«نهضة تونس و«إخوان مصر»

سعيد الشحات
سعيد الشحات

كان الانغلاق والاستعلاء لغة سائدة للجماعة بمصر


سيحكم المستقبل على مدى جدية الخطوة التى أقدمت عليها حركة النهضة التونسية بفصل نشاطها الدينى عن نشاطها السياسى، وسيحكم المستقبل ما إذا كانت الحركة تستطيع عبر حزبها أن تحظى بزخم جماهيرى لا يستند على الشعار الدينى، وبعد سنوات طويلة أعطى فيها هذا الشعار سندا قويا لكل قوى الإسلام السياسى فى المنطقة، جعلها طرفا رئيسيا فى معارك كل بلد عربى من أجل التقدم سياسيا واقتصاديا.

فى المؤتمر العاشر للحركة الذى انعقد فى اليومين الماضيين تحدث زعيمها الشيخ راشد الغنوشى فى الافتتاح قائلا: «حريصون على النأى بالدين عن المعارك السياسية، وندعو إلى التحييد الكامل للمساجد عن الخصومات السياسية والتوظيف الحزبى لتكون مجمعة لا مفرقة»، وشهد المؤتمر حضورا سياسيا عاليا كان فى مقدمته، رئيس تونس الباجى قائد السبسى، الذى رحب بخطط النهضة فى «القطع مع احتكار الدين»، وقال بوضوح: «النهضة لم تعد حزبا يمثل خطرا على الديمقراطية»، وبالرغم مما قاله الرئيس التونسى إلا أن هناك قوى سياسية تونسية مازالت عند موقفها من العداء للحركة ونهجها، وفى متابعتى للحدث على قنوات فضائية عربية عديدة قامت بتغطية واسعة له، تحدث معارضون تونسيون ينتمون إلى اليسار عن أن «النهضة» تتحمل مسؤولية الاغتيالات التى حدثت أثناء حكمها، وأنه لا يمكن قبولها فى ثوبها السياسى الجديد طالما لم يتم محاسبتها على ذلك.

بين الترحيب وعدم تصديق البعض لهذا التحول يقفز سؤال: «لماذا فعلتها «النهضة» فى تونس، ولم تفعلها جماعة الإخوان فى مصر وكان لها حزب هو الحرية والعدالة»؟ لماذا أصرت الجماعة على أن يكون حزبها ذراعا سياسية لها لا يتحدث فى الشأن السياسى إلا بأمرها، ولا يأخذ قرارا إلا بعد الموافقة منها، مما جعل الجماعة بمكتب إرشادها ومرشدها فوق الجميع؟.

لم تعط «الجماعة» فى مصر أى اهتمام لكل الأصوات المطالبة لها بأن تفصل بين ما هو دعوى وما هو سياسى، وتعاملت باستعلاء مع كل هذه الأصوات باعتقاد يصل إلى حد اليقين لديها بأنها هى الصح والآخرون على خطأ، وأن مصدر قوتها لا يكمن فى تجديد خطابها السياسى، وإنما فى كثرة أنصارها دون أى تطور فى رؤيتهم الفكرية.

كان الانغلاق والجمود والاستعلاء لغة سائدة للجماعة بمصر، بينما كانت «النهضة» فى تونس تقف مترقبة بدرجة سمحت لها بأن تستوعب ما يحدث فى مصر، وأهمه أن الجماعة طالما حكمت فلم يعد هناك عذر لها فى عدم تنفيذ ما تعد به، وأنه خطابها السياسى الدينى وهى فى المعارضة لا ينفع وهى فى الحكم، وأن المظلومية التاريخية التى عاشت عليها وحصلت بها على تعاطف قطاعات شعبية لا يمكن أن تواصل بها الحفاظ على شعبيتها وهى فى الحكم، طالما لا تقدم للناس ما ينفعها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

قدمت «الجماعة» فى مصر أغبى خطاب سياسى ولعبت لعبتها التاريخية السيئة بخلط الدين بالسياسة، ولعبت على المشاعر الدينية مما أفرز تناحرات طائفية بين المسلمين والمسيحيين، ومن قلبها خرجت الجماعات التكفيرية ومارست إرهابها البغيض، فكان رفضها شعبيا هو النتيجة الطبيعية المترتبة على ذلك.

وإذا كانت «النهضة التونسية» تنتسب تاريخيا إلى «الإخوان» ولكن بنكهة خاصة بها جعلها تقرر خطوتها التى أقدمت عليها حاليا، فهل سيكون فعلها الحاصل هو طلاق نهائى مع الإخوان كفكرة ونهج وتنظيم؟.

ستضع الممارسات السياسية المقبلة نهج «النهضة» الجديد فى محك الاختبار، وسيكون خوضها لأى انتخابات مقبلة هو نوع من الاختبار لهذا النهج، وإذا عبرت كل ذلك بنجاح سيكون أمامنا نموذج هو إضافة صحيحة للديمقراطية التى نحتاجها فى عالمنا العربى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

دقة وتقلية وبيزود "ورد".. وجبة كشرى لمستشار ترامب أثناء زيارته للقاهرة.. فيديو

خطوات عقد الامتحانات الإلكترونية بشكل سليم لطلاب أولى وثانية ثانوى

وزير الخارجية يلقى كلمة مصر فى الاجتماع الوزارى الإفريقى الأوروبى

متحف شنغهاى:"معرض على قمة الهرم.. حضارة مصر القديمة" استقبل مليونى زائر

وزير العمل: بدء اختبارات المتقدمين على فرص عمل بشركة لبنانية براتب 500دولار


الرئيس السيسى: الدولة تعمل على تجهيز الأراضى الزراعية لإتاحتها للقطاع الخاص

إسرائيل تخشى ضربة اقتصادية موجعة بعد قرار أوروبى بمراجعة اتفاق الشراكة

طب قصر العينى: نعمل على تحويل مرحلة تدريب أطباء الامتياز لتجربة تعليمية شاملة

أول تعليق لـ مها الصغير بعد إعلان السقا طلاقهما: واصبر حتى يحكم الله

ميمى عبد الرازق يعزل لاعبى المصرى عن أزمة الإدارة استعداداً للبنك الأهلى


الرئيس السيسى يشهد فيلما تسجيليا عن جهود الدولة فى زيادة الرقعة الزراعية

بعد سرقة منزل نوال الدجوى.. أدلة بمسرح الجريمة تساهم فى تحديد الجناة

الرئيس السيسى يصل مقر انعقاد فعاليات موسم الحصاد 2025 بالضبعة

هكذا تحدث أحمد السقا ومها الصغير عن زواجهما والمشاكل بينهما

كراسة شروط حجز سكن لكل المصريين 7 لمتوسطى الدخل

جائزة بوشكاش تنتظره.. هدف عمر مرموش في بورنموث حديث العالم

الأهلي يحصل على توقيع لاعب بتروجت تمهيداً لضمه بميركاتو الصيف

أحمد السقا يعلن انفصاله عن زوجته مها الصغير بعد 26 سنة زواج

انطلاق امتحانات نهاية العام لأولى وثانية ثانوى إلكترونيا وورقيا

موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى