية وعنين فارغة.. ناس عايشة تمثل.. منظرة وكدب عادى علشان شكله يبيع بيته ويعزل».

كل الأكل الحلال مباح إلا الفسيخ الذى يشكل هذا العام بالذات خطرا كبيرا، بعد نفوق أعداد هائلة من سمك البورى فى كفر الشيخ والبحيرة، والخوف من أن يستخدمها عديمو الضمير والدين والأخلاق فى صناعة الفسيخ، و«الغلطة بفورة»، فلن تسعف المصاب حقنا أو أمصالا، بلاها فسيخ واسمعوا كلام الدكتور هانى الناظر، الذى بح صوته ناصحا ومحذرا من الفسيخ، لأن فيه سم قاتل.

هذه هى مصر أيها السلفيون، وهذا هو شعبها الذى تحاولون تغيير هويته ومسح ذاكرته، يأخذ من الحياة الوجه المضيئ، ويفتش عن السعادة والبهجة والفرح، حتى فى شهر رمضان الكريم الذى يهل بعد أيام، اخترعنا مع أشقائنا السوريين- فك الله كربهم- الكنافة والقطايف والفوانيس وزينة المساجد، فأصبح رمضان فى مصر غير رمضان فى سائر الدول..شهر الصوم والعبادة والبهجة والبشر والأكل والشرب، يفرح الصغار لقدومه مثل الكبار، وتكتسى الحياة بطقوس روحانية ومشاعر وجدانية، وتنساب على السنة العاشقين فى صلاة الفجر «اللهم صلِّ على النبى.. اللهم صلِّ على حضرة النبى».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مهرجان قرطاج يلغى عرض إيلين سيغارا لنصرة الشعب الفلسطينى

رئيس الوزراء عن صورته مع آبى أحمد: وفق البرتوكول فقط ومصر لن تفرط فى حقوقها المائية

قيادي بحماس: الحركة وافقت على إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين

مدبولى يرد على شائعات حرق الحكومة لسنترال رمسيس لبيعه: لا تعليق وغير منطقى

مدبولى: الدولة اللى نجحت فى عمل أفضل برامج إسكان قادرة تتعامل مع موضوع المستأجرين


وزير الاتصالات: سنترال رمسيس ليس الوحيد الذى تعتمد عليه مصر فى الخدمات

وزير الاتصالات يكشف سبب انتشار النيران بشكل سريع فى حريق سنترال رمسيس

إبراهيم سعيد يبكى فى أول ظهور له بعد الخروج من السجن: عايز حقى.. فيديو

عمرو دياب يدخل قائمة أعلى الألبومات استماعا فى العالم بـ"ابتدينا"

شاهد التريللر الرسمى لفيلم أمير كرارة "الشاطر" قبل طرحه


موعد مباراة بي اس جي ضد ريال مدريد في كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

تعرف على موعد انطلاق بطولة الدورى المصرى للموسم الجديد 2025 – 2026

باريس سان جيرمان يتحدى ريال مدريد في قمة ساخنة بنصف نهائي كأس العالم للأندية.. بطل أوروبا يواجه الملكي تحت "وطأة الغيابات".. كيليان مبابي ضد إنريكي بلقاء "تصفية الحسابات".. وتشيلسي ينتظر الفائز في مشهد الختام

باحثة فى جامعة بنى سويف تحصل على الماجستير فى العلوم السياسية

مصدر بالاتحاد المنستيرى: الزمالك فاوضنا لضم محمود غربال.. وهذا موقفنا

محمد صلاح يشترى فيلا فاخرة فى تركيا.. السعر مفاجأة

رئيس الوزراء يستقبل رئيس مجلس الدولة الصينى بمطار القاهرة.. صور

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025.. مراجعة الدرجات وتجميعها

سفير الصين بالقاهرة: زيارة لى تشيانج لمصر تجسيد للتوافق الاستراتيجى

تجهيز نتيجة الدبلومات الفنية 2025 وإتاحتها إلكترونيا للطلاب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى