«هيبتا» وبعض من أشكال الحب

حنان شومان
حنان شومان
حنان شومان
«لم تعد تقدم لنا السينما إلا «الهلس» وأفلاما بلا قيمة لهذا نشاهد الفيلم الأجنبى ونخاصم المصرى». «بنتفرج على أفلام كلها مضروبة» «السينما المصرية خلاص راحت عليها»، تلك بعض من العبارات التى يرددها كثير من الجمهور العازف عن مشاهدة الأفلام القليلة التى تنتجها السينما المصرية، وهم على حق إلى حد ما، ونفس الأمر تردده التقارير الصحفية هنا أو هناك، ولكن هناك استثناءات تبدو كالإشراقات على شاشات فتجد سريعاً ما تتغير النبرة لدى البعض، خاصة فى الصحافة، فنجد تقارير صحفية تقول إن السينما استعادت عافيتها، وأن هناك اتجاهات شابة ستغير الحال، وأن السينما المصرية فى طريقها للعالمية وغيرها من الحديث شديد التفاءل المبنى على أحلام أكثر منه واقعياً.

وأنا لست من بين هؤلاء أو هؤلاء، فلست من بين أهل التشاؤم الشديد ولا أنا أيضاً من أهل التفاؤل المفرط، ببساطة لأننى أتعامل مع السينما ليس كوحدة واحدة، ولكن كأفلام كل منها وحدة منفصلة تعبر عن صانعها وعن فكره وفنه.

ربما تلك كانت مقدمة لابد منها قبل الحديث عن فيلم هيبتا الذى يتصدر الإيرادات وتفوق على غيره من أفلام موسم شم النسيم التى احتوت على الكوميديا التى تصنع عادة ورقة رابحة لمنتجيها وغيرها حتى من أفلام لأسماء كبيرة فنياً وتاريخياً، وربما لم يحمل الفيلم اسما واحدا فى الأفيش قد يدفع الجماهير للوقوف صفاً لمشاهدة الفيلم، وهكذا بدا للبعض نجاح هيبتا، وكأنه لغز أو مفاجأة وربما منح البعض نجاحه لكثير من العناصر، بينما الإجابة تكمن بدايتها عند نص لرواية تم طباعتها 58 مرة حتى ظهور الفيلم، وهذه بداية فى حد ذاتها تضمن لأى فيلم مأخوذ عن هذه الرواية، ويضع نفس عنوانها أن تدفع قارئ الرواية إلى التوجه لدار العرض فى محاولة لمقارنة خياله بخيال آخر لفنان آخر صانع للفيلم، خاصة أن البعض منح الرواية حين صدرت حكماً بأنها تنتمى لأدب المراهقين، أى أنها رواية يقع فى هواها صغار السن وهل يستطيع أحد أن ينفى أن القوة الحقيقية والإيرادات فى السينما تأتى من المراهقين، ومن هم أكبر قليلاً.

إذاً نحن أمام فيلم ضمن جزء كبير من جمهوره حتى قبل أن يعلن عن نفسه، ولكن هل اكتفى صُناعه بهذا وركنوا لهذه الميزة؟

لا لم يفعلوا فقد اجتهد كاتب السيناريو وائل حمدى فى صياغة سيناريو متشابك لعلاقات ربما عاشها كثير منا، فيتصور المشاهد أن تلك قصته هو، بينما يكتشف مع نهاية الأحداث أن الحياة مازالت قد تحمل له قصص أخرى من علاقات الحب، فالحب ليس كيان له شكل وبداية ونهاية واحدة، لكنه ملايين الأشكال والحكايات والبدايات والنهايات، وما قصص الأفلام أغلبها، بل كلها إلا صور من الحب.

هادى الباجورى فى تجربته الثالثة إخراجيا للسينما لا يبدو ككثير من المخرجين الذين بدأوا حياتهم بإخراج الفيديو كليب مخرج قصير النفس مهتم بالصورة أكثر من المضمون، وبالتأكيد من خلال اختياره لممثليه أضاف ميزة للفيلم تحسب له، فجميعهم موهوبون، ولكن لا أحد منهم يستطيع اسمه أن يحمل بطولة فيلماً على أكتافه، ورغم هذا جعل من كل منهم بطلا يتقدم خطوات فى مسيرته.

ماجد الكدوانى، نيللى كريم، كندة علوش، شرين رضا، ياسمين رئيس، عمرو يوسف، محمد فراج، أحمد مالك، أحمد داود، جميلة عوض، دينا الشربينى، أحمد بدير، سلوى محمد على كلهم صنعوا طرفاً من أطراف النجاح.

منذ سنوات عُرض فى موسم ليس الأفضل لعرض الأفلام، فيلم سهر الليالى، لكاتبه تامر حبيب ومخرجه هانى خليفة وصنع الفيلم حالة توقف عندها الكثيرون وتساءلوا لماذا وكيف نجح كل هذا النجاح؟ وأعتقد أن الإجابة بسيطة، لأن كثيرا من المشاهدين رأوا أنفسهم فى الفيلم فصدقوه أو تمنوا أن يكونوا مكان أبطاله.

وحالة هيبتا مماثلة، وإن زادت، لأن المشاهد متعاقد مع القصة حتى قبل ظهور الفيلم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

بعد نجاح Mario..الشركة المنتجة تجري تعديلا على فيلم Legend Of Zelda

الرئيس السيسى يلتقى المدير العام لهيئة الدولة للطاقة النووية "روسأتوم" الروسية.. متحدث الرئاسة: اللقاء يأتي فى إطار زيارة "ليخاتشوف" للتوقيع على اتفاق تكميلي بين مصر وروسيا بشأن بناء المحطة النووية ونظم الحماية

النيابة العامة تعلن إجراءات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس وصولًا لأسبابه

الحكومة: خدمات المحمول ستعود بكامل جودتها قبل عصر اليوم بالشبكات الأربعة


مراحل التصحيح الإلكترونى فى امتحانات الثانوية العامة.. الكنترولات الفرعية تتسلم الأوراق من اللجان.. الإرسال لمقر التقدير الرئيسى ودخول ورقة البابل شيت على الجهاز.. قراءة البيانات من رقم الجلوس المظلل للطالب

الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

استخدام سلالم هيدروليكية أثناء تتبع الأدخنة بحريق سنترال رمسيس

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق


الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

ريبيرو يستفسر عن تطورات الصفقات الجديدة فى الأهلي قبل التحضير للموسم الجديد

تنسيق الجامعات 2025.. أماكن أداء اختبارات القدرات لكليات علوم الرياضة

"طلقنى" يجمع كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربينى للمرة الثانية فى السينما

التعليم تكشف طريقة تغيير المسار الدراسى بالبكالوريا.. التفاصيل

تعرف على الطرق البديلة عقب قرار غلق الطريق الإقليمى لمدة أسبوع

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى