همجية قليلة تصنع بلاوى كثيرة!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص

الإنكار لا يفيد كراهية بيننا

ما يتكشف من أحداث قرية الكرم فى المنيا، يحتاج إلى أن نعترف بأن من ارتكبوا جريمة الاعتداء على سيدة أكبر من أمهاتهم لا يقلون جرما عن الزوج الذى اختلف مع زوجته فصنع الشائعة، ولم يقدم دليلا ولم يلجأ إلى الطرق المعروفة، ولم يحسب وهو يخوض حرب انتقام عائلية أنه يحرق قرية وبلدا بالكامل.

نقول هذا لأنه باستعراض التعليقات المحبطة والغاضبة، التى تلقى المسؤولية على الجميع، لا تتطرق مطلقا إلى الاعتراف بأن بيننا وفى المجتمع الذى نعيش فيه، متطرفين وهمجيين، تكونت عقلياتهم من نتاج تفاعلات الأفكار المنحطة، التى ترتدى بعضها أردية دينية، ولا علاقة لها بعقيدة أو أخلاق.

ومن سنوات بعيدة، هناك سؤال عما جرى للمجتمع ولأخلاق بعض الناس، كأن هؤلاء نزلوا علينا من الفضاء، أو من يسأل من أين أتى الزوج الذى قرر ينتقم من طليقته لخلاف عائلى، فلجأ إلى شائعة صنعت حريقا، وتبعه هؤلاء الذين طاردوا سيدة مسنة عزلاء وضربوها وعروها.

هؤلاء جاءوا من المجتمع، وهم نتاج تفاعلات اجتماعية على مدى عقود، جاهزون لأى فتنة، يمتلكون عقولا تشوهت بمئات الأقوال المتطرفة لمن يزعمون أنهم دعاة، ولا يبثون سوى الكراهية والطائفية والعداء. بالطبع قد لا يكون هؤلاء الهمج أغلبية، ولا تزال النواة الصلبة للمجتمع قوية، لكن الأغلبية المعتدلة تعجز عن مواجهة الأقلية ذات الصوت العالى، الذين يفتقدون إلى أى مبادئ أو أخلاق، بل ويخالفون ما تربت عليه أجيال عن الاحترام والكرامة، وفى كل أزمة من هذا النوع يظهر هؤلاء ويتصدروا المشهد.

بالطبع، فإن تطبيق القانون بحسم هو الحل لمواجهة من يستهينون بالقانون والمجتمع، ويظنون أنهم بعيدون عن أى حساب، وأن أى حادث فيه أطراف مختلفة العقيدة، يتم إنهاؤه بالعرف والمحايلة، ولو علم هؤلاء أن هناك قانونا وعقابا حاسما سوف يتراجعوا لأنهم جبناء.

وفى نفس الوقت، فإن هناك حاجة للاعتراف بوجود شروخ فى المجتمع نتاج تراكمات من التعصب والكراهية والتطرف، وهى تحتاج إلى علاج بعد تحليل أسبابها، نحن نرى شبابا يفخرون بالانضمام لداعش أو يريدون أفكار الإرهابيين، وحتى فى الممارسة السياسية هناك حالة من الاحتقان وغياب للقدرة على إقامة حوار، ويتجه الأمر إلى الصدام.

هناك فائض اختلال وكراهية تجلت فى عشرات يتكاثرون على سيدة عزلاء، وعلى من يغضبون ويمارسون الغضب المكرر، متصورين أنهم يكفى أن يتبرأوا من الهمجية، ربما كان علينا أن نعترف بأن هذه النماذج حولنا فى المجتمع، ومع القانون، نحن بحاجة لمواجهة تراكمات أدت إلى هذه الشروخ، فى المنيا وغيرها، لأن هؤلاء دائما أقلية همجية تصنع كل الفتن. طبعا الهمجية قليلة لكنها تصنع بلاوى كثيرة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

موعد مباراة الزمالك وحرس الحدود بكأس عاصمة مصر

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات


غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

البطل الأسترالى أحمد الأحمد يوجه رسالة لأمه من المستشفى.. فيديو

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق


موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

موقف يحسد عليه.. بن أفليك يحضر عرضا مدرسيا لابنه بحضور زوجتيه السابقتين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى