هانى محمد مهنى يكتب: الطفولة زمان.. لعب وجد واحترام

أطفال يلعبون – أرشيفية
أطفال يلعبون – أرشيفية
من أجمل الذكريات فى حياتى وحياة الآخرين هى أيام الطفولة حتى من عاشوا طفولة صعبة فهم يظلوا يتذكرون الطفولة وبراءة الأطفال والتحرر من المسئولية والقيود.

كانت الطفولة زمان بسيطة وهادئة لا صخب ولا ملل، وكانت مليئة بالإثارة والنشاط وظهر هذا جلياً فى طبيعة حتى الألعاب فكانت الألعاب أغلبها بسيطة وأغلبها صناعة يدوية نظراً لعدم وجود العاب الرفاهية التى نجدها اليوم.

اعتمد الأطفال زمان على أنفسهم فى صناعة ألعابهم فعلى سبيل المثال كان الغالبية من الأطفال يجمعون أغطية زجاجات الكوكا كولا والبيبسى وثقبها لعمل إطارات تشبه إطارات السيارات مستخدمين بكرات بلاستيكية كانت تأتى مع خيوط ماكينات الخياطة وكان حينها من يمتلك مثل هذه الأغطية كمن يمتلك بعضا من العملات المعدنية ولك أن تتخيل أن بعض الأطفال كان يبيع هذه الألعاب وخصوصاً فى الريف.

تعتبر لعبة الاستغماية من الألعاب الشعبية التى مارسها أغلب أطفال مصر زمان والتى توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل وحتى بعض الأطفال مازالوا يمارسونها حتى اليوم، فكان مجموعة من الأطفال يعمدون إلى أحدهم بأن يغمض عينيه ثم يختفون منه حتى يجدهم أو يصلوا إلى المكان المحدد للعبة، ولى مع هذه اللعبة بالذات واقعة مؤسفة حينما حاولت الاختفاء من شريكى فى اللعبة فجريت مسرعاً حتى أننى لم أرى أحد الكلاب الموجودة بالشارع فعقرنى فى كعب رجلى وذهبت إلى المستشفى وأخذت 21 حقنة كانت تعطى لى يوماً بعد يوم فى البطن لكنى استمتعت بهذه اللعبة رغم ما حدث.

لا تذكر الطفولة إلا وتذكر الألعاب وشقاوة الأطفال، فلقد استمتعنا بالعديد من الألعاب البسيطة التى كنا نلعبها مثل لعبة نط الحبل والقفز من أعلى أيدى الأطفال الآخرين واللعب بألعاب صممناها وصنعناها بأنفسنا.

أما الألعاب التى كانت منتشرة فكانت بسيطة أيضاً معبرة لزمانها مثل القرد النطاط والحصان البلاستيك والعربات المصنعة من الصفيح وبعض الألعاب الأخرى.

أتذكر حينما كنا نخرج لصيد الأسماك مستخدمين، سنارة، بدائية وطعم بسيط لاصطياد الأسماك وأتذكر أن أكبر سمكة اصطدتها حينها كانت بحجم كف اليد.

أتذكر حينما كانت الترع وبحر يوسف ونهر النيل ممتلئة بالأسماك حتى إن المياه حينما كانت تنخفض، كان الرجال والأطفال يصطادوا بأنفسهم الأسماك التى كانت تظهر لهم بوضوح وكأنها تخرج لهم كأسماك أهل السبت مع فارق التشبيه.

أتذكر الحقول والأرض الخضراء، أتذكر موسم العنب وموسم جنى القطن، الذهب الأبيض.

لقد استمتعنا بتليفزيون زمان وشاهدنا التليفزيون الأبيض والأسود وحينما ظهر التليفزيون الألوان كنا فى قمة السعادة والإثارة لكن يظل عشق التليفزيون الأبيض والأسود كامنا فى أعماقنا.

شاهدنا العديد من البرامج الهادفة فى طفولتنا، فاستمتعنا ببرنامج سينما الأطفال صباح كل جمعة وبرنامج عالم الحيوان، عقب صلاة الجمعة وبرامج الأطفال مثل ماما نجوى وبقلظ، وتوم وجيرى، وبوجى وطمطم، وبرامج، بابا شارو وأبلة فضيلة، وغيرها من البرامج، أتذكر مسرحية جميلة بطلها اسمه عبد الله وحينما كبرت عرفت أنها قصة حى ابن يقظان لابن طفيل.

أتذكر أغانى الأطفال الجميلة مثل أغانى محمد فوزى، ذهب الليل.....طلع الفجر، ماما زمانها جاية، وغيرها من الأغنيات.

أتذكر أغانى الفلكلور الشعبى للأطفال وحكايات الأطفال بأنواعها المختلفة حتى حكايات الرعب مثل أمنا الغولة، وأبو رجل مسلوخة، وحكايات الخيال والمغامرات مثل الشاطر حسن وسندريلا وعقلة الأصبع.
كنا نتعلم الأدب والاحترام وتقدير الكبير فى طفولتنا ونشأنا وتربينا على قيم الحب والتسامح والصدق والوفاء، لم تكن طفولتنا تافهة أو سطحية بل كانت طفولة مسئولة وواعية ومعبرة عن البيئة التى عشنا فيها.
كانت الطفولة زمان من أجمل وأروع اللحظات التى عشناها، فلم يكن البال مشغولاً ولا الصراع على كسب لقمة العيش موجوداً بل كانت حياة الأسرة المترابطة وحب الأخ لأخيه وأخته هو السائد فضلاً عن احترامنا وحبنا لآبائنا وأمهاتنا رمز الحب والعطاء والسعادة.
نعم الطفولة هى أجمل وأروع وأنقى وأبسط فترات حياتى.


Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الخارجية فى رسالة تحذيرية: لن نسمح بإقامة وهم "إسرائيل الكبرى"

فيريرا يرفض المجازفة بـ أحمد ربيع فى تشكيل الزمالك أمام فاركو

تنسيق المرحلة الثالثة.. الأماكن الشاغرة بالكليات والمعاهد لطلاب أدبى

قبل مباراة الأهلى .. غزل المحلة لا يخسر ولا يفوز فى الدوري "إنفوجراف"

اعترافات التيك توكر أوتاكا: غسلت 12 مليون جنيه فى السيارات لمنحها صبغة شرعية


النيابة تستعلم عن حالة المصابين فى موقع حادث موكب وزير الكهرباء لسماع أقوالهم

تعرف على ما كتبته الصحفية الفلسطينية مريم أبو دقة قبل استشهادها

غزل المحلة ضد الأهلي .. موعد المباراة والقناة الناقلة والصفقات الجديدة

استشهاد الصحفي معاذ أبو طه في مجزرة إسرائيلية ضد الصحفيين بغزة

تنسيق المرحلة الثالثة.. القوائم المُحدثة لمؤسسات التعليم العالي المُعتمدة فى مصر


تنسيق المرحلة الثالثة.. غدا إتاحة تسجيل الرغبات بحد أدنى 50% لجميع الشعب

تنسيق المرحلة الثالثة.. ما القواعد الواجب مراعاتها في التنسيق الإلكتروني؟

فتح باب التحويلات المدرسية مرة أخرى بمحافظة القاهرة لمدة أسبوع

مشادات وتراشق بالألفاظ بين موظفى مكتب التنسيق يؤدى إلى زحام شديد للطلاب

اليوم السابع ينشر نتيجة الثانوية العامة دور ثان فى هذا الموعد

تشكيل الأهلي المتوقع أمام غزل المحلة.. زيزو وبن شرقي وشريف فى الهجوم

تنسيق المرحلة الثالثة.. كيفية التعامل مع موقع التنسيق وتسجيل الرغبات

وزير الطيران: مشروع "مبنى 4" بمطار القاهرة يستوعب 30 مليون مسافر سنويًا

نيوكاسل يونايتد يواجه ليفربول في مواجهة نارية بالدوري الإنجليزي

وزارة الصحة تكشف عن أسباب الإصابة بسرطان البروستاتا.. تفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى