الجوع لا يعرف الأمل

سامح جويدة
سامح جويدة
بقلم سامح جويدة

مهما كانت درجات انتقادك للدولة وللحكومة فإن هذه البشائر تسعد الجميع



سواء كان حظنا هبابا أو بسبب الإرهاب أو مؤامرات الكلاب، فمازلنا نسير.. لا يمكن أن نختلف كل مرة من أين جاءت الرصاصة.

وأن نتعارك على استنتاجات ووجهات نظر تخلو غالبا من أى معرفة أو دراسة. نحن نختلف على «الفتى» وهذه قضية مخيفة فتجد مواجهات وخناقات على المقاهى حول أسباب الحرائق فهل هو عمل تخريبى من الإرهابيين أم بسبب إهمال وتقصير الأهالى.

أم لعدم التفات الدولة للإجراءات الأمنية والضوابط المتبعة فى كل العالم. أم تراه الحر أو الماس الكهربائى.

وتجد شجار فى البيت الواحد حول حوادث الطيران وهل هى قدرية أم إرهابية.

إخوانية أم مؤامرة عالمية. يتم التخطيط لها من الخارج أم تحاك من الداخل. وتجد زملاء فى العمل يتشاجرون فى المكاتب حول علاقة أمريكا بمصر، «بتحبها لا مبتحبهاش» «مع الإخوان أم الدواعش أم الليبراليين»، ضد الاستقرار أم ضد الانهيار.

أسئلة جدلية من هذا النوع الأحمق تأخذ من وقت الناس ومجهودها الكثير وتنتهى المناقشات غالبا على خلاف أو قطيعة، ناهيكم عن الطاقة السلبية الهائلة التى تصدرها تلك المناقشات العبثية فمن منا يعرف موقف أمريكا ويمتلك براهين عليه أو من يفهم هل يتم التخطيط من الخارج أم يحاك من الداخل، كل ما نفهمه هو «فتى» ونسج خيال، ولا نمتلك أى معايير على صحة أو خطأ أى رأى، فهل نعيش فى هذه الدوامات مدى الحياة حتى يصاب نصفنا بالاكتئاب والنصف الآخر بالتخلف العقلى. كما أن الانجرار خلف وسائل الإعلام فى هذه القضايا فيه سم قاتل فقد يسبب انفصاما فى الشخصية أو انقساما فى الهوية، لأن كل محطة أو صحيفة لها «فتاويها» ومتابعة عدة قنوات فى يوم واحد تؤدى أحيانا إلى «تربنة».

ومنذ فترة قصيرة هبت بعض رياح التفاؤل التى جاءت مع حصاد محصول القمح والكميات الوفيرة التى جاءت من المشروعات الزراعية الكبرى التى قامت بها الدولة، بالإضافة إلى وفرة إنتاج الفلاحين هذا العام ورغم بعض السلبيات التى ظهرت بسبب عدم استيعاب الصوامع للمحصول أو تأخر الدولة فى شرائه من الفلاحين، إلا أن الرسالة الإيجابية وصلت للجميع وبعدها تم افتتاح بعض محطات الكهرباء فى الصعيد ودار حوار إعلامى وشعبى واسع حول إنجازات هذا القطاع ومجهودات الدولة الواضحة فى تطوير منظومة الكهرباء بشكل عام كأمن قومى، وكأحد أهم متطلبات الصناعة والاستثمار.

وكان لذلك أثر مطمئن للمجتمع ككل، بل قلص شحنة الغضب الناتجة عن غلاء أسعار الطاقة والخدمات، لأن الناس عرفت أن هناك استراتيجية واضحة لها نتائج يصل مردودها للجميع. لذلك فرق كبير بين حوار للخلاف فقط بسبب علاقة مصر بأمريكا أو علاقة الحرائق بالكبريت وبين النقاش المتفائل حول مستقبل الطاقة أو التوسع فى الزراعة.

ومهما كانت درجات انتقادك للدولة وللحكومة ورغبتك فى تقويم وإصلاح الشؤون السياسية والمخططات الاقتصادية أو تأييدك المطلق لكل السياسات والإجراءات فإن هذه البشائر تسعد الجميع، وتؤكد أن هناك أملا مادام هناك عمل. هذه الطاقة الإيجابية كلنا فى حاجة لها لاستمرار حياتنا وأعمالنا وبيوتنا. فالأمل كما وصفه أرسطو هو الشمس بالنسبة للكون لو خبت ماتت كل آثار الحياة. والمتربصون بهذا الوطن يفهمون ذلك جيدا ويجاهدون للوصول إليه، لذلك تلاحقنا المصائب والمشاكل كل يوم فى تسلسل واضح. وتحاك من حولنا الأزمات وتحفر الحفر.

وأتصور أن الأيام المقبلة ستشهد العديد من الأزمات خاصة فى أسعار المواد الغذائية والأدوية ومختلف المنتجات الاستهلاكية وكلامى عن تفاؤل المواطنين، لا يعنى أن تشترى الحكومة دماغها، فالناس يمكن أن تختلف حول الحرائق وحوادث الطائرات، ولكنها تختنق كلما ارتفعت الأسعار وزاد التضخم، لذلك على المسؤولين أن ينتبهوا لمشكلة الغلاء وطمع المصنعين والتجار، واستغلال حاجة الناس للدواء أو للغذاء، وأن يكون هناك آليات واضحة وسريعة للحد من طوفان الغلاء المقبل، لأن الجوع لا يعرف أملا أو تفاؤلا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إستيفاو يرفض الاستمرار مع تشيلسي لنهاية كأس العالم للأندية

أسر ضحايا حادث سنترال رمسيس يتسلمون جثامين ذويهم استعدادًا لتشييعها

فات الميعاد الحلقة 19.. هل يكتشف أحمد صفوت كذبة أسماء أبو اليزيد؟

سجل بياناتك لتصلك نتيجة الثانوية العامة 2025

اليوم.. افتتاح مسرحية الملك لير على المسرح القومي


أحمد السقا بعد عرض أحمد وأحمد: الجمهور السعودى ذواق للفن المصري..صور

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

اضطراب الملاحة على شواطئ البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة والأمواج 4 أمتار

الحكومة: نظام الثانوية العامة قائم ومستمر و"البكالوريا" بديل اختيارى

محمود فوزى: لدينا نسخة بديلة من البيانات التالفة بسبب حريق سنترال رمسيس


حريق سنترال رمسيس..13 ساعة للسيطرة على النيران.. بدأ من الطابق السابع وامتد لباقى المبنى.. وتجدد 3 مرات..و12 سيارة إطفاء و2 سلم هيدروليكى.. والنيابة العامة تعاين الحادث وتكلف بالكشف عن الأسباب

وزارة النقل تغلق الدائرى الإقليمى فى هذه المناطق

جنايات الزقازيق تنظر محاكمة المتهم بقتل والدته حرقا بسبب المخدرات بالشرقية

مصرع شاب إثر تعرضه للدغه ثعبان سام بالغربية

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

الجدول الزمنى لانتخابات مجلس الشيوخ مع رابع أيام تلقى أوراق الترشح

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

ريبيرو يستفسر عن تطورات الصفقات الجديدة فى الأهلي قبل التحضير للموسم الجديد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى