ناهد زيان تكتب: مصر للطيران بعيدا عن المزايدات

ناهد زيان
ناهد زيان
بداية لا أدعى أبدا أنى خبيرة استراتيجية فى شئون الطيران إطلاقا، فلا علاقة لى بالطيران سوى أنى ولظروف سفر زوجى للعمل خارج مصر ركبت الطائرة عدة مرات فقط، وعليه خرجت بعدة ملاحظات بخصوص شركات الطيران المختلفة وفى مقدمتها مصر للطيران التى تتعرض الآن لحملة شرسة عقب حادث سقوط طائرتها الإيرباص 320 القادمة من باريس إلى القاهرة قبيل فجر يوم الخميس 19 مايو 2016، فصار الأمر فرصة للمزايدين والشامتين والصائدين فى الماء العكر فقط من واقع اختلافهم مع السلطة الموجودة فى مصر، أو حتى رفضهم لها، متناسين أن الأنظمة تأتى وتذهب، والحكومات تتوالى وتتعاقب، وتبقى الكيانات الوطنية الراسخة كبقاء الوطن نفسه مثل: مصر للطيران وقناة السويس وغيرهما، الأمر الذى يعنى أن انهيار أى من تلك الكيانات الاقتصادية الهامة هو فى الوقت نفسه انهيار لمنظومة الاقتصاد الوطني، وإفساح الساحة للكيانات الأجنبية وللاستغلال فى أبشع وأوضح صورة.
حقيقة لا يعرف مزايا مصر للطيران ولا أهميتها ككيان ملاحى جوى عملاق إلا من جرب السفر من خلالها ثم من خلال شركات أخرى وعقد مقارنة بسيطة بين هذه وتلك، وهو ما حدث معى شخصيا فقد سافرت أكثر من مرة عن طريق مصر للطيران فلاحظت انضباطا فى المواعيد بشكل ممتاز، ثم حظينا بضيافة ممتازة وفى أقل حالاتها فهى ضيافة معقولة لحد كبير.

فى محيط المغتربين المصريين فى أى بلد عربى وفى تجمعاتهم المنتظمة فى الإجازات والمناسبات المختلفة تجدهم يتساءلون عن حجز تذاكر طيران للإجازة الصيفية للنزول إلى الوطن الأعز مصر، وحين يخبر أحدهم الآخر أنه قد حجز تذاكر طيران له ولأولاده يسأله أحدهم: على مصر للطيران؟ فإن قال نعم، قيل له "يا بختك" ! أما إن قال لا ليس على مصر للطيران فإنك تسمع ثالثا يعلق بمثل قول: وهو احنا نقدر على تذاكر مصر للطيران ؟ ذلك لأن المغتربين حينما يقررون النزول لمصر لقضاء إجازاتهم يقومون بحجز تذاكر طيران لهم ولأولادهم إن كانوا يرافقونهم حيث يعملون وبطبيعة الحال يحاول أى منهم حجز تذاكر بسعر مناسب، وربما بأقل سعر يستطيع الحجز به توفيرا للنفقات خصوصا لو كان العدد كبيرا إلى حد ما.

والحق يقال إنه فى عروض التذاكر دائما ما تكون عروض مصر للطيران مرتفعة مقارنة بغيرها من الشركات الأخرى، ورغم ذلك فإن كثيرين ممن جربوها وجربوا غيرها يحاولون باستماتة السفر عليها لما لها من مميزات كثيرة فى المواعيد والخدمة والأهم وزن الحقائب وهو أمر ينشغل به معظم إن لم يكن كل المغتربين الذين يحرصون على حمل الهدايا والمشتريات المختلفة حين ذهابهم وإيابهم، ثم إمكانية استرداد ثمن الذاكر أو جزء من الثمن فى أحوال كثيرة، وحسب نوع التذاكر ومواسم الحجز والسفر ونوع العروض وهى ميزات تقل أو تنعدم فى الشركات الأخرى.

ومن خلال تجربة شخصية أروى لك حادثة توضح الفرق بين مصر للطيران والشركات الأخرى سيما تلك الشركات التى تقدم عروضا للتذاكر المخفضة أو الاقتصادية فى مقابل تخفيض وزن الحقائب وعدم إمكانية استرداد ثمن التذاكر أو تغيير المواعيد؛ حيث حدث أن توجهت ذات مرة وأولادى لمطار برج العرب بالإسكندرية لنستقل طائرتنا المتجهة للبلد الذى يعمل به زوجى لنلحق به وكان قد سبقنا إليها. كانت الطائرة تابعة لشركة غير مصر للطيران، شركة من تلك الشركات التى توفر تذاكر بأسعار مخفضة وحقيبة سفر واحدة، المهم أننى وأولادى وصلنا للمطار قبل موعد إقلاع الطائرة بدقائق، بما يعنى أننا فوتناها، ومن ثم توجهت على الفور لمكتب الشركة أسال عن فرصة ركوبنا طائرة أخرى أو أى حل لتلك المشكلة، غير أنى لم أجد حلا لديهم ولا إجابة ترضينى، فاتصلت بزوجى فقام بالحجز لنا على شركة أخرى ستقلع طائرتها من برج العرب بعد ساعات قضيناها على باب المطار حتى يأتى ميعاد وزن الحقائب فيسمحوا لنا بدخول المطار وقد كان. وسافرنا والحمد لله، غير أن الغريب فى الأمر أنه بعد وصولنا بساعات صباح اليوم التالى وصلتنا رسالة من الشركة التى فوتنا رحلتها تعتذر لنا عن تأخر إقلاع طائرتهم لمدة ثلاثين دقيقة من مطار برج العرب والتى من المفترض أننا كنا عليها! ثلاثون دقيقة كانت كفيلة بأن نلحق بالطائرة ولا نعانى تلك المعاناة التى تعرضنا لها يومها ولساعات عديدة.

تتفق أو تختلف مع السلطة الموجودة فى مصر الآن هذا حقك، وإن اعترضت السلطة نفسها يبقى هذا حقك الأصيل الراسخ، ولكن مالا يقبله المنطق السوى السليم أن تتخذ من حادث الطائرة ونكبتها التى آلمت الجميع أو على الأقل الأسوياء منهم ذريعة للهجوم على هذا النظام من خلال تصيد أخطاء مفتعلة ومفترضة فى حق مصر للطيران وتستبق نتائج التحقيقات اعتقادا خاطئا منك أنك بذلك تنال من تلك السلطة وتهدمها، الحقيقة أنك تهدم ذاتك وتزايد على مصالحك أنت أولا ثم مصالح وطن باق ومستمر سيعانى من كل تلك المزايدات والألاعيب بغض النظر عن الأنظمة والحكومات.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لغة الأرقام.. الأهلي زعيم الألقاب المحلية في كأس العالم للأندية

الطقس اليوم الجمعة 30-5-2025.. أجواء ربيعية مائلة للحرارة نهارا معتدلة ليلا

الزمالك يبلغ الراحلين عن الفريق بموقفهم بعد نهائى كأس مصر

القمر يجاور نجم التوأم وحشد السرطان.. أهم الظواهر الفلكية قبل نهاية مايو

موعد مباريات الأهلى فى كأس العالم للأندية 2025 بأمريكا


قاضية توقف قرار ترامب منع جامعة هارفارد من تسجيل طلبة أجانب

معلومات لا تفوتك عن ملاعب كأس العالم للأندية 2025 .. صور

قانون حماية المستهلك.. 7 سلع لا تُرد ولا تستبدل أبرزها الملابس الداخلية

حدائق سوهاج تتزين لاستقبال المواطنين خلال عيد الأضحى 2025.. مساحات خضراء تنشر البهجة وتعيد للعائلات متعة التنزه فى أجواء احتفالية.. وفتح 11 حديقة جديدة مجانًا للجمهور.. وجزيرة الزهور تتلألأ فى ليالى العيد.. صور

قضية الطفل ياسين تعود من جديد.. استئناف على حكم المؤبد للمتهم أمام الجنايات


خططت للجريمة وسرقت محل عملها.. خادمة الشروق خلف القضبان

محمد سراج: الأهلي لم يفاوض رونالدو وكنت أتمنى وجود محمد صلاح معنا بالمونديال

طولان: الزمالك قادر على الفوز بكأس مصر.. والأبيض يبقى بتاريخه وجماهيره

زلزال بقوة 4.4 درجة على مقياس ريختر يضرب باكستان

محمد منير .. "دموعك غالية علينا" الجمهور يتفاعل مع فيديو بكى فيه الكينج

بشرة خير لبيراميدز.. مفارقة تاريخية تقود السماوى للاقتراب من حلم الأميرة السمراء

بعد اطلاق اسم شقيق ووالدة حسن الرداد على أولاده.. لماذا خلد الرداد ذكراهم؟

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى إياب نهائى دوري أبطال أفريقيا

ريستارت يحقق رقما استثنائيا فى عدد حجوزات شباك التذاكر بيومه الأول

مصطفى منصور وهايدى رفعت فى جلسة تصوير رومانسية احتفالا بخطبتهما

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى