نسيم الربيع

د. أيمن رفعت المحجوب
د. أيمن رفعت المحجوب
بقلم د. أيمن رفعت المحجوب
فى خضم الأحداث الجارية من زخم سياسى وحراك مجتمعى من حولنا جميعًا هذه الأيام، أتى "شم النسيم"، فتنبهت أنه ليست كل الحياة يجب أن تكون شقاء للسعى إلى مال أو إلى مباراة فى رفعة المناصب، بل الحياة أيضا يمكن أن تكون استمتاعا بجمال الطبيعة ولو لحين.

فكرة قد يراها البعض خفيفة الوزن تافهة القيمة عند أهل الوقار. وأن معظم أسباب الترفيه لا تتفق على ما يجب للرجال من إطراق طويل وسكون عميق وجهود على المأثور عن السلف الصالح القريب، كأن الأمة - يجب أن تكون - لها من أهل السياسة والاقتصاد دون التأمل بالطبيعة، يضحون قوة العقل لإصغاء الروح حتى تنزع بجهتها القدسية عن هذا العالم الدنيوى إلى الملكوت الأعلى.

ولو أنهم أرادونا على احتباس النفس عن لهو الدنيا ولعبها إلى العمل للآخرة ونعيمها، لكان فيما يهدون إليه من التقليد مغنم. ولكن الحال قد تبدلت إلى صرف النظر عن جمال الطبيعة ونعم الحياة الإنسانية إلى أخس أطراف هذه الحياة، الحرص على الصراع مع الغير ومع النفس أحيانا، والحرص على فقد الحرية فى كل شىء حتى فى الذات البريئة، حتى فى العناية بغرس الأشجار وتوليد الزهور.

الحرص على فقد الصراحة فى كل عمل حتى الأعمال الشخصية تقف عن الظهور بتعرف الجمال الذى خلقه المولى عز وجل حيث كان، وعن إعلان حب الجمال، وعن التعبير بحب الأزهار واستقبال الربيع بالتحية والارتياح، بدلا من الاستغراق فى اللذات المخجلة بشرط أن تكون خفية حتى لا تجرح قدسية الوقار المصطنع!

ربى!.. كل ما خلقت تابع لقانون التطور حتى المعانى والأفكار، فالذين تجردوا من مزايا السلف الصالح فى علم يفيد وجد ممتع وسيرة طابت ظواهرها وبواطنها قد اكتفوا من أسلافهم بتقليد شىء واحد لم يقدروا إلا عليه وهو صورة ظاهرة من الإطراق لا فى التفكير والسكون، بل هو مظهر يقتضيه الوقار السياسى والاجتماعى! فإذا تحركت النفس الإنسانية فى هذا الجسم الوقور، فإنما حركتها إلى الشهوات العالية من اغتباط حقيقى بجمال الطبيعة، وتقدير صحيح لما أودع فى الفنون من كنوز الجمال .

ها نحن أولاء أمام موسم الربيع، أزهاره تنسم أنفاسنا، وتحرك جدتها عواطف الحنان فى قلوبنا، إن مرآها تنقل نفوسنا من عالم الشقاء إلى عالم النعيم، ومن أرض الحقيقة إلى سماء الخيال الجميل. ليس جديدًا علينا نحن بنى الإنسان أن نعلن مشاعر الاغتباط، ونسدى عبارات الإعجاب بالحياة وجمالها، كنا ولا نزال نبتهل إلى موسم الربيع ونتغنى بالطبيعة، ولا مانع لنا من أن نستوفى قسطًا من الحياة على أكمل ما نستطيع نبلو مرّها ونطعم حلوها ولو ليوم واحد، ننسى آلامنا فيها بما يسحرنا من جمال زهور الربيع والطبيعة وجمال الخالق.

يا شعب مصر، علموا أبناءكم حب الجمال، ونموا فى نفوسهم ملكته. ليعلموا أن الحياة ليست جحيم الهموم ولكن فيها لمحات من النعيم . إن حب الجمال والطبيعة من الإيمان بالله ويرفع النفس إلى لذائذ أطهر طبعا، وأسعد أثرا، وأبقى فى العواطف، نتيجة من كل ما عداه من لذائذ الحياة. وأن أبسط موضوع لتعرف الجمال والمران به، أزهار الربيع وجمال الطبيعة .

ولنطرح جانبًا كثيرًا مما ورثناه من قبح عن ماضينا القريب، لأن الحياة ليست شقاء خالصًا بل هى يومان: يوم للشقاء ويوم للنعيم، ويأخذ الذكى بنصيبه من الالتفات للظواهر الطبيعية، كما يحرص على الاستفادة من الظواهر الاجتماعية والسياسية والحوادث الاقتصادية. ولعل الغرب ضرب لنا أفضل مثال فى تقسيم وقت الحياة بين الجد واللعب، فللمتعة وقتها وللعمل الجاد وقته، ولا تعارض بين الاثنين أبدًا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جلسة مع عدي الدباغ فى الزمالك خلال ساعات

العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة

وزارة التعليم: سداد رسوم امتحان الصف الثالث الإعدادي إلكترونيا وهذه قيمتها

معاش استثنائي للمستحقين.. اعرف إزاي تقدم طلبك لو ظروفك المادية صعبة

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر


الزمالك يستند على الاتفاق مع بتروجت في صفقة حامد حمدان

5 معلومات عن مباراة مصر ونيجيريا الودية استعداداً لـ أمم أفريقيا

اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان


محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات

البطل الأسترالى أحمد الأحمد يوجه رسالة لأمه من المستشفى.. فيديو

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

حسام الحسينى عن انفصاله: الطلاق حصل من 2020 واليوم انتهينا من إجراءاته الرسمية

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

لا يفوتك

العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة

العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 09:00 ص


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى