فاكرين توشكى وغياب المتابعة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف

لماذا لا نتعلم من اليايان ومركب خوفو؟



لن نمل الحديث عن التجربة اليابانية وطرقها القويمة فى صناعة دولة نفضت عنها رماد الحرب والاحتلال، وأصبحت ماردا قويا بين الدول الكبرى يخشاها الجميع، ويعرف قدرها وقيمتها، وطوكيو صنعت ذلك بتعلمها من التجربة، ولكونها اعتمدت على العلم والعقل والتفكير وبناء الاقتصاد، وصار الاجتهاد والمتابعة والإصرار سمة طبيعية فى الإنسان اليابانى ومؤسسات الدولة.

هذا الكلام له مناسبة، ففى مصر تشارك اليابان فى «ترميم مركبة خوفو الثانية» وطريقتها فى التعامل مع هذا الحدث لافتة للنظر جدا، فعلينا فقط أن نراقب الجمل التالية، التى هى عبارة عن مجموعة من عناوين الأخبار (وفد من «الجايكا» يزور مركب خوفو الثانية، زيارة رئيس بعثات جامعة واسيدا اليابانية لمركب خوفو، ننشر كلمة السفير اليابانى بدفتر «vip» خلال زيارته لمركب خوفو، سفير اليابان وزوجته يتفقدان مركب خوفو الثانية، 15 مديرا من منظمة الجايكا يزورون مركب خوفو لمتابعة أعمال الترميم، زيارة مدير متحف طوكيو لمركب خوفو الثانية وأبوالهول، عمدة هيروشيما يزور مركب خوفو ويوقع اتفاقية مع محافظة الجيزة)، لكم أن تتخيلوا أن هذه هى بعض عناوين الأخبار التى نشرت فى الشهور الخمسة الماضية فقط فى الصحف المصرية تعليقا على بعض الزيارات، التى قامت بها الجهة اليابانية لمتابعة أعمال الترميم فى المركبة الأثرية، حتى نتأكد كيف يفكر اليابانيون.

لسنا فى حاجة لنتحدث عن مفهوم المتابعة فى مصر، هذا إن حدثت أصلا، فهنا ربما نبدأ فى المشروع العظيم بخطة جيدة، وندشن له بشكل يليق به ثم ننسى ما قدمت أيدينا، وتمر أيام وشهور وسنوات حتى تصير الأفكار الجيدة مجرد أطلال ضيعها الزمن، ويتم السلب والنهب بعيدًا عن أعين الرقابة التى تكتفى بالأوراق «المستفة» والوعود المعسولة الممتلئة بالسراب، فقط علينا تذكر كم مشروعا مر بهذه الحالة، ولعل الجميع يتذكر جيدا «مشروع توشكى» فى التسعينيات وكم الأحلام التى أصبحت مجرد ذكريات، وصار الحدث مجرد أفكار قديمة يحاول العقل طمسها وتناسيها والبحث عن أسباب خارجية للفشل، كما أنه يعكس بالضبط كيف تضيع الأحلام تحت صخرة التراخى وغياب المراقبة والمتابعة.

ولنا أن نتخيل إن كانت اليابان بسبب مشاركتها فى ترميم إحدى القطع الأثرية تفعل كل ذلك، كيف تدير وتتابع وتراقب المشروعات الأخرى الكبرى، التى تخصها تماما، والتى تعود بالنفع المباشر على شعبها ودولتها، وعلينا أن نتعلم منها ذلك، أن نحب ما نملكه، وأن نظهر دورنا فيه، وأن نراقبه مراقبة الفاهم، وليست مراقبة المعطل والمانع، ولا حرج فى الأمر، فالقيم جميعها يمكن اكتسابها بالعزيمة والإصرار.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة الرياضة تعلن موافقة مجلس النواب على تعديلات قانون الرياضة

الاتحاد الفلسطيني يستنكر تهديدات الاحتلال للاعب المنتخب علاء الدين حسن

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

جو هيل يكشف تفاصيل مثيرة عن أحداث فيلم The Black Phone2 قبل طرحه

بتمويل مليار جنيه.. وزير التعليم العالى يعلن نتائج المرحلة الأولى للمبادرة الرئاسية تحالف وتنمية.. تقدم 104تحالفات ومشروعات بحثية للمياه والطاقة والسياحة.. ووضع أول خريطة بحثية للتعرف على احتياجات الدولة


البيت الأبيض يستضيف 5 رؤساء أفارقة وسط مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية الجديدة

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

المترشحون لانتخابات الشيوخ يتنافسون على 200 مقعد بنظام الاقتراع السرى

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

المتهمة بانتحال صفة طبيبة تستأنف على حكم حبسها 14 سنة بتهمة إجراء عمليات


الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

استخدام سلالم هيدروليكية أثناء تتبع الأدخنة بحريق سنترال رمسيس

النيابة العامة تباشر التحقيق فى أسباب حريق سنترال رمسيس.. صور

موعد مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

ريال مدريد يرصد أعلى مكافأة فى تاريخه للتتويج بلقب كأس العالم للأندية

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الثلاثاء

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى