نحن لا نعبد السمكة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
ربما يمكن اختصار المعنى الكامن خلف عيد شم النسيم بالنسبة للمصريين فى جملة «القدرة على التحدى»، فالأمر يتجاوز فكرة الخروج والمتعة أو الأكل والشرب والانطلاق، لكنه فى معناه الحقيقى المقصود به هو القدرة على الاستمرار، كأنه رسالة موجهة للجميع للحكام وللظروف الاقتصادية والاجتماعية ولتجار الدين والسياسيين كأنما نقول لهم «افعلوا ما تشاءون لن تقضوا علينا فلدينا القدرة على الاستمرار فى حب هذه الحياة، رغم متاعبها وآلامها».

ومن ناحية أخرى فإن عيد شم النسيم دليل قوى على أن الثقافة المصرية قادرة على الثبات فى وجه المتغيرات، والاحتفاظ بما تريد هى الاحتفاظ به مهما كانت الرياح المقبلة، فالبعض يظن أن يوم شم النسيم مكمل للأعياد المسيحية، وذلك نظرا لمقدمة بعد عيد القيامة المجيد دون فاصل زمنى، والبعض يظنه عيدا وثنيا لأنه ممتد منذ قبل وجود الأديان، لكن الحقيقة أن «شم النسيم» عيد مصرى إنسانى ليس له علاقة بالأديان أصلا، وحتى لو حدث مرة وأصبح فيه نوع من الطقوس الدينية، لكنها ليست أصيلة فيه، فهو مرتبط بالأرض وبتغير الفصول وبحب المصريين للتعبير عن فرحتهم ببدء حصاد القمح.

كما يرجع جزء كبير للاحتفاظ بشم النسيم وتحديه للزمن لوجود الماء، وذلك لكون مصر دولة يمثل النيل شريانها الحقيقى الذى لا يمكن الاستغناء عنه، وهو ما يصبغ الحياة فى مصر بثقافة أهل الماء ويلقى عليها رونقه الاحتفالى، فأعياد الربيع لا قيمة لها بلا ماء وخضرة، فتدفق النيل يمنحهم القدرة الدائمة على غسل همومهم، ويوم شم النسيم هو بالنسبة لهم «نقطة ومن أول السطر».

وتكمن مشكلة المختلفين مع احتفالات شم النسيم فى أنهم لم يعطوا أنفسهم فرصة ليتأملوه ويتأملوا طقوسه ويلمسوا بهجته، ولم يروا فرحة ذلك اليوم فى عيون أطفالهم، وذلك لكونهم صنعوا أمامهم سدا من الخوف وعدم الاستمتاع بالحياة، والسؤال الذى يجب أن يجيبوا عنه ما الحرام فى أن يخرج الناس للطبيعة فيجلسون ويأكلون طعامهم، بينما أطفالهم يلعبون أمام ناظريهم فيشعرون بنعمة الله ويحمدونه ثم يعودون لعملهم أكثر نشاطا وأكثر رغبة ؟! ما الجرم الذى يرتكبه الناس عندما يضحكون من قلوبهم مرة فى السنة ويتناسون ما هم فيه من هم ووجع ؟ ما الذى يمنع الفلاحين أن يستعدوا للحصاد بيوم فرح يشكرون الله على ما آتاهم من فضله ونعمة؟!
أيها السادة المتشددون نحن لا نعبد السمكة فقط، نحن نحتفل بالحياة وبما يمنحه النيل وبما تمنحه الأرض، وبما تعطيه لنا طيور الله من رزق.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ألفيركا البرتغالى يطلب شراء الستة شهور المتبقية فى عقد كوكا مع الأهلى

تحريات المباحث وتقارير.. قرارات النيابة في واقعة حرق شقيق ناصر البرنس لنفسه

آرسنال يضرب إيفرتون بهدف جيوكيريس فى شوط أول نارى بالدورى الإنجليزى

ناصر منسى يهدى الزمالك الفوز على حرس الحدود 2 - 1 فى كأس عاصمة مصر.. صور

دار الإفتاء توضح أفضل أوقات صيام التطوع.. وحكم صيام الاثنين والخميس


ليفربول يحقق انتصارا صعبا على حساب توتنهام فى غياب محمد صلاح.. صور

تعرف على موعد أذان فجر أول أيام شهر رمضان المبارك

بيان مشترك أمريكى مصرى قطرى تركى حول اتفاق غزة.. اعرف التفاصيل

ما حكم الدعاء فى أول ليلة من شهر رجب؟.. اعرف رد دار الإفتاء

النيابة تبدأ التحقيق فى واقعة حرق شقيق ناصر البرنس لنفسه أمام مطعم الشيخ زايد


شقيق ناصر البرنس يحرق نفسه أمام المطعم الجديد بالشيخ زايد بسبب خلافات بينهما

إيمى سمير غانم تكشف موقفها من زواج حسن الرداد عليها

تعرف على موعد أول أيام شهر رمضان وفقا للحسابات الفلكية

عقد قران محمود بنتايج على ابنة أحمد سليمان بمصلحة الشهر العقاري.. اعرف السبب

أحمد الفيشاوى يغيب عن جنازة والدته سمية الألفى.. اعرف السبب

إقامة كأس أمم أفريقيا كل 4 سنوات وإلغاء بطولة المحليين

عقد قران ابنة أحمد سليمان على المغربي محمود بنتايج لاعب الزمالك.. صور

عمر الفيشاوي يقرأ القرآن على والدته سمية الألفي بمسجد مصطفى محمود.. صور

الطقس غدا.. أجواء شديد البرودة وانخفاض بدرجات الحرارة والصغرى بالقاهرة 11

دار الإفتاء تعلن نتيجة رؤية هلال شهر رجب لعام 1447 هجريا بعد المغرب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى