زينب عبد اللاه تكتب: إيهاب توفيق يقتل مرضى السكر ويتاجر بآلام المرضى ويدعى قدرة دواء مجهول على الشفاء فى إعلان.. ود. إيناس شلتوت : نصب يعرض المرضى للخطر ويجب تحرك وزارة الصحة وحماية المستهلك

إيهاب توفيق

الأربعاء، 25 مايو 2016 08:09 م

فى إعلان ركيك على إحدى القنوات غير المرخصة، والتى تبث إعلانات عن منتجات مجهولة وغير مصرح بها، ظهر المطرب المعروف إيهاب توفيق يغنى لمنتج يدعى الإعلان أنه دواء نهائى يقضى على مرض السكر، وأن هذا الدواء أمريكى وحاصل على موافقة وزارة الصحة السعودية، وقدم المطرب التهانى للشعبين السعودى والمصرى للتوصل لهذا الدواء وتوافره فى البلدين.

وأكد الإعلان أن الدواء يتم عرضه حصريا على هذه القناة المغمورة دون الإشارة إلى اسم وعنوان الشركة المنتجة أو الموزعة، واكتفى فقط بوضع رقمين لهواتف محمولة.

واستخدم الإعلان أطفالا يغنون ويحملون لافتات "خلاص هنجرى ونلعب ونفرح.. وانتصرنا على السكر.. بفضل الله تم شفاء مليون حالة"، وهو ما يداعب أحلام الأسر والأطفال المصابين بمرض السكر، خاصة مرضى النوع الأول المعتمد على الأنسولين.

غنى المطرب: "علاجنا حصرى أمريكى أصلى هيقضى على مرض السكر"، وهو لا يعرف تأثير هذا الإعلان على الملايين من مرضى السكر فى مصر والعالم، والذين يقترب عددهم فى مصر من 9 ملايين، ولا نعرف كم تقاضى من أجر ليتاجر بأحلام الأطفال مرضى السكر فى التوقف عن الحقن بالأنسولين، وهو الحلم الذى يحلم به كل مرضى السكر، لكن لم يتوصل العلم حتى الآن لتحقيقه، كما يؤكد أطباء السكر.

لم يعرف إيهاب توفيق حجم الرواج الذى تسببه مثل هذا الإعلانات لمنتجات وأدوية مجهولة تعرض حياة المرضى للخطر.

الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ السكر والغدد الصماء ورئيس الجمعية العربية للسكر والميتابوليزم استفزها هذا الإعلان بشدة، كما يستفزها الكثير من الإعلانات التى تتاجر بآلام المرضى فى أسوأ استغلال للدعاية عن أدوية ومنتجات وهمية، وأكدت أن العديد من المرضى سألوها عن هذا الدواء لكن أكثر ما أدهشها أن تسألها عنه أستاذة فى قصر العينى لديها طفل مريض بالسكر، وقالت شلتوت: "إزاى يظهر دواء جديد بدون أن يعلم عنه الأطباء شيئا؟".

وأضافت: "المريض بيتعلق بقشاية مهما كانت درجة علمه، وخصوصا لو المريض ابنه، وهو ما يمنح هذه المنتجات المجهولة رواجا لأنها تستغل ضعف وألم وأوجاع المرضى وحلمهم بالشفاء التام من الأمراض المزمنة"، مؤكدة أنه لا أساس لما يروج له هذا الإعلان، وأنه مجرد نصب وأن الجمعية ستتقدم بشكاوى لوزارة الصحة وجهاز حماية المستهلك لأن هذه المنتجات المجهولة تعرض حياة المرضى للخطر.

وأضافت أن مرض السكر من الأمراض المزمنة التى لا شفاء منها، إلا فى حالة واحدة وهى أن يكون المريض مصاب بسكر النوع الثانى ولديه سمنة، وبتخلصه من السمنة يمكن أن تتحسن حالته، أما باقى مرضى السكر فلا يجب أن يتوقفوا بأى حال من الأحوال عن تناول الأدوية المعروفة طوال حياتهم.

وأشارت إلى أن الأطفال والكبار مرضى السكر من النوع الأول والذى يعتمد على الأنسولين لا بديل لهم عن الحقن بالأنسولين لأن الجسم لا يفرزه، وإذا توقف عن الحقن ولو ليوم واحد يمكن أن يتعرض لغيبوبة كيتونية قد تتسبب فى وفاته.

وأوضحت أستاذ السكر والغدد الصماء أن أى دواء جديد يجب أن يمر بأربعة مراحل، تبدأ بالتجربة على الحيوانات، ثم الاختبارات المعملية، ثم التجربة على المرضى بشروط وأعداد محدودة وبموافقات عديدة، والمرحلة الرابعة تجربته مرة أخرى قبل طرحه تجاريا، مؤكدة أن التجارب على الأدوية تستمر ما لا يقل عن 10 سنوات، وبعدها يجب أن يحصل على موافقة منظمة الأغذية والعقاقير الأمريكية والمنظمة الأوربية للأدوية.

وأشارت د.إيناس شلتوت إلى أن أى دواء يتم تداوله فى مصر يجب أن يحصل على موافقة وزارة الصحة المصرية، وهو ما لم يحدث مع الدواء المجهول الذى يعلن عنه المطرب إيهاب توفيق فى هذه القناة المجهولة، مؤكدة أن هذا الدواء غير معروف مصدره أو تركيبته.

وفى تصريحات صحفية حذر الدكتور طارق سلمان، مساعد وزير الصحة لشئون الصيدلة، من الدواء الذى روج له المطرب إيهاب توفيق، مؤكدا أنه لم يسمع اسم هذا العقار من قبل، وأنه غير مسجل بسجلات الوزارة، وحذر المواطنين من تناول الأدوية دون معرفة مصدر صناعتها وتوزيعها.

ومن جانبنا نؤكد أنه لا يكفى المطرب إيهاب توفيق لإبراء ذمته أن يكتب بعض الكلمات على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" والتى قال فيها إنه قام بالغناء فى هذا الإعلان بناء على طلب صديق له يعمل فى مجال الموسيقى، والذى أكد له أن هذا الدواء أمريكى ومرخص وأثبت فعاليته فى علاج المرضى، مؤكدا أنه أراد أن يساهم فى وصول هذا الدواء لكل المرضى للمساهمة فى شفائهم، وأن هذا المنتج لا يخصه ولن يصله أى ربح من ورائه، وأن أى شكاوى من أنه غير فعال تكون مسئولية الشركة المنتجة والجهات الرقابية والطبية المختصة.

وفى النهاية نقول للمطرب المعروف أن الإعلان لا يزال يعرض يوميا وأن الكثيرين قد يقعون ضحية هذا الدواء المجهول الذى ساهم ظهور مطرب معروف مثلك فى الترويج له.

نطلب من إيهاب توفيق أن يضع نفسه مكان أحد الأباء الذين ابتلاهم الله بمرض طفله بالسكر، وأن يتخيل كيف يستقبل الأب وابنه هذا الإعلانات التى تلعب بمشاعرهم وأوجاعهم، وماذا لو وثق الأب فيك معتمدا على أن فنان معروف مثلك لن يروج لمنتج يستغل مرض الأطفال، ليحقق مكسبا على حساب حياتهم وصحتهم، ماذا لو استخدم الأطفال المرضى هذا الدواء الوهمى حتى يستريحوا من عناء الحقن بالأنسولين، فتعرضوا لغيبوبة أو مات بعضهم؟

عزيزى المطرب المعروف إن كنت ترغب فى زيادة دخلك عن طريق الإعلانات فهناك ملايين السلع التى يمكنك التربح وكسب الأموال منها، ورجاء ابتعد عن التجارة بالألم والمرض.