ترانيم وأذان فى منزل "عم فايز".. أسرة نصفها مسيحى والباقى مسلم.. "كرم" قرر الدخول فى الإسلام.. ووالده: "الدين لله وهو اللى بيحاسب".. الابن أنجب "سلمى" و"محمد".. والجد المسيحى يحفّظ الأطفال الفاتحة

اسرة مسيحية ومسلمة
اسرة مسيحية ومسلمة
كتبت : سهام الباشا - أحمد جمال الدين

نقلا عن العدد اليومى..


إنها أصوات الصلاة.. أذان وترانيم.. لن تسمعها إلا فى بيت واحد فوق صخرة الدويقة، بيت رغم فقره لا يعرف الكراهية الدينية، يحتضن أبًا وأمًا وأربعة أبناء حاملين على صدورهم ذلك الصليب للصلاة من أجل يسوع، تاركين المصحف فى يد ابنهم الصغير «كرم» الذى اختار أن يكون الإسلام دينًا له بعد أن أتم عامه الثالث والعشرين، ليكتمل نموذج التسامح الدينى فى هذا المنزل باعتناق ابنة عم «كرم» الإسلام، بعد أن قررت العيش معهم هى وزوجها المسلم.



فى بيت «عم فايز» تعيش أسرة نصفها مسيحى والباقى مسلم، دون أن تتأثر علاقتهم الإنسانية ببعضهم البعض، قداس وقرآن تعلو أصواتهما داخل هذا المنزل.. «كرم» يتلو الفاتحة على سجادة الصلاة، يسبح باسم الله حامدًا وشاكرًا على نعمة الإسلام، وبجواره والده يشكر ربه قائلاً: «أبانا الذى فى السماوات، ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك.. لتكن مشيئتك».

ترانيم، اسرة مسيحية ومسلمة، المسلمين ، المسيحيين، دخول الاسلام، الاديان،اسرة مسيحية، اسرة مسلمة، وحدة وطنية (1)

نقطة التحول داخل منزل «عم فايز» بدأت منذ أن دخل ابنه الصغير «كرم» دورة مياه أحد المساجد فى منطقة الدرب الأحمر، وبمجرد أن سمع الابن كلام الله عز وجل شعر بارتياح لم يشعر به من قبل، على حد تعبيره، يقول «كرم»: «أحببت دين الإسلام وأنا عمرى 15 سنة، وقتها كنت أعمل مع والدى وإخوتى الأربعة فى منطقة الدرب الأحمر، وفى أحد الأيام دخلت دورة المياه فى المسجد المجاور لمكان عملنا، وأول ما سمعت تلاوة القرآن وشاهدت الصلاة أحسست بعدها براحة نفسية كبيرة، وهنا قررت أن أذهب إلى المسجد لكى أستمع إلى القرآن، وأسأل عددًا من المشايخ عن بعض المسائل الدينية، وفى كل مرة كنت أحصل على إجابة واضحة وواحدة ومفهومة، فانشرح قلبى ونطقت الشهادتين».

كان «عم فايز» هو أول شخص أبلغه «كرم» بدخوله الإسلام، ولم يجد الابن سوى الاحترام من قبل والده لقراره بتغيير ديانته، وهو القرار الذى يعتبر بالنسبة لغيره من الأسر المسيحية أو المسلمة سببًا كافيًا لإنهاء علاقة أى شخص بعائلته، إن لم يكن سببًا لإهدار دمه، حيث قال الأب لابنه: « لو إنت شايف إن ده الصح خلاص ربنا يقويك.. الدين لله.. والله هو من يحاسب عباده»، والأمر نفسه بالنسبة لأشقائه الأربعة الذين لم يمنعوه من رغبته.

ترانيم، اسرة مسيحية ومسلمة، المسلمين ، المسيحيين، دخول الاسلام، الاديان،اسرة مسيحية، اسرة مسلمة، وحدة وطنية (2)

يضيف «كرم»: بعدها بدأت إجراءات الدخول فى الإسلام، فتوجهت فى سن السابعة عشرة، ولكن تم رفضى من قبل أمن الدولة، وعاودت الطلب مرة واثنتين إلى أن تمت الموافقة على طلبى بعد أن تأكدوا من اقتناعى التام بالإسلام، وبالفعل استطعت تغيير ديانتى فى البطاقة الشخصية وكان عمرى وقتها 23 عامًا، لكننى لم أقم بتغيير اسمى، واحتفظت به كما هو.

دخول «كرم» فى الإسلام تسبب فى صدمة لدى عدد كبير من أقاربه، ما عدا أسرته الصغيرة التى ظلت دومًا تدافع عنه، وهو ما يقول عنه «عم فايز»: «كرم ابنى زيه زى إخواته، كلهم قاعدين معايا فى نفس البيت، وكلنا الحمد لله كويسين مع بعض، مافيش حاجة اسمها مسلم ومسيحى، سواء بينا ولا مع جيرانا، مافيش فرق، وبنهنى بعض بالأعياد، ونتشارك فى الطعام».

ترانيم، اسرة مسيحية ومسلمة، المسلمين ، المسيحيين، دخول الاسلام، الاديان،اسرة مسيحية، اسرة مسلمة، وحدة وطنية (3)

بعد دخول «كرم» الإسلام قرر الزواج من فتاة مسلمة، لكن فى البداية رفضت والدته أن يعيش معهم فى نفس المنزل، وهو ما تقول عنه الأم: «بعدها راجعت نفسى، وقلت طيب هيروح فين، مسلم ولا مسيحى هو ابنى، وهافضل أحبه ومقدرش أعيش من غيره، خصوصا إنه أصغر أولادى، وهو أكتر واحد بقلق عليه»، وبالفعل بنى له الأب غرفة صغيرة وصالة داخل المنزل، وفيها أنجب «كرم» طفلين، هما «سلمى» و«محمد»، ولكن بعد ولادة ابنه الصغير «محمد» تعرض لحادث أصابه بإعاقة فى قدمه اليسرى حرمته من العمل مع والده، مكتفيًا بعمله فى إحدى المطابع، حيث يتقاضى مبلغ 600 جنيه راتبًا شهريًا، إلا أن سوء الأحوال المادية دفع الزوجة لطلب الطلاق، وترك طفليها إلى زوجها الذى لم يجد أمامه أحنّ من والديه لتربية الصغيرين، قائلًا: أهلى لم يتركونى، وحتى هذه اللحظة يساعدوننى، رغم ضيق ذات اليد وقلة حيلتهم.

الصغيران «سلمى» و«محمد» لا يتركان جدهما حتى بعد أن تزوج والدهما للمرة الثانية، فهما لا يذهبان معه إلا أثناء النوم فقط، وطوال النهار يجلسان فى منزل الجد يلعبان مع أبناء أعمامهما الذين يعيشون معهما فى نفس المنزل.

ترانيم، اسرة مسيحية ومسلمة، المسلمين ، المسيحيين، دخول الاسلام، الاديان،اسرة مسيحية، اسرة مسلمة، وحدة وطنية (4)

الجد والجدة أخذا على عاتقيهما تعليم الطفلين، وتعريفهما الصواب من الخطأ، والاهتمام بكل تفاصيل حياتيهما، لدرجة أن «عم فايز» يقوم بنفسه بتحفيظ الصغيرين سورة الفاتحة، وبعض السور الصغيرة التى يحفظها من القرآن الكريم، وفى الوقت نفسه يقوم بتحفيظ أحفاده المسيحيين آيات من الإنجيل.

يقول الجد: «أنا بحس إن سلمى ومحمد مش أحفادى بس، لا دول أولادى، لأننا ربيناهم من وهما صغيرين، ولو حد فيهم طلب حاجة بجيبها له حتى لو ظروفى مش مساعدة، كل أحفادى عندى زى بعض، وعمرى ما فكرت إن ده مسلم وده مسيحى، ده بيقولى يا جدو وده بيقولى بردوا يا جدو».

ولأن روح التسامح الموجودة فى منزل «عم فايز» غير موجودة فى أى مكان آخر، جاء اعتناق ابنة شقيقه «مريم» للإسلام، ليلقى على «عم فايز» مسؤولية جديدة، خاصة بعد أن رفضت أسرة «مريم» تحولها إلى الإسلام، فلم تجد الابنة أمامها سوى منزل عمها لتعيش فيه، وهو ما تقول عنه «مريم»: «عمى هو أحن رجل فى الدنيا، وكفاية إنه دافع عنى وقال لأبويا دى بنتى اختارت طريقها باعتناق الإسلام، ومقدرش أرميها فى الشارع، ومرات عمى كتر خيرها بتعاملنى زى بنتها، أنا بحبها جدًا، لأنها دايمًا خايفة على مشاعرى، لدرجة إنى لما بصوم رمضان ما بترضاش تاكل وتفضل صايمة معايا».

تحكى مريم نبيل قصة دخولها الإسلام، قائلة: منذ صغرى وأنا فى الصف الثانى الابتدائى كنت أحب سماع القرآن الكريم، لدرجة أننى ذهبت إلى الشيخ الشعراوى، وكان عمرى وقتها 12 عامًا للتأكيد على رغبتى فى دخول الإسلام، لكنه رفض بسبب صغر سنى.

ترانيم، اسرة مسيحية ومسلمة، المسلمين ، المسيحيين، دخول الاسلام، الاديان،اسرة مسيحية، اسرة مسلمة، وحدة وطنية (5)

وتضيف مريم: لم أستطع بعدها إخفاء رغبتى عن أسرتى، لكننى كنت صغيرة، فلم يستمع إلىّ أحد إلى أن أجبرونى على الزواج من والد ابنى «رومانى»، لكننى لم أستطع استكمال حياتى على هذا النحو، وغادرت منزل الزوجية، وبعدها أشهرت إسلامى، وحصلت على الطلاق، ولكن زوجى أخذ ابنى الذى يبلغ من العمر الآن 10 سنوات، وهو مسيحى الديانة كوالده، والآن أنا متزوجة من رجل مسلم أكرمنى هو وزوجته الأولى التى لم تعاملنى إلا بكل حب واحترام، لدرجة أنها عرضت علىّ كل مصوغاتها الذهبية حتى أستطيع الحصول على شقة أعيش فيها بدلًا من العيش فى منزل عمى، نظرًا لضيق الحال، قائلة: « قررت العيش فى منزل عمى، وزوجى يأتى إلىّ أكثر من مرة فى الأسبوع، وهنا أشعر بالأمان وسط أهلى، فلا يوجد فرق بين مسلم ومسيحى».

000000


موضوعات متعلقة:


ألمانيا تقرر إنشاء مصلى يجمع المسلمين والمسيحيين واليهود

القوى السياسية ترفع شعار "مسلم ومسيحى أيد واحدة" فى الاحتفالات بأعياد الميلاد.."تمرد": سنشارك فى تأمين الكنائس..وفد من "مصر الحديثة" يتوجه للكنيسة..ومكاتب "الحركة الوطنية" بالمحافظات تشارك فى التهنئة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طارق مصطفى يحذر لاعبي البنك الأهلي من انتفاضة المصري بعد رباعية سيراميكا

استجواب 4 متهمين غسلوا 50 مليون جنيه وأخفوا أموالهم فى العقارات والسيارات

الأهلى يواجه الاتفاق لمواصلة الزحف نحو المربع الذهبي بالدوري السعودي

تفاصيل إحالة لص هواتف بالقاهرة لمحكمة الجنح

نهائى دوري الأبطال.. موعد مباراة بيراميدز وصن داونز والقناة الناقلة


زوج يلاحق زوجته بالنشوز ويؤكد: "هجرت مسكن الزوجية وتركت 3 أطفال"

القصة الكاملة لواقعة سرقة منزل الدكتورة نوال الدجوى من البداية للنهاية

توتنهام ضد مان يونايتد.. مدرب السبيرز يدخل سجل الشرف الأوروبي

رابط مباشر.. الاستعلام عن أرقام جلوس الثانوية الأزهرية 2025 الآن

توتنهام يهزم مانشستر يونايتد ويتوج بلقب الدوري الأوروبي (فيديو)


استشهاد 3 فلسطينيين إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي خان يونس

شبورة ورياح وأتربة.. حالة الطقس اليوم الخميس 22 مايو 2025 فى مصر

مدة العقد تفجر الخلاف بين عبد الله السعيد والزمالك ومحاولة أخيرة قبل رحيله

موعد مباراة الأهلي ودرب سلطان المغربى فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لليد

بتروجت يهزم سيراميكا بهدف بوبو ويودع كأس عاصمة مصر

متى تُنظر دعوى الحجر على الدكتورة نوال الدجوى من أحفادها؟

حرس الحدود يتقدم على إنبى 1-0 فى الشوط الأول بكأس عاصمة مصر

رئيس الوزراء: شركة آتون ريسورسز أعلنت عن كشف منجم جديد للذهب فى مصر

بلاغ يتهم شيرين عبد الوهاب بالإساءة لمدير صفحاتها في الشيخ زايد

الحكومة: مد خدمة المدرسين المحالين للمعاش أثناء العام الدراسى لنهاية العام

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى