د. يسرا محمد سلامة تكتب: معاناة التصحيح..عندما يكون "الحفظ" سيد الموقف

امتحانات - أرشيفية
امتحانات - أرشيفية
الامتحان سهل، لقد أجبت عن جميع الأسئلة الموجودة فى الورقة، سأحصل على الدرجة النهائية لا محالة، وعند ظهور النتيجة تحدث المفاجأة، درجات فى جميع المواد مُخيبة للآمال، فتكون الصدمة للطالب وأسرته معه، ما الذى حدث ؟! بالتأكيد حدث خطأ عند التصحيح سنقدم طلب لمراجعة ورقة الإجابة فى كل المواد مرة أخرى، وتظل العائلة فى هذه الحلقة المفرغة لأسابيع، لتؤكد النتيجة النهائية ما وصلت إليه النتيجة الأولى، وسط ذهول الجميع، فأين المشكلة ؟.

المشكلة يا سادة بسيطة جدًا فى مضمونها، كبيرة فى آثارها، فالطالب عندما يكتب إجابته لا يكتب ما حَفظه بل ما فهمه – وبالمناسبة هذا هو الصح – لكن من يقوم بتصحيح إجابته مُلتزم بما يُسمى "نموذج الإجابة"؛ لأنه بطبيعة الحال ليس مًدرس المادة، وإلا فلن يحتاج عند التصحيح لنموذج إجابة، وبالتالى فبسبب التزامه هذا "بالنموذج" لن يُعطى الدرجة كاملة لأى طالب لم يلتزم هو الآخر بالنص الموجود فى الكتاب، فروح الإجابة أو ما فهمه لن تُفيده فى هذه الحالة.

مسئولونا يريدون من الطلاب أنْ يحفظوا لكى ينجحوا، فذاكر تنجح التى دَرجنا عليها لأعوام طويلة، هى فى الأساس احفظ تنجح، وستتفوق أيضا لأنَّ الفهم لن يصل بك لمُبتغاك أبدًا، وإنى أُطالب المسئولين فى وزارة التعليم أنْ يضعوا مُدرسى كل مادة فى مكانهم المناسب من أجل تصحيح أوراق إجابة الطلاب، فهو الحل الوحيد حتى لا يفقد أبناؤنا مُستقبلهم العلمى لأنَّ مدرس مادة ما – لا يفهم فى المادة التى يُصححها شيئا – كان مُجبرًا على الأخذ بورقة موضوعة نصًا من الكتاب، هو ليس المُذنب نعم، لكن الذنب كله يقع على نظام تعليمى فاشل جعل من طلاب الشهادات – خاصة الثانوية العامة – يعانون هم وأهليهم، فهم وحدهم المسئولون عن كارثة النتيجة، فلماذا يا بُنى لم تحفظ المواد جميعها من "الجلدة للجلدة" ؟، لماذا فهمت فقط هذه المادة أو تلك، ودخلت بما فهمته الامتحان؟!!، عار عليك كان أولى بك أن تحفظ دون أن تفهم، إذا أردت لنفسك التفوق والنجاح الباهر، لكى تدخل كلية مرموقة أو مدرسة مميزة !.

حرام عليكم ما تفعلونه بأولادنا، فأنتم أنفسكم كنتم فى مكانهم فى يوم من الأيام، وعانيتم مثلهم انتم وأسركم من هذه المأساة المرتبطة بنظام استشرى فينا لسنين طويلة، فلماذا لا تُغيرونه بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الجديدة التى أصبحنا فيها، ألا يكفيهم نوعية الأسئلة التى لا توجد فى دولة فى العالم سوانا، يكفيهم أنهم تمكنوا من الحل، هم ليسوا مضطرين أنَّ يضعوا لكم الإجابة النموذجية كما الموجودة فى ورقة المُصحح الذى لا يعرف شيئًا عن ما يُصححه.

ارحموا من فى الأرض.. يرحمكم من فى السماء.



Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مانشستر يونايتد ضد بورنموث.. الشياطين تتقدم 2-1 في الشوط الأول بالدوري الإنجليزي

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

كيف تنضم لمنظومة التأمين الصحى الشامل؟.. هيئة الرعاية الصحية تجيب

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى


موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

مشاجرة بين 4 ممرضات داخل مستشفى بسبب الحضور والانصراف

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

ملخص وأهداف المغرب ضد الإمارات 3-0 اليوم فى نصف نهائى كأس العرب


صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

موقف يحسد عليه.. بن أفليك يحضر عرضا مدرسيا لابنه بحضور زوجتيه السابقتين

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

النهايات أخلاق.. انفصال إيمى شومر وكريس فيشر بود متبادل بعد 7 سنوات زواج

الإعلانات تنجح في إنهاء ملف بقاء ديانج مع الأهلي

فيفا: محمد صلاح هيمن على الدوري الإنجليزي

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى